بمناسبة شهر رمضان الكريم، يعمل موقع القناة الثانية على تخصيص سلسلة من الحلقات التعريفية بأبرز اللاعبين الذين انطلقوا من الدوري المغربي واستطاعوا العبور صوب الدوريات الأوربية. سلسلة يبقى الهدف منها إحياء تاريخ الكرة الوطنية وفي نفس الوقت فتح النقاش حول المشاكل التي أضحى يواجهها اللاعبون المحليون من أجل الالتحاق بالدوريات الأوربية. يعتبر بادو الزاكي أحد أساطير الكرة المغربية وأحد أفضل الأمثلة عن نجاح تجربة المحليين في الديار الأوربية، حيث استطاع أن يوقع على تجربة رائعة في إسبانيا دامت لسنوات عديدة. وانطلقت المسيرة الكروية لبادو الزاكي في البداية مع الفئات العمرية لفريق جمعية سلا، قبل أن تلتقطه أعين منقبي الوداد الرياضي الذين قرروا في البداية ضمه لفريق الشباب خلال أواخر سبعينات القرن الماضي.
ولم يتأخر الزاكي لإظهار مؤهلاته العالية في حراسة المرمى لينجح سريعا في نيل الرسمية رفقة الفريق الأول، ويتمكن بعدها في أن يصير الحارس الأول للمنتخب الوطني حيث أحرز رفقته المركز الثالث في كأس أمم إفريقيا نيجيريا 1980.
وتواصل تألق الزاكي مع الوداد الرياضي والمنتخب الوطني خلال السنوات الموالية، إلا أن المشاركة في كأس العالم مكسيكو 1986 كانت أفضل ذكرى بالنسبة إليه حيث حقق إنجازا تاريخيا ببلوغ الدور الثاني من المنافسات رفقة المنتخب الوطني مواجها مجموعة من المنتخبات القوية. وبفضل عروضه المميزة في مونديال مكسيكو 1986، نال الزاكي جائزة الكرة الذهبية الإفريقية وتلقى في نفس الوقت اتصالات من نادي مايوركا الإسباني الذي أعجب بمؤهلاته، ليكون صيف ذلك السنة شاهدا على أوج المسيرة الكروية لبادو الزاكي.
ولم يجد الزاكي صعوبات كبيرة من أجل إثبات ذاته رفقة ريال مايوركا، حيث انتزع الرسمية بشكل سريع وساهم في تحقيق فريقه أفضل مركز في تاريخه بإنهائه الموسم الأول في المركز السادس. واستطاع الزاكي أن يبلغ رفقة ريال مايوركا المباراة النهائية لكأس ملك إسبانيا سنة 1991 التي انتهت لصالح أتلتيكو مدريد، كما تمكن من صد مجموعة من ضربات الجزاء خلال مسيرته التي دامت 6 سنوات رفقة الفريق الإسباني؛ كانت أبرزها ضربة الجزاء التي نفذها المتخصص الهولندي، رونالد كومان.
وانتهت مسيرة الزاكي رفقة ريال مايوركا سنة 1992 وهو يبلغ 33 سنة، إلا أن إسمه ظل محفورا في ذاكرة النادي الذي يظل يحتفي به كل ما أتيحت الفرصة لذلك، وهو ما يظهر المكانة التي كان يحظى بها اللاعبون المغاربة رفقة فرقهم الأوربية ومدى قدرة اللاعبين المحليين سابقا على إثبات ذاتهم داخل القارة العجوز.
اقرأ أيضا: (انطلقوا من البطولة) عزيز بودربالة.. قصة منتوج محلي صال وجال في الدوريات الأوربية (انطلقوا من البطولة) مصطفى الحداوي.. إبن الرجاء الرياضي الذي سرق الأضواء في الدوري الفرنسي (انطلقوا من البطولة) الطاهر الخلج.. إبن مدينة البهجة الذي رفع راية المغرب في البرتغال وإنجلترا