أعلنت إسبانيا، الأربعاء، أنها سترسل سفينة حربية لمساعدة « أسطول الصمود العالمي » المتجه إلى قطاع غزة، وذلك بعد تقارير عن استهدافه بطائرات مسيّرة قبالة السواحل اليونانية، في وقت أدانت الأممالمتحدة والاتحاد الأوربي « الهجمات » وطالبتا بتحقيق مستقل، بينما أرسلت إيطاليا فرقاطة عسكرية لحماية مواطنيها على متنه. وقال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز في مؤتمر صحافي بنيويورك: « نحن قلقون للغاية، وسنرسل سفينة تابعة للبحرية لضمان إنقاذ مواطنينا وإعادتهم إلى إسبانيا عند الضرورة »، مؤكداً أن « على حكومة إسرائيل أن تدرك أن إسبانيا ستحمي رعاياها دبلوماسياً وسياسياً ». ويضم الأسطول نحو 51 سفينة تقل ناشطين مؤيدين للفلسطينيين من 45 دولة، بينهم نحو 60 إيطالياً وأربعة برلمانيين. ويهدف المشاركون إلى إيصال مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة وكسر الحصار الإسرائيلي المفروض عليه منذ نحو عامين. وكان الناشطون قد أعلنوا أنهم تعرّضوا ليل الثلاثاء-الأربعاء لهجوم بطائرات مسيّرة أثناء إبحار السفن جنوب غرب جزيرة كريت، متهمين إسرائيل بالوقوف وراء الهجوم. وأفاد « أسطول الصمود العالمي » بأن « عدة طائرات مسيّرة أسقطت أجساماً مجهولة، وتم التشويش على الاتصالات، وسمع دوي انفجارات من عدد من القوارب ». الناشطة السويدية غريتا تونبرغ قالت عبر « إنستغرام » إن « إسرائيل تحاول تخويف وإسكات الأشخاص الذين يتحركون من أجل فلسطين »، فيما أشار النائب البولندي فرانيك ستيرزيوسكي إلى وقوع « 13 هجوماً » على عشر سفن، ثلاث منها تعرضت لأضرار. الأممالمتحدة عبرت عن « قلق بالغ » ودعت مفوضية حقوق الإنسان إلى وقف « الهجمات » وإجراء « تحقيق مستقل »، بينما شددت المفوضية الأوربية على « ضرورة احترام حرية الملاحة وفقاً للقانون الدولي » ورفضت « أي استخدام للقوة ضد الأسطول ». في روما، أدانت رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني الهجوم لكنها وصفت مبادرة الأسطول بأنها « خطيرة وغير مسؤولة »، معتبرة أن « إيصال المساعدات يمكن أن يتم عبر القنوات الرسمية في غضون ساعات ». وأعلن وزير الدفاع الإيطالي غيدو كروسيتو إرسال فرقاطة « فاسان » متعددة المهام لمرافقة الأسطول وحماية الإيطاليين على متنه، فيما طالب وزير الخارجية أنتونيو تاياني إسرائيل بضمان سلامة « المواطنين الإيطاليين وأعضاء البرلمان الأوربي ». في المقابل، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية إن بلاده « لن تسمح للسفن بدخول منطقة قتال نشطة ولن تسمح بأي انتهاك للحصار البحري القانوني »، مقترحاً أن ترسو سفن الأسطول في ميناء عسقلان. وكان الأسطول قد أبحر من برشلونة مطلع سبتمبر وتعرّض سابقاً لهجومين بطائرات مسيّرة قبالة تونس، كما منعت إسرائيل محاولتين مماثلتين في يونيو ويوليو الماضيين. من جانبها، ذكرت وكالة « فرونتكس » الأوربية أن زورق دورية تابعاً لها اقترب من إحدى السفن بعد الإبلاغ عن الحادث، لكنها « لم تعاين أي أضرار » ولم تتمكن من تحديد ما إذا كان الهجوم وقع في المياه الدولية. وتواصل الولاياتالمتحدة عرقلة تبني مجلس الأمن مشروع قرار يدعو إلى وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية، في وقت تتزايد الضغوط الدولية لإنهاء الحرب التي تدخل عامها الثالث