أكد علماء وممثلون عن المرجعية الروحية للزاوية الوزانية أن الرسالة الملكية التي وجهها العاهل المغربي محمد السادس إلى المجلس العلمي الأعلى تشكل مرجعًا عمليا لإحياء السيرة النبوية وترسيخ القيم الأخلاقية والدينية. جاء ذلك في افتتاح الموسم الديني للولي الصالح مولاي عبد الله الشريف، الذي انطلقت فعالياته الثلاثاء بمدينة وزان، شمالي المغرب، بمشاركة مسؤولين محليين وممثلي مؤسسات دينية وثقافية. وقال عبد الحميد عشاق، مدير دار الحديث الحسنية، إن الرسالة الملكية تدعو إلى "بعث الروح وتجديد القيم" في ضوء السيرة النبوية. وأضاف أن النبي محمد ترك ثلاث أمانات هي: القرآن الكريم، والتزكية، وتعليم الكتاب والحكمة. وأوضح عشاق أن هذه الأمانات تمثل قاعدة لبناء النموذج الأخلاقي الذي يجب أن تعتمد عليه منظومات التربية والثقافة والإعلام. وقال إن ذلك هو المقصد الكبير للرسالة الملكية، الموجهة إلى المؤسسة العلمية ومن خلالها إلى عموم المغاربة. وقال أحمد الزريولي، رئيس المجلس العلمي المحلي لوزان، إن الموسم يتزامن مع ذكرى المولد النبوي وعيد الشباب والرسالة الملكية السامية للعلماء. وأضاف أن الرسالة تدعو إلى التعامل مع السيرة النبوية كتجسيد عملي للإسلام، وتشكل دعوة إلى الاقتداء بالخلق النبوي. وأكد أحمد علي حيدرة، شيخ الزاوية الوزانية، أن تنظيم الموسم يهدف إلى شد الأواصر بين الأحباب، وتزكية النفس عبر الذكر والمديح، وترسيخ مكانة الزاوية كمركز إشعاع روحي، ومنارة للصوفية المغربية. وأضاف أن المناسبة تسهم في ترسيخ التمسك بإمارة المؤمنين. ويشمل برنامج الموسم ليالي قرآنية وندوات علمية وأمسيات مديح وسماع، إضافة إلى معرض للمنتجات المجالية، وعروض للفروسية التقليدية. كما ينظم الموسم عملية إعذار جماعية للأطفال، وقافلة طبية، وتوزيع مساعدات اجتماعية. ومن المقرر أن يختتم الموسم بندوة وطنية حول "بناء الإنسان في الفكر الصوفي المغربي"، وليلة قرآنية بمشاركة مقرئين من مختلف المدن، وصبيحة ثقافية حول الكفاءات المحلية في مجال الكتابة والتأليف.