دعا المشاركات والمشاركون في الدورة الخامسة للأكاديمية المتوسطية للشباب، التي اختتمت نهاية الأسبوع المنصرم بمدينة أصيلة، إلى اعتماد سياسات عمومية تساهم في تمكين الشباب. وشدد المشاركون في الأكاديمية، المنظمة بمبادرة من المنتدى المتوسطي للشباب بالمغرب بشراكة مع المندوبية الوزارية لحقوق الإنسان ومنظمة اليونسكو ومؤسسة منتدى أصيلة ومكتبة الإسكندرية وشركاء مؤسساتيين ومدنيين، على ضرورة اعتماد سياسات عمومية دامجة تتأسس على الاعتراف بالشباب كفاعلين رئيسيين، بما يساهم في تعزيز مشاركتهم في صياغة السياسات العمومية، لاسيما في مجالات التحول الرقمي والمناخ والتعليم، وسن قانون خاص بالشباب وميثاق للمشاركة في الشأن المحلي والجهوي، وإحداث مجالس شبابية محلية بصلاحيات حقيقية. ومواكبة للتحول الرقمي، أوصى المشاركون في الأكاديمية، في نداء أصيلة التي توج أشغال هذه الفعالية، بتمكين الشباب من أدوات الذكاء الاصطناعي بشكل عادل ومسؤول، وإدماج التربية الرقمية والذكاء الاصطناعي في المناهج، وحماية الحقوق الرقمية للشباب، والتصدي لخطاب الكراهية الرقمي، مشددين بالمقابل على أن الصحة النفسية للشباب ليست مجرد رفاه، بل هي وضرورة تقتضي إدماج التربية النفسية في السياسات التربوية والارتقاء بالدعم النفسي المجتمعي وتشجيع استخدام الفنون والرياضة لتعزيز الصمود النفسي. على صعيد آخر، دعا المشاركون إلى تعزيز مشاركة الشباب، باعتبارهم قوة فاعلة، في بناء اقتصاد المستقبل القائم على الاستدامة والعدالة البيئية والمسؤولية الاجتماعية. ودعت التوصيات إلى التأكيد على الاعتراف بالشباب كفاعلين أساسيين في الدبلوماسية الثقافية والتشاركية، وإبراز دورهم كجسور للتواصل والتفاهم بين الشعوب وتعزيز التعايش السلمي، وبناء استراتيجيات دبلوماسية تشاركية تحترم التعدد وتدعم الحوار والتعايش والسلام، ودعم المبادرات الشبابية والإبداعية التي توظف الثقافة والفنون والوسائط الرقمية كأدوات للتقارب ونشر القيم الكونية المشتركة، على اعتبار أن الثقافة أداة للتحول الاجتماعي. كما اقترح المشاركون توصيات بنيوية واستشرافية تتمثل في إعداد ميثاق للمواطنة الرقمية، وتأسيس منصة دائمة للتفكير المشترك تجمع فاعلين شباب من مختلف الدول لتعزيز الاستباقية في مواجهة الأزمات وبناء المستقبل، وإنشاء شبكات تعاون بين المجتمع المدني والجامعات والقطاع الخاص لدعم البحث العلمي حول قضايا الشباب وتبادل الممارسات الفضلى، والاستثمار في التربية على القيم والمهارات الحياتية لمواجهة التحديات النفسية والاجتماعية المرتبطة بتسارع التحولات، وترسيخ ثقافة التطوع والاعتراف بها في المسارات التعليمية والمهنية. وانعقدت الأكاديمية المتوسطية للشباب خلال الفترة من 11 إلى 19 يوليوز الجاري، بمشاركة حوالي 120 شابا وشابة من بلدان حوض البحر الأبيض المتوسط تحت شعار "الشباب: الابتكار، المرونة والالتزام من أجل مستقبل مستدام قائم على حقوق الإنسان".