لا يتوقع أحد حاليًا أنه قبل الانتقال إلى برشلونة سنة 2013، كان الدولي البرازيلي "نيمار دا سيلفا" على وشك اللعب لريال مدريد وذلك في سن لم يتجاوز بعد ال 13. اللاعب كان مراهقًا موهوبًا يلعب رفقة سانتوس حين اتنتقل نجمه المفضل "روبينيو دا سوزا" سنة 2005 من النادي البرازيلي نحو ريال مدريد وقد كان وكيله "وانيير ريبيرو" الفخور بإبرامه هذه الصفقة الضخمة يود استغلال الفرصة لنقل نيمار كذلك نحو القلعة البيضاء، لكن ما خطط له لم يكتمل بالشكل الصحيح وكما يقول المثل "ما كل المطالب بالتمني" فإن كان روبينيو انتقل للعب في الدوري الإسباني بشكل سلس وخال من المتاعب، فإن طريق نيمار كانت شاقة وغيرت العديد من المعطيات مسارها من مدريد إلى برشلونة. فما هي هذه المعطيات؟ وما الدروب التي سلكها نيمار للوصول أخيرًا إلى برشلونة عوض ريال مدريد؟ نيمار استطاع بالفعل بعد انتقال روبينيو أن يقضي 19 يومًا في العاصمة الإسبانية مدريد، حيث كان يعيش حلمًا حقيقيًا بحضوره مباريات الفريق الأول في ملعب "سانتياجو بيرنابيو" وأخده صورًا مع كل من الظاهرة "رونالدو"، "روبيرتو كارلوس" و"زين الدين زيدان"، الأمر كان قد أكده اللاعب بنفسه. حيث قال لشبكة "إي إس بي إن" البرازيلية حينها "لقد حضرت المباراة التي فاز فيها ريال مدريد على ديبورتيفو لاكورونيا بأربعة أهداف نظيفة. لقد كنت في المنصة الشرفية خلف الرئيس "فلورونتينو بيريز" النادي الملكي كان منبهرًا بدوره مما أظهره نيمار، حيث أن هذا الأخير تمكن خلال تلك الفترة الاختبارية القصيرة من زيارة الشباك في 27 مناسبة رفقة فريق الشباب وهو الأمر الذي جعل المسيرين يريدون التوقيع معه في أقرب وقت ممكن. لكن نيمار كان مترددًا، لقد كان يشك في إمكانية نجاحه دون مشاكل خارج بلده، كان يتساءل كذلك عما إذا كان بقدرته اللعب بعيدًا عن مسقط رأسه وعن زملائه في ذلك السن المبكر. والداه بدورهما تركا له حرية الاختيار التامة حتى قرر نيمار أخيرًا العودة للبرازيل وترك نادي ريال مدريد على علاقة دائمة مع نادي سانتوس، لكنه عندما نضج وبدأ اسمه يتداول بكثرة في الصحف البرازيلية والعالمية سنة 2009، عبرت العديد من الأندية الأوروبية الكبرى عن اهتماهها به ورغبتها في ضمه. برشلونة كان بطبيعة الحال رفقة بايرن ميونخ، تشيلسي ومانشستر سيتي من بين تلك الأندية الأوروبية التي تنافس ريال مديد على ضم اللاعب وذلك حسب ما أشار إليه رئيس نادي سانتوس "لويس دي أوليفيرا" سنة 2011 " هناك 5 أندية ترغب في أداء الشرط الجزائي لفسخ عقد نيمار، لكننا سنترك القرار الأول والأخير بين أيدي اللاعب" حينها كان برشلونة الفريق الذي يسيطر على الساحة الأوروبية والعالمية، فكتيبة المدرب "بيب جوارديولا" تمكنت من حصد 6 ألقاب في موسم 2009 وقد واجهت عقب سنتين من ذلك نادي سانتوس بنجمه نيمار وذلك في مباراة فازوا فيها بأربعة أهداف نظيفة كما ا كان قد اعتبرها جوارديولا الأفضل في مسيرته. قيمة ومكانة برشلونة شجعت اللاعب على الانتقال إليه، ففي سنة 2012 تبين أن رئيس النادي الكتالوني "ساندرو روسيل" كان قد قدم مبالغ مالية لوالدي اللاعب ضاربًا بعرض الحائط كل ما قام به ريال مدريد مع روبيرو الذي لم يعد حينها وكيلاً لنيمار. الآن وبعد مرور 4 سنوات من مواجهة البرازيلي لبرشلونة وكله طموح بالانتقال إلى الدوري الإسباني، هاهو سيستهل في الأيام القادمة كأس العالم للأندية رفقة خصم البارحة وكله أمل هذه المرة في مواصلة التألق مع "ميسي" و"سواريز" كي يصبح يومًا ما أفضل لاعب في العالم ويحقق جائزة الكرة الذهبية