مطاردة مثيرة شهدها مضيق جبل طارق منذ يومين، حين كشفت مروحية تابعة لسلاح البحرية الأمريكية قاربا يحمل كميات كبيرة من المخدرات قادما من الشواطئ المغربية، متوجها نحو سواحل «قاديس» جنوب غرب إسبانيا، وأرسلت في أثره قاربا يحمل عناصر من المارينز لكنهم لم يتمكنوا من القبض عليه. وحسب ما نشرته صحيفة «الكونفيدونسيال ديجيتال» على صدر صفحتها الأولى أمس الجمعة، فإن سفينة حربية أمريكية تحمل اسم «يو اس اس نورمندي» قد دخلت البحر الأبيض المتوسط لمرافقة حاملة الطائرات «تيودور روزفلت» خلال مهمة روتينية من مهام حلف شمال الأطلسي، من بينها قيام طائرة هليكوبتر من نوع سيهوك تقبع على ظهر «يو اس اس نورماندي» بإجراء استطلاعات جوية في منطقة المضيق والبوغاز في طلعات جوية اعتيادية تهدف إلى تقييم التهديدات المحتملة للسفينة، حين اكتشفت القارب المشبوه. وحاولت الطائرة المروحية الاقتراب من الزورق لمعرفة محتوياته وطاقمه، لتجد أن الزورق كان محملا بحزم ضخمة من المخدرات، وما إن أحس المهربون بوجود مروحية تحلق فوقهم حتى سارعوا إلى رمي كميات المخدرات بشكل سريع، ما جعل المروحية تصدر أمرا لفريق من مشاة البحرية الأمريكية لمطاردة القارب، على متن قارب سريع، من أجل اعتراض المشتبه بهم. ومع ذلك، وعند وصول المارينز إلى المنطقة، لم يجدوا للقارب ولا لطاقمه أي أثر، وتمكنوا فقط من استعادة جزء من المخدرات التي تم رميها في البحر، ليتم حجز ما مجموعه 17 حزمة من مخدر الشيرا، فيما اختفى القارب وطاقمه بشكل مفاجئ. مصادر مطلعة أسرت للصحيفة الإسبانية «الكونفيدونسيال» أن سلطات الحدود والبحرية الإسبانية تشتبه في أن تكون هذه المخدرات تابعة لعصابة التاجر الدولي في المخدرات محمد الطيب أحمد، المعروف باسم «النيني»، تاجر المخدرات المعروف، الذي يعتقد أنه توفي في حادث إطلاق نار بين قوارب العصابات الدولية قبالة سواحل الفنيدق وسبتة، والذي وصفته المصادر نفسها بالمهرب الذي دوخ وأكثر من اضطهاد القوات الأمنية في كل من إسبانيا وجبل طارق، وها هي عصابته تفلت من قوات المارينز.
