عندما تنطلق التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم للكرة الشاطئية البرتغال 2015 FIFA يوم الثلاثاء في سيشيل، ستتنافس الفرق الثمانية المشاركة على تحقيق هدف واحد أوحد: التأهل إلى المباراة النهائية التي تحمل في طياتها بطاقة المرور إلى العرس العالمي الذي تحتضنه البرتغال في وقت لاحق من هذا العام. وستقام البطولة القارية في ملعب روش كايمان، الذي شُيد حديثاً بمساعدة مالية من FIFA والإتحاد الأفريقي للعبة. وقد وضعت القرعة نيجيريا بطلة أفريقيا مرتين في المجموعة الأولى، حيث ستواجه صاحبة الضيافة سيشيل إضافة إلى كل من مصر وكوت ديفوار. فبعد التأهل لنهائيات كأس العالم للكرة الشاطئية FIFA أعوام 2006 و2007 و2009 و2011، غاب نسور الرمال عن نسخة تاهيتي قبل عامين إثر خسارتهم 9-8 في نصف النهائي أمام السنغال. ويُعد المنتخب النيجيري الفريق الأفريقي الثاني (بعد السنغال) الذي نجح في تخطي دور المجموعات في النهائيات العالمية – وكان ذلك عامي 2007 و2011 – مما يؤكد الرغبة الجامحة التي تحدو أبناء غرب القارة السمراء للعودة إلى عروس بطولات الكرة الشاطئية. لم يلعب النيجيريون أي مباراة في التصفيات المؤهلة الى النهائيات الأفريقية بسبب انسحاب ليبيا، ولكنهم سيعوّلون كثيراً على خبرة مدربهم أودو ادامو، الذي قاد نسور الرمال في نهائيات كأس العالم للكرة الشاطئية FIFA عامي 2011 و2009. وقد بُني الفريق على أساس نجوم موهوبين يتقدمهم القائد إيسياكا أولاوالي وفيكتور تيل، الذي سجل ستة أهداف في نهائيات رافينا 2011، وكذلك أوجبونايا أوكيميري. كما يحظى الفريق بتشجيع المدافع الدولي السابق تاريبو ويست الذي مثل بلاده مرتين في نهائيات كأس العالم FIFA. وقال النجم الشهير في تصريح صحفي "أتوقع لهم الفوز والتأهل. لديهم فريق رائع، وأعتقد أن المسؤولين عن المنتخب يعرفون ما يجب القيام به للبقاء في القمة. إذا ما تمكنوا من الحفاظ على المستوى الذي أظهروه في كوبا لاجوس، أعتقد أنه سيكون من الصعب هزمهم. إنهم متميزون بشكل لا يصدق." لكن سيتعين على كتيبة نسور الرمال أخذ كل الحيطة والحذر من منتخب كوت ديفوار، الذي تغلب عليها في دور المجموعات خلال آخر مواجهة بينهما قبل السقوط أمام السنغال في المباراة النهائية. من جانبهما، لن تشارك سيشيل ومصر فقط من أجل المشاركة، بل من المحتمل أن تُدافعا بقوة عن حظوظهما في التأهل. وسيدخل أصحاب الضيافة غمار البطولة تحت قيادة برونو مالياس مينديز، الذي تولى زمام الفريق في مطلع مارس. وقد أكد المدرب البرازيلي أنه لاحظ بالفعل تحسناً ملموساً من لاعبيه، حيث أوضح في تصريح صحفي "قبل أن آتي إلى هنا كانوا يتدربون ثلاث مرات في الأسبوع، أما الآن فإنهم يتدربون 12 مرة في الأسبوع. سيتعين علينا تطبيق ما تعلمناه والتعود على اللعب بارتياح أمام جمهور كبير." السنغال أكبر المرشحين بصفته بطل أفريقيا ثلاث مرات، سيكون منتخب السنغال المرشح الأكبر في المجموعة الثانية، ولكنه يُدرك مدى خطورة منتخبات مدغشقر والمغرب وغانا على حد سواء. وقال مدرب السنغال إبراهيما ندياي إن فريقه سيسعى إلى الدفاع عن لقبه، مؤكداً في الوقت ذاته أن الهدف الأسمى يتمثل بالأساس في التأهل لنهائيات البرتغال 2015، حيث أوضح "إذا حققنا هذا الهدف، فسوف نتطلع إلى المضي قدماً. نحن لا نزال أبطال أفريقيا، وأنا واثق من قدرتنا على تكرار هذا النجاح إذا قمنا بالإستعداد على النحو الأمثل." بدوره، يدخل منتخب مدغشقر مفعماً بالثقة، بعد فوزه بكأس مجلس اتحادات أفريقيا الجنوبية للكرة الشاطئية في سيشيل، حيث فجّر مفاجأة مدوية ضد جنوب أفريقيا في التصفيات، متغلباً عليها في ديربان 9-3 في مجموع المباراتين. وكان أبناء الجزيرة قد حلوا في المركز الرابع خلال تصفيات 2011، لكنهم فشلوا في بلوغ مرحلة خروج المغلوب قبل عامين في المغرب. من جهتها، تأهلت غانا إلى نهائيات سيشيل بفوزها على أوغندا بنتيجة 22-8 في مجموع المباراتين، لكنها لا تزال تبحث عن لقبها الأول على الساحة القارية، حيث تم تشكيل فريقها الوطني قبل ثماني سنوات فقط وقد خسر جميع مبارياته الثلاث ضمن مرحلة المجموعة في المغرب قبل عامين. وقال المدرب ثيو أرماه، الذي يعمل أيضاً مذيعاً لمحطة راديو محلية، إنه لا يرى أي سبب يمنع فريقه من تقديم أداء جيد، حيث علّق في هذا الصدد "نحن نزخر بالشواطئ واللاعبين، فما الذي نحتاجه؟ كل ما علينا فعله هو التدريب والتدريب وإعداد أنفسنا لهزم العالم." أما المغرب، الذي استضاف النسختين الماضيتين من المسابقة الأفريقية، فإنه يأمل في أن يصبح أول فريق من شمال أفريقيا ينجح في التأهل لنهائيات كأس العالم للكرة الشاطئية FIFA، ولكن يتعين عليه أن يحسِّن أداءه مقارنة بتجاربه السابقة، بعد أن حل ثالثاً في البطولة الماضية وخامساً عامي 2009 و2011. وقد حجز أسود الأطلس تذكرتهم لنهائيات سيشيل بعد فوزهم 16-1 على جيبوتي في مواجهة إقصائية واحدة استضافتها مدينة الدارالبيضاء.