يلعب النقل السياحي دورا مهما في تنشيط قطاع السياحة عموما بالمغرب، فالسائق المهني السياحي، يعتبر سفيرا لبلده، فهو أول من يستقبل السائح ببوابة المطار، وبالتالي فدوره مهم في هذه السلسلة. وعرف القطاع جملة من المشاكل مؤخرا، خاصة في فترة جائحة كوفيد19 التي مازالت ترخي بظلالها، و تحولت هذه المشاكل إلى وقفات احتجاجية في عدد من المدن المغربية. موقع القناة الثانية استظاف حميدوت الحسن، ناقل سياحي، وأمين مال جمعية سوس ماسة للنقل السياحي، وكان معه الحوار التالي:
السؤال الاول : تعاني شركات النقل جهويا ووطنيا من مشكل القروض البنكية وماترتب عنها من فوائد، ماتعليقكم ؟ كما يعلم الجميع، بأن قطاع النقل السياحي، من أكبر القطاعات المتضررة من جائحة كورونا، فالعاملون في القطاع، توقفوا تماما عن العمل لمدة 19 شهرا، ولحد الآن الرؤية مازالت غامضة، ومشاكلنا كثيرة، وعلى رأسها قروض الأبناك، فحافلاتنا وآلياتنا معرضة للحجز في أي وقت. وفي هذا الصدد، نعاتب لجنة اليقظة التي لم تقم بعملها، فجلالة الملك محمد السادس، أعطى توصياته لمساعدة القطاعات التي تأثرت بكورونا، ونحن في مقدمة هذه الفئة، التي تحدث عنها جلالة الملك. لقد قطعنا عهدا للدولة على أن نحافظ على شغيلتنا، ولكن اليوم سنقولها جهرا، فأمام تهديدات البنوك، نواجه الإفلاس الحقيقي، لدينا في المغرب حوالي 1600 شركة للنقل السياحي، أصغرها يشغل 6 سائقين مهنيين، ومنها شركات كبرى تشغل أكثر من 200 عامل، وهو مايعني تشريد 10 الاف من العائلات بسبب هذا الضغط الذي تمارسه علينا المؤسسات البنكية. ولجنة اليقظة، مطالبة اليوم، باتخاد قرار سريع خاصة في سندات الأبناك، التي تراكمت علينا، وبفوائد خيالية، فلا يعقل أن نكون في عطالة عن العمل لسنة ونصف، وتطالبنا الأبناك بأداء أقساط شهرية تصل 10 الاف درهم شهريا، إضافة إلى فوائد تتجاوز 1700 درهم عن كل قسط.
في ملفكم المطلبي تشيرون إلى عدم توصل العاملين في شركات النقل السياحي بمبلغ 2000 التي قررتها لجنة اليقظة، ماتعليقكم؟ ولمن تحملون المسؤولية؟ أجراء القطاع في عطالة حقيقية منذ 19 شهرا، وعانوا رفقة أسرهم ويلات الجائحة بكل ماتحمله الكلمة من معنى، واستبشرنا خيرا بقرار صرف مبلغ 2000 درهم شهريا الذي اتخدته لجنة اليقظة، والتي تم تمديدها إلى نهاية 2021 للعاملين في قطاع السياحة، غير أن المنحة توقفت منذ يونيو الماضي، وهو الأمر الذي عقد من وضعية عمال القطاع، منهم من باع أغراضه لتسديد فواتير الكهرباء والماء والكراء، ومنهم من اضطر ممارسة مهن ثانوية حطت من كرامته، كالبيع في الاسواق، والخروج إلى الأرصفة كبائع متجول. وكمهنيين ومسؤولين في القطاع، نقول بأن الدولة لم تحافظ على وعدها، والضمان الاجتماعي ولجنة اليقظة، مطالبان بصرف مبلغ المساهمة في تدبير الجائحة، وهي توصية الملك محمد السادس، وحق المهنيين.
أمام هذه التطورات كيف هي وضعية قطاع النقل السياحي اليوم؟ بكل صراحة، وكمسؤولين على الجمعيات المهنية، فالنقل السياحي يعيش آخر أيامه، والحل في يد الحكومة الجديدة، لقد وضعنا طلباتنا وملتمساتنا، لدى الجهات المسؤولة، من وزارة الداخلية، و الأمانة العامة للحكومة، ووزارة السياحة وكل المتدخلين في الملف، لكن لحد الساعة لم نتلق أي جواب أو صدى لصوتنا. نطالب من الحكومة الجديدة، أن تحافظ على شغيلة قطاع النقل السياحي الحالية، إذ لايمكنها أن تعد المغاربة بتوفير مليون منصب شغل، وبالمقابل تقتل المشاريع القائمة، فلابد من التفاتة لقطاعنا، فهو يعيش في سبات وموت اكلينيكي، يعيش فقط على غيرة وتضحية العاملين فيه. وأمام الصمت المطبق، فالفيديرالية الوطنية للنقل السياحي تستعد لوقفة احتجاجية دجنبر المقبل، وسيتم إلغاؤها في حال إيجاد حل من طرف الحكومة الحالية، التي نعقد عليها آمالا كثيرة، نحن نريد أن تكون القروض مواطنة، وعلى لجنة اليقظة أن تخرج بقرار جريء يسمح لهذه الشركات بالمضي قدما.