قال خالد شيات، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الاول بوجدة، إن ثورة يناير 2011 في مصر تمت من أجل تكريس نمط ديمقراطي للتداول على السلطة وتكريس نموذج من الأدوات التقليدية للديمقراطية، وهذا كان له تأثير على الداخل المصري، وأيضا الصعيد الخارجي، حيث انطلق مسلسل دمقرطة دول المنطقة العربية. ويرى شيات، أنه بعد الثورة المصرية واختيار طريقة للتناوب التي يمكن من خلالها التداول على السلطة، وبناء عليه فإنه حتى في الحالات التي لا يُقبل فيها توجهات رئيس الدولة وأدائه، فإن الآلية التي يُلتجأ إليها هي الحفاظ على هذا النموذج وترقب موعد الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، وهذا هو معمول به في الدول الديموقراطية العتيدة التي لها ذاكرة في الديمقراطية، حسب تعبير شيات. واعتبر الباحث في العلاقات الدولية، في اتصال هاتفي مع "الرأي"، أن المشكلة في مصر، هي أنه لم تكن بها ذاكرة ديمقراطية عتيدة، رغم أنه وقعت هناك ثورة تحررية جاءت بمبادئ كبيرة، ولكن الذاكرة غير موجودة والثقة في الديمقراطية غير موجودة من طرف النخب السياسية، وأضاف شيات قائلا؛ "كانت هناك مطالب مشروعة للمعارضة، ولكن كان يجب احترام هذا النهج الديمقراطي وإنجاحه مدة الأربع سنوات من الرئاسة، وكان سيعطي زخما حتى في حالة تنحي الرئيس محمد مرسي أو طلبه للاستقالة، فإنه كان سيبعث على الإطمئنان نحو الديمقراطية في البلاد وإنجاح الانتقال الديمقراطي". وأوضح شيات قائلا "هذا المسار أجهض بنموذج غير واضح وبدائل غير واضحة، وتم بطريقة الآساليب التقليدية للدكتاتورية وللإنقلاب، هذا هو النموذج الذي جاء الآن، وهو نموذج سيء وغير مشرف لمصر وغير مشرف للثورة المصرية"، وأضاف " أتوقع أن الانقلاب العسكري سيكرس الانقسام الداخلي المصري بنسبة كبيرة جدا". وأكد شيات أن العودة إلى صناديق الاقتراع في مصر لم يعد لها أي معنى، وقال "أظهر الإنقلاب أن صناديق الانتخاب ليس لها أي آثار، بحيث كلما خرج مجموعة إلى الشوارع أو احتشد المئات أو الآلاف للتظاهر ضد الرئيس، فإنه سيتم عزله". وحول السيناريوهات المحتملة، توقع شيات أن يكون هناك خيارين، خيار الهدوء واللجوء إلى الجانب السلمي كما هو معروف في منهج جماعة الإخوان المسلمين، لكن هذا الخيار يقول شيات، أثر عليه إعلان المجلس العسكري وهو ما قد ينتج عنه نوع من الإنقسام داخل الجماعة، وذلك بظهور تيار يدعوا إلى اللجوء إلى أساليب عنيفة لاستعادة السلطة، في شكل شبيه للسيناريو الجزائري، وتيار آخر يتشبت بالخيار السلمي في الممارسة السياسية، وهذا هو السيناريو الراجح حسب شيات، بالنظر إلى تجربة الإخوان المسلمين في العمل السياسي.