يستعرض السيد محمد فضيلي، رئيس مصلحة تنمية المشاريع البيئية بمديرية تنمية مناطق الواحات بالوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان، في حوار مع وكالة المغرب العربي للأنباء، أهم التدابير المتخذة من أجل الحد من حرائق الواحات في جهة درعة تافيلالت، وكذا الإجراءات المعتمدة لإشراك السكان والمجتمع المدني في هذه الجهود. نص الحوار.. 1 - تشهد واحات درعة تافيلالت، بين الفينة والأخرى في فصل الصيف، اندلاع حرائق، ماهي الإجراءات المعتمدة من أجل الحد منها؟ تتخذ السلطات المعنية، بشراكة مع المجتمع المدني مجموعة من الإجراءات التي تنصب حول هدف الحماية الذاتية والاستباقية والرفع من النجاعة في التدخل للحد من الحرائق التي تطال الواحات. وقد تم على هامش الدورة العاشرة للمعرض الدولي للتمر بأرفود تقديم البرنامج، الذي تم وضعه في هذا المجال، أمام وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات. ويتكون هذا البرنامج من عدة إجراءات تهم، على الخصوص، مجال التواصل مع الساكنة وتوعيتها حول إجراءات منع الحرائق لكون سكان الواحات هم المعنيون الأولون بها. ويتعلق الأمر أيضا بالمساعدة والرفع من نجاعة التدخل، عبر تهيئة المسالك داخل الواحات، لاسيما التقليدية منها، من قبل مصالح الوقاية المدنية والسلطات المحلية، وفي حالة نشوب حريق فإن عدم وجود الولوجيات يرفع من خطورة الحريق ونتائجه، وبالتالي تتم تهيئة المسالك وتكثيف وضع نقط الماء داخل الواحة من أجل تزويد عناصر الوقاية المدنية والمجتمع المدني بالمياه لإطفاء الحريق. وهناك إجراءات أخرى تهم تشجيع السكان على العناية بالواحات، من خلال توزيع فسائل أشجار النخيل كتعويض عن الأشجار التي تعرضت للحريق من أجل بعث الأمل في نفوس السكان، لأن أغلبية الحرائق تتزامن مع مرحلة انتظار الفلاح جني محصوله من التمر، ونحو 60 في المائة من مداخيل الإنسان الواحي مرتبطة بالنخيل. ويتم اتخاذ إجراءات لتنقية الأعشاش التي تجمع مجموعة من المخلفات الطبيعية وغير الطبيعية التي يمكن أن تتسبب في نشوب الحرائق بطريقة عرضية، وهذا يساعد في رجوع الفلاح إلى الواحة، بالإضافة إلى تدابير تهم تثمين مخلفات النخيل التي يمكن أن تتسبب في اندلاع الحرائق. 2 - هل هناك مقاربة مندمجة من أجل إشراك السكان والمجتمع المدني في الحد من الحرائق بالمنطقة؟ يتم اعتماد مقاربة مندمجة ذات بعد تشاركي ضمن مختلف التدخلات التي تعتبر مخرجات للقاءات التواصلية والحملات التحسيسية التي تنظم مع الساكنة وفعاليات المجتمع المدني والمؤسسات المعنية، خاصة مصالح الوقاية المدنية والسكان القريبين من مناطق اندلاع الحرائق. إن أغلب التدخلات لا تهم عنصرا محددا، فرغم أن العامل المشترك هو محاربة الحرائق باعتباره يشغل بال الإنسان الواحي، فإن الرؤية المتبناة تسير نحو المساهمة في تهيئة الواحات بشكل عام، لأنها تعتبر استغلاليات فلاحية وعرفت هجرة كبيرة. وبالنظر إلى المتغيرات التي تحكم معادلة الواحات، فإننا نشجع السكان، بالنظر إلى خوفهم من الحرائق، لتبني مقاربة مندمجة لتهيئة الواحات، وذلك عبر مشاريع نموذجية تهم المتدخلين المعنيين بها. 3 - إلى أي حد يمكن لهذه التدخلات أن تكون ناجعة في التقليص من الحرائق، لاسيما أنها تتكرر كل سنة في مثل هذه الفترة؟ يمكن أن يشكل انخراط الإنسان الواحي أهم عنصر في إنجاح التدخلات الأساسية، حيث توجد قصور لا تسجل اندلاع الحرائق نظرا للالتزام الكبير لسكانها وصرامتهم في هذه المسألة. وهذا لا يعني أن العامل البشري هو الذي يسبب الحريق، بل هناك عوامل أخرى بيئية وعرضية، وبالتالي ينبغي القيام بالتحسيس والتوعية والاهتمام بالعنصر البشري من أجل التقليص من عدد الحرائق، مع العلم أن التدخلات مستمرة على الدوام.
