كشف عبد الرفيع الزويتن، المدير العام للمكتب الوطني المغربي للسياحة عن ارتفاع في عدد السياح الأجانب القادمين للمغرب رغم صعوبة السياق الذي جاءت فيه، اعتبارا أن سنة 2016 شهدت هجمات إرهابية تراجيدية في عدد من الدول الأوروبية جعلت السياحة تعرف تراجعا؛ إلا أن السياحة المغربية،لم يطلها أي ضرر كما جاء على لسان المتحدث. حيث قال الزويتن، بأن عدد السياح الذين زاروا المغرب سنة 2016 يناهز10.33 مليون شخص، مما حقق ارتفاعا ب1.5 في المائة، ما وفر 64 مليار درهم أي ما يعادل ارتفاعا بنسبة 3.4 في المائة مقارنة مع سنة 2015، فيما شهد عدد ليالي المبيت ارتفاعا بدوره، متجاوزا سقف 19 مليون ليلة مبيت. وأوضح المدير العام للمكتب الوطني المغربي للسياحة أنه من المرتقب أن تشهد سنة 2017 تطورا في عدد السياح، خاصة أن الشهرين الأولين من السنة الحالية شهدا ارتفاعا في عدد السياح بما يناهز 6 في المائة مقارنة بإحصائيات السنة الماضية. وفي ذكر لجنسيات السياح الجدد الوافدين للمغرب، فقد احتلت الصين صدارة اللائحة في سنة 2016 بحوالي 100 ألف سائح، محرزة تقدما بحوالي 307 في المائة مقارنة بالسنة التي قبلها، تليها روسيا بحوالي 102 في المائة، والدانمارك ب28 في المائة والبرازيل ب26 في المائة. وبين المسؤول نفسه أن الصينيين من أكثر السياح إنفاقا، حسب إحصائيات دولية. ومن ثم، فقد شدد المتحدث على ضرورة فتح خطوط جوية جديدة، على غرار خط شارل دو غول بباريس – مراكش، على اعتبار أن باريس توفر خطوطا متعددة تربط بين عاصمة الأنوار وبين عدد من المدن الصينية؛ وهو ما سيسهل المأمورية عليهم للوصول بشكل أكثر أريحية إلى المملكة. وأعلن الزويتن أن المكتب الوطني للسياحة، تنزيلا للجهوية الموسعة، يشتغل على إنشاء "علامة بصرية" لكل جهة من جهات المملكة للتعريف بها أكثر، ويسترسل في التوضيح: "كل جهة ستتواصل مع سياحها على ضوء المؤهلات التي تزخر بها، وكل جهة سنعطيها علامتها البصرية الخاصة"؛ وهو ما اعتبره مشروعا طموحا يتطلب الكثير من العمل. وأكد المسؤول ذاته بأن الأشهر الأولى من السنة الماضية سجلت نسبا متذبذبة في المجال السياحي، قبل أن تتحسن الوضعية بشكل أكبر في الستة أشهر الأخيرة من السنة نفسها. وأشار كذلك إلى إستراتيجية المكتب في المجال التواصلي، حيث كشف المتحدث عن أن عددا من المتغيرات شهدتها هذه الإستراتيجية، أبرزها التركيز على التعريف بتاريخ المغرب وثقافته لجلب مزيد من السياح. وفي نفس المنحى، صرح الزويتن: "على الرغم من أهمية الشواطئ المغربية وغيرها من الوجهات المغرية للسياح، فإن عددا من المدن المشهورة عالمية تعتمد على الثقافة والفن لجلب مزيد من السياح، ما حاولنا التركيز عليه". ولم يغفل المسؤول ذاته التنويه بأن المكتب الوطني للسياحة أطلق عددا من الحملات في هذا الإطار، أبرزها حملة "حياة واحدة، بلد واحد"؛ وهي حملة تعطي الكلمة لأجانب من مختلف المجالات بعضهم رأى النور بالمغرب، للتعبير عن عراقة هذا البلد وأصالته، وتم إيرادها في شريط مصور يبرز مناظر فوقية في غاية الجمال لعدد من مناطق المغرب. ومن منحى آخر، قال الزويتن إن المكتب لم يعد يحضر ل20 صالونا سياحيا في مختلف مدن العالم، مرجعا ذلك إلى الثمن الباهض الذي تكلفه. وفي مقابل ذلك، أخبر المتحدث إن "الميزانية المخصصة لهذا الأمر تم تخصيصها للتواصل الرقمي، عبر الاشتغال إلى جانب عدد كبير من المدونين من مختلف أنحاء العالم، يعرفون بالمغرب بحسب مجال تخصصهم، كالأكل والصناعة التقليدية والاكتشاف وغيرها". وصاحب ذلك، إفادة المدير العام للمكتب الوطني المغربي للسياحة بأن شهر نونبر 2017 سيشهد ميلاد أول خط مباشر بين مدينة الداخلة وبين باريس، وفق شراكة بين المكتب سالف الذكر وبين شركة طيران منخفضة التكلفة. و"سينطلق هذا الخط بوتيرة مرة في الأسبوع، ليتم رفع الوتيرة في الأشهر المقبلة". ونبه الزويتن إلى ضرورة توفير خطوط جوية متنوعة، معتبرا إياها وسيلة مهمة جدا لجذب مزيد من السياح. ووضح أبرز المتحدث أن الرحلات الجوية بين المغرب وبين دول إفريقيا جنوب الصحراء تبقى مرتفعة الثمن مقارنة بنظيرتها الرابطة بين المغرب وبين أوروبا، مطالبا بمحاولة خفض تكاليفها لتشجيع سياح هذه البلدان على زيارة المغرب. وضمن فعاليات الندوة كشف المدير العام للمكتب الوطني المغربي للسياحة أن المغرب يستقبل 200 ألف سائح إفريقي، يأتي على رأسهم السياح السينيغاليون بحوالي 60 ألف سائح سنة 2016.