قال وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عز الدين الميداوي، إنه عانى كثيراً مع قضية « قليش »، في إشارة إلى الأستاذ الجامعي أحمد قليش، الذي اعتُقل على خلفية اتهامات ثقيلة تتعلق ببيع الشهادات الجامعية العليا. وأوضح الميداوي، خلال اجتماع لجنة الثقافة والتعليم بمجلس النواب لمناقشة عدد من المواضيع، قائلاً: « عانيت السنة الماضية مع مشكل قليش في أكادير، فهل سنترك الأمور تسير هكذا؟ ». وأضاف الوزير: « غيّرنا شروط الولوج إلى الماستر، وكذلك إلى الإجازة، وعزّزنا دور رئيس الشعبة، مع عدم ترك الصلاحيات كاملة لمنسقي الماستر والإجازة ». وتابع قائلاً: « رأيي هو تعميم الولوج إلى الماستر، لكن الإصلاح يجب أن يكون تدريجياً »، مشيراً إلى أنه « في فرنسا يُسجَّل 520 ألف طالب في سلك الماستر، مقابل 45 ألف طالب فقط في المغرب ». وشدد الميداوي على أنه لو توفّر له وقت أكبر، « لقام بالإصلاح الضروري في إطار مقاربة تشاركية ». من جهة أخرى، أكد الوزير: « لا نغلق أفواه الأساتذة والطلبة، وليس هناك أي تشنج بيننا، بل مجرد تجاذب لا أكثر ». وأضاف: « نسميه تجاذباً وليس تشنجا، نختلف في بعض الأمور، لكن الحوار الأكاديمي قائم والاحترام متبادل. حين عرفنا 11 شهراً من الإضراب في كلية الطب، فذلك كان توتراً حقيقياً ». ويرى الوزير أن « احتجاجات الطلبة ومطالبتهم بالحي الجامعي وتحسين الظروف، وإضرابات الموظفين من أجل تحقيق مطالبهم، لا يمكن اعتبارها توتراً، بل هي تنبيه ونداء للسياسي وللحكومة للتجاوب مع تلك المطالب »، موضحاً أنه عقد اجتماعات عديدة مع نقابتي التعليم العالي ونقابات الموظفين. وقال الميداوي أيضاً: « نحن منفتحون على الحوار، ونحترم النقابات لأنها مؤسسة دستورية لها آلياتها في العمل، ومن حقها الدعوة إلى الإضراب والاحتجاج، وهذه مسألة صحية. وأنا أفضل أن يظهر التشنج إلى العلن على أن يُكتم حتى ينفجر لاحقاً كقنبلة لم ننتبه إليها ». واختتم الوزير قائلاً: « ثقتي كبيرة في النقابتين، وعلاقتي بهما طيبة، ولا يوجد أي توتر بيننا إطلاقاً. أنا أؤمن بالمقاربة التشاركية وأعمل بها لحل الإشكالات القائمة ».