إعداد وداد الملحاف استطاع الفايسبوك أن يفرض نفسه كأقوى المواقع الاجتماعية عبر العالم. ومنذ إنشائه، تحققت نظرية عالم الاتصال مارشال ماكلوهان الذي أعطى تفسيرا لمفهوم «العالم قرية كونية»، حيث أصبح رواد هذا الموقع يتواصلون بكل سهولة مع بعضهم وبشكل فوري مهما بلغت المسافة الواقعية بينهم، إلا أن هاجس الربح لدى هذا الموقع الذي يعتمد على الإعلانات جعل البعض يطرح أسئلة حول حماية المعطيات الخاصة، وقامت صحيفة لوموند الفرنسية بعرض ما جاء في تقرير بلجيكي حول «خرق» الفايسبوك للقوانين الأوروبية حول الحياة الخاصة: أن تقوم إدارة الفايسبوك بتتبع ورصد عادات إبحار مستعمليها في شبكة الأنترنيت ليس بالأمر الجديد، خصوصا إذا تعلق الأمر ببيع إشهارات موجهة لفئة محددة، لكن الجديد، حسب تقرير نشر يوم الثلاثاء 31 مارس، أن الموقع يرصد عادات حتى من ليست لهم حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، أو حتى من لم يسبق لهم من قبل أن قاموا بالتسجيل فيه. بتوصية من لجنة حماية الحياة الخاصة ببلجيكا، قام باحثون من جامعة Leuven وجامعة Vrije Universiteit Brussel بإصدار النسخة الأولى من الوثيقة في شهر فبراير المنصرم التي كشفت أن الفايسبوك ينتهك التشريعات الأوروبية. وأظهر الباحثون كيف يمكن للروابط الخارجية-الاجتماعية كزر «لايك» الموجودة في ملايين المواقع الإلكترونية أن تكون وسيلة لرصد خطوات مستعملي الأنترنيت، ويوضح التقرير قائلا: «إذا قام أحد المسجلين بموقع الفايسبوك بالولوج إلى أحد المواقع التي تحتوي على روابط خارجية-اجتماعية، فإن إدارة الفايسبوك تتوصل على الفور باسم الحساب ورابط الموقع الذي تم الولوج إليه». حتى وإن لم يتم الضغط أو التفاعل مع هذه الروابط الخارجية، فإنها تقوم بإرسال المعلومات إلى الفايسبوك. ويضيف التقرير أنه «عندما يخرج المستعمل من موقع الفايسبوك، فإن هذا الأخير يستمر في تتبع خطواته بواسطة «الكوكيز»، ويمكن تعريف «الكوكيز» بكونه ملف صغير يقوم بتنزيله موقع إلكتروني ما على جهاز الكومبيوتر من أجل جمع معلومات حول عادات الإبحار في الويب، وهو مستعمل من قبل عدد كبير من المواقع الإلكترونية، حتى وإن خرج المستعمل من حسابه أو قام بتجميده، فإن «الكوكيز» يستمر في تتبعه. صعوبة التخلص الأخطر من ذلك: حتى الأشخاص الذي لا يملكون حسابا على موقع الفايسبوك هم معنيون، فيكفي الولوج إلى صفحة ضمن الشبكة الاجتماعية التي يمكن أن نتصفحها دون الحاجة إلى التسجيل فيها لكي يتم تثبيت «الكوكيز» على الكومبيوتر. وعلاوة على ذلك، فإن المواقع التي تستخدم الروابط الخارجية ك OKCupid وMTV وMySpaceتقوم بتثبيت «كوكيز» الفايسبوك على أجهزة كومبيوتر المستعملين. وبطبيعة الحال، سيكون من الصعب التخلص منها. أما الأشخاص الذي يودون القيام بعملية تنظيف سريعة هم مدعوون من قبل موقع European Digital Advertising Alliance في الاتحاد الأوروبي الذي يتيح لهم إمكانية كيفية تفادي والهروب من تقنيات «المطاردة» من مئات المقاولات في نفس الوقت، لكن تبقى المفاجأة هنا: فالتقرير يؤكد أن الفايسبوك يقوم بتثبيت «الكوكيز» لدى الأشخاص الذين ينادون باستخدام هذه الطريقة. ووفقا للباحثين، فإن هذه التقنيات تنتهك التشريع الأوروبي الذي ينص على أن تثبيت «الكوكيز» يتطلب موافقة مسبقة من لدن المستخدم. إدارة الفايسبوك تستنكر «عدم الدقة» تحدثت إدارة الفايسبوك من خلال ناطقها الرسمي الوارد في بيانها عن تضمن التقرير لمعطيات «تنعدم فيها الدقة»، وأضاف البيان أن «من كتبوا التقرير لم يربطوا الاتصال بنا، ولم يوضحوا أو يفسروا الفرضيات التي بني عليها هذا التقرير، ولم تتم دعوتنا للتعليق على ما جاء فيه قبل أن يتم نشره ويطلع عليه الناس، لقد اقترحنا أن نلتقي بالكتاب من أجل أن نشرح لهم لماذا نعتبر أن المعطيات الواردة في التقرير هي خاطئة، لكنهم رفضوا ذلك». حتى وإن لم يوضح البيان طبيعة المعطيات التي «تنعدم فيها الدقة»، فإن الناطق الرسمي قد قام بإعطاء تفسير في حوار له مع Business Insider للروابط الخارجية-الاجتماعية بكونها لا ترتبط بالإشهار والإعلانات الموجهة لفئة محددة، لكن لها صلة بالتدابير الأمنية من أجل التنبيه بعملية خلق عدد كبير من الحسابات وعمليات محاولة الدخول إلى الحسابات بطريقة غير مسموح بها. ومن ناحيتهم، أكد القائمون على الدراسة في حوار مع صحيفة الغارديان البريطانية أن إدارة الفايسبوك لم تقدم لهم أي طلب من أجل اللقاء، وأردفوا قائلين «إلى حدود الساعة، لم يتم الاتصال بنا من طرف إدارة الفايسبوك بشكل مباشر، ولم نتوصل بأي طلب لتحديد موعد من أجل اللقاء بهم، ولا نستغرب أن للفايسبوك تصورا مغايرا لطريقة تطبيق التشريعات والقوانين الأوروبية، لكن إذا كانت إدارة الموقع الأزرق تعتقد أن التقرير يضم أخطاء واقعية، سنكون سعداء باستقبال كل ملاحظة محددة صادرة موجهة لنا».