نبه حزب التقدم والاشتراكية الحكومة إلى ضرورة التخلي عن « خطاب التعالي وإنكار الواقع الصعب »، والإفراط في الرضى عن الذات، وادعاء « إنجاز كل شيء بشكل غير مسبوق »! مشدداً على أن هذا الأسلوب العقيم، بالإضافة إلى كونه زائفاً، يؤكد « الضعف التواصلي والخواء السياسي » للحكومة، ويؤدي إلى تعميق أزمة الثقة. وأكد الحزب أن الحكومة مطالبة بتبني « نهج إيجابي » يقوم على الإنصات والحوار إزاء مختلف التعبيرات الاحتجاجية والاجتماعية، وإبداع حلول عملية وواقعية وفعالة استجابةً لانتظارات المواطنات والمواطنين، ومحاولة تجاوز « الإخفاقات الفظيعة » على مستوى معظم واجهات العمل الحكومي، من خلال إعادة توجيه مسار السياسات العمومية. وعلى هامش ذات الاجتماع عبر الحزب في بلاغه الذي توصل به « اليوم 24 » عن تطلعه إلى تتويج زخم ودينامية الدبلوماسية الدولية الداعمة لمغربية الصحراء والمؤيدة لمبادرة الحكم الذاتي كحل وحيد، بتحقيق التقدم المنشود في مسار الطي النهائي للنزاع المفتعل، وذلك على أساس سيادة المغرب ووحدته الترابية. وثمن الحزب المجهودات الدبلوماسية المتميزة والمكاسب الأساسية المحققة من قبل المغرب، مؤكداً على ضرورة مواكبة ذلك بتعزيز الجبهة الداخلية ديمقراطياً واقتصادياً واجتماعياً، من خلال جيل جديد من الإصلاحات، معتبراً ذلك صمام الأمان الأوثق لكافة القضايا الوطنية الحيوية، وفي مقدمتها قضية توطيد الوحدة الترابية. وفي الشق المتعلق بالانتخابات التشريعية المقبلة شدد الحزب على أن نجاح هذا الاستحقاق الديمقراطي يتطلب توفر كل الأجواء والشروط الكفيلة بجعله يُجسِّد فعلاً لبنة إيجابية في مسار البناء الديمقراطي والمؤسساتي للبلاد، داعياً إلى ضرورة أن يتحمل كل طرف في ذلك مسؤولياته، من إدارة وسلطات معنية وأحزاب وإعلام ومجتمع مدني ومواطنات ومواطنين. كما أكد حزب التقدم والاشتراكية على أن استعادة الثقة، وتسجيل نسبة مشاركة قوية، وتنظيم انتخابات مكتملة الشفافية والنزاهة، وإفراز برلمان ثم حكومة تتوفر فيهما، بقوة، عناصر الشرعية والمصداقية والكفاءة والاستقامة والفعالية، هي أهداف يمكن تحقيقها إذا ما توفَّر المناخ المناسب، ولا سيما من خلال تخليق العملية الانتخابية وتحصينها ضد كل أساليب المال والفساد والإفساد، وضد كافة أساليب الاستغلال غير المشروع للإمكانيات والوسائل والبرامج العمومية، وضد التوظيف غير القانوني للأعمال الخيرية والتضامنية. وبخصوص القضية الفلسطينية أشار الحزب إلى أن اعتراف عدد من الدول الغربية بدولة فلسطين يشكل خطوة ذات دلالات سياسية قوية، تُرسخ مكانة قضية الشعب الفلسطيني العادلة في الأجندة الدولية، وتبرهن على أن الاتجاه العام دولياً يتصاعد في رفض واستنكار ما تقترفه إسرائيل من فظائع غير مسبوقة. وأضاف بلاغ الحزب أن تنامي الاعتراف بدولة فلسطين مؤشر قوي على حجم العزلة العميقة التي صار عليها الكيان الصهيوني وحكومته اليمينية المتطرفة، التي يجب أن يُحاكم رئيسها وأعضاؤها أمام المحكمة الجنائية الدولية، تجسيداً لمبدأ عدم الإفلات من العقاب. كما سجل الحزب إيجابياً هذه التحولات في موقف المجتمع الدولي، داعياً إياه إلى المضي قدماً نحو ممارسة ضغط أقوى لوقف حرب الإبادة الصهيونية على غزة، وإقرار العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأممالمتحدة. واستغل الحزب الفرصة لتوجيه التحية إلى المشاركات والمشاركين في أسطول الصمود، ومن ضمنهم فعاليات مغربية مختلفة، واصفاً الأسطول بأنه مبادرة تضامنية وإنسانية ذات رمزية قوية، هدفها كسر الحصار المفروض على غزة المنكوبة والمكلومة. وحمّل الحزب مسؤولية حياة وسلامة المشاركين في هذه المبادرة بشكل كامل إلى قوات الاحتلال الصهيوني. وختم الحزب اجتماعه بالتنويه بنجاح إطلاق مبادرة « رؤية 2030 نربحو كاملين »؛ وبنجاح اللقاء الوطني لكُتّاب فروع الحزب، كما أشاد بالندوة الناجحة التي نظمها الحزب في موضوع « حينما تلتقي الرياضة بالتنمية لبناء مغرب 2035″، وذلك بمساهمة فاعلين وخبراء بارزين.