إعداد وداد الملحاف أفاد تقرير جديد للاتحاد الدولي للاتصالات، التابع للأمم المتحدة، بأن عدد مستخدمي الأنترنيت سيصل إلى نحو نصف سكان الكرة الأرضية، إذ أن 3،2 مليار شخص سيتمكنون من استعمال خدمة الأنترنيت مع نهاية هذه السنة يعيش ملياران منهم في البلدان النامية، ويبلغ سكان الكرة الأرضية الآن 7،2 مليار نسمة، وأظهرت الإحصاءات الجديدة أن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ازدهرت خلال السنوات ال15 الماضية بطريقة غير مسبوقة، مولدة فرصا عديدة لتحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية، وتوضح الأرقام الجديدة التقدم المحرز في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وتكشف عن الفجوات والمشاكل التي تعيق الاستفادة من الأنترنيت، وقدم القائمون على هذه الدراسة معطيات حول الثورة التكنولوجية التي عرفها العالم منذ سنة 2000، وهو العام الذي وضع فيه قادة العالم الأهداف الإنمائية للألفية للأمم المتحدة. ومع نهاية السنة، سيتجاوز عدد الاشتراكات في الهواتف المتنقلة 7 مليارات اشتراك في العالم، في حين كان هذا العدد يبلغ 738 مليون اشتراك في سنة 2000. وأشار التقرير إلى أن 78 في المائة من هؤلاء في الولاياتالمتحدة وأوروبا يستخدمون حاليا شبكات «البرود باند» (الموجة العريضة)، و69% في بقية العالم يتمتعون بتغطية شبكات 3G، ولكن 29% فقط من سكان المناطق الريفية تصلهم الخدمة. وحول نفس الموضوع، قال هولين جاو، الأمين العام للاتحاد، في المؤتمر الصحفي الذي عقد أثناء منتدى القمة العالمية لمجتمع المعلومات لعام WSIS) 2015) في جنيف خلال هذا الأسبوع: «لا تظهر هذه البيانات الجديدة سرعة التقدم التكنولوجي المحرز حتى يومنا هذا فحسب، وإنما تساعدنا أيضا على تحديد أولئك الذين تخلفوا عن الركب في الاقتصاد الرقمي السريع التطور، فضلا عن المناطق التي تكون بأمس الحاجة إلى استثمارات في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات». وتتخلف أفريقيا عن بقية العالم بوجود 17.4 في المائة فقط من تغطية شبكات «البرود باند» للهواتف النقالة. وقال إبراهيما سانو، مدير مكتب التنمية في الاتحاد الدولي للاتصالات، «خلال ال 15 عاما الماضية، حققت ثورة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات تنمية عالمية بطريقة غير مسبوقة»، وأضاف أن «تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ستلعب دورا أكثر أهمية في أجندة التنمية ما بعد 2015، وفي تحقيق أهداف التنمية المستدامة المستقبلية، حيث يتجه العالم بشكل متسارع ومطرد نحو المجتمع الرقمي»، وقدر ارتفاع نسبة مستعملي الأنترنيت بنحو سبع مرات منذ عام 2000، إذ ازدادت النسبة بين عامي 2000 و2015 من 6,5 في المائة إلى 43 في المائة من مجموع سكان العالم، وارتفعت نسبة الأسر التي تستطيع الوصول إلى الأنترنيت من المنزل من 18 في المائة في عام 2005 إلى 46 في المائة في عام 2015. وتعتبر خدمة 3G من أكثر الخدمات حيوية في سوق الاتصالات، حيث بلغت نسبة الإقبال عليه في العالم 47 في المائة في سنة 2015، وقد ارتفعت هذه النسبة 12 مرة مقارنة بالنسبة المسجلة في عام 2007، وفي هذه السنة سيغطي النطاق العريض المتنقل من الجيل الثالث 69 في المائة من سكان العالم، في حين كانت تبلغ هذه النسبة 45 في المائة في عام 2011. وحسب تقديرات الاتحاد، سيستفيد 29 في المائة من سكان المناطق الريفية عبر العالم من تغطية 3G، والذين يبلغ عددهم 3،4 مليار نسمة. وسيتمكن 89 في المائة من سكان المناطق الحضرية، الذين يبلغ عددهم حوالي أربعة مليارات نسمة، من الاستفادة من هذه التغطية. يذكر أن الاتحاد الدولي للاتصالات هو وكالة الأممالمتحدة الرائدة في مسائل تكنولوجيات المعلومات والاتصالات، هدفها الدفع بعجلة الابتكار في مجال تكنولوجيات المعلومات والاتصالات مع 193 دولة التي لها عضوية في هذه المنظمة، وكذا 700 من المؤسسات الأكاديمية والخاصة. وخلال هذه السنة احتفل الاتحاد ب150 سنة على تأسيسه، إذ أنشئ في عام 1865، وله صفة الهيئة الحكومية الدولية المسؤولة عن تنسيق الاستعمال العالمي المشترك لطيف الترددات الراديوية، وتعزيز التعاون الدولي في تخصيص مدارات الأقمار الصناعية، وتحسين البنية التحتية للاتصالات في البلدان النامية. وعلى المستوى الوطني، قامت الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات بنشر تقرير حول مراقبة جودة الخدمة لشبكات متعهدي الاتصالات وفقا للمقتضيات التنظيمية المعمول بها في شهر يناير الماضي. وفي إطار الحملات التي أجريت سنة 2014، أنجزت عدة قياسات شملت ما يقارب 120.000 مكالمة هاتفية، و30.000 رسالة نصية قصيرة، و60.000 قياسا للمعطيات، وورد في التقرير مؤشرات متعلقة بالخدمات الصوتية من الجيلين الثاني والثالث، إضافة إلى توفير معلومات متعلقة على الخصوص بالولوج لخدمة الاتصالات المتنقلة واستمراريتها وتوافرها، وذلك بوضع عدة معايير لتصنيفها. وهمت هذه المؤشرات الخدمة الهاتفية وخدمة الأنترنيت لشبكات الاتصالات المتنقلة للمتعهدين الثلاثة: «اتصالات المغرب»، و»ميديتليكوم»، و»وانا كوربوريت». وبخصوص الخدمة الصوتية لتقنية الجيل الثاني والثالث، فقد أجريت عمليات قياس مؤشرات الجودة على عينة من ثمانية (8) مدن، وتضمنت 36.520 مكالمة هاتفية، حيث كان مؤشر «متوسط نسبة النجاح» هو المؤشر الأكثر ترددا في هذا التقرير. بلغ «متوسط نسبة النجاح 91،99 في المائة بالنسبة للخدمة الصوتية لشبكات الاتصالات من الجيل الثاني، وقد أُجريت 30.000 عملية قياس لمؤشرات الجودة بالنسبة لخدمة الأنترنيت المتنقل من الجيل الثالث على عينة شملت 16 مدينة، وكذا فيما يتعلق بخدمة الأنترنيت المتنقل من الجيل الثالث عبر الهواتف الذكية والحواسيب. وأظهر تحليل النتائج المحصل عليها خلال هذا التقرير تدهورا في جودة الخدمة مقارنة مع الحملات السابقة، ولاسيما فيما يتعلق بالخدمة الهاتفية المتنقلة من الجيلين الثاني والثالث، وقد تم إبلاغ المتعهدين الثلاثة بنتائج هذه الدراسة من أجل اتخاذ جميع الإجراءات والتدابير الضرورية لتحسين جودة الخدمات التي توفرها شبكاتهم، وأوضحت توصيات التقرير أنه سوف يتم ضمان الإجراءات والتدابير من قبل المصالح التقنية للوكالة الوطنية لتقنين المواصلات خلال عام 2015، وخاصة عبر القيام بحملات قياس ميدانية لتقييم فعالية الإجراءات والتدابير المتخذة من قبل المتعهدين الثلاثة.