1. الرئيسية 2. تقارير السياسية الفرنسية الداعمة للبوليساريو ريما حسن تخضع لتحقيق أمني دام 11 ساعة بسبب تغريدات "التحريض" والتهديد" الصحيفة من الرباط السبت 19 أبريل 2025 - 9:00 خضعت النائبة الأوروبية عن حزب "فرنسا الأبية"، ريما حسن، لاستجواب مطول من قبل الشرطة الفرنسية دام أكثر من 11 ساعة، على خلفية تغريدات نشرتها دعما للقضية الفلسطينية، بينها دعوة للتظاهر في معهد "Sciences Po" بباريس، حيث وجهت إليها اتهامات ب"التحريض" و"التهديد" من قبل زميلها في البرلمان الأوروبي فرانسوا-كزافييه بيلامي. ولم تكن ريما حسن، النائبة الفرنسية من أصل فلسطيني، لتتوقع أن تتحوّل تغريدات نشرتها قبل عام دعمًا لفلسطين إلى استدعاء ماراثوني امتد لأكثر من 11 ساعة من قبل الشرطة الفرنسية، لكن يبدو أن مواقفها الصريحة والمثيرة، وتوجهها الحقوقي الواضح جعل منها هدفًا لملاحقات قضائية وانتقادات سياسية، في مشهد يعكس التوترات الحادة التي تحيط بالنقاش حول القضية الفلسطينية في أوروبا. ومع ذلك، فإن الضجة لا تتوقف عند حدود فرنسا، ففي المغرب وجهت لريما حسن، انتقادات حادة بسبب دعمها العلني لجبهة البوليساريو، ومعارضتها لتطبيع العلاقات المغربية الإسرائيلية، هذا فضلا عن تصريحاتها المتكررة المسيئة مرارا بشكل اعتبر تدخلا مباشرا في الشأن الداخلي للمملكة، حتى باتت في نظر الكثيرين شخصية "غير مرحّب بها" في المغرب. ومثلت ريما حسن، الخميس طوعا أمام فرقة مكافحة الجنح المرتكبة ضد الأشخاص (BRDP)، رغم إمكانية استنادها إلى الحصانة البرلمانية، وخلال أكثر من 11 ساعة متواصلة من الاستجواب، سُئلت عن كلماتها، نواياها، ومواقفها الداعمة لغزة، وسط عدوان إسرائيلي متواصل آنذاك. إحدى التغريدات التي استُدعيت بسببها كانت قد نشرتها قبل عام، دعت فيها للتظاهر في معهد العلوم السياسية بباريس (Sciences Po) دعماً لفلسطين، مستخدمة تعبير "الوقت للانتفاض"، وهي عبارة، حين تُترجم إلى العربية، توازي كلمة "انتفاضة"، ذات الحمولة السياسية والتاريخية الكبيرة في النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي، وقد سألها المحققون إن كانت بهذه الكلمة تدعو إلى العنف، أو تحرّض على الثورة والتمرّد، وهو ما اعتبرته النائبة الفرنسية "نقاشا دلاليا قائما على الظنون". كما طُرحت عليها أسئلة بشأن ما بات يُعرف إعلاميا ب"قضية الأيادي الحمراء"، بعد أن ظهر طلاب في "Sciences Po" بأيدي ملطخة بالطلاء الأحمر احتجاجًا على القصف الإسرائيلي واتُّهم بعضهم بتبني رمز اعتبره خصومهم "معادٍ للسامية"، وهو ما رفضته ريما حسن بشدة، مؤكدة أن "الأيادي الحمراء كانت دومًا رمزا للنضال ضد الجرائم، كما حدث في زمن بينوشيه في تشيلي". ولم يقتصر التحقيق على دعم غزة، بل شمل أيضًا تغريدة اعتُبرت تهديدا موجّها إلى النائب المحافظ فرانسوا-كزافييه بيلامي، بعد أن عارض تعيينها نائبة لرئيس لجنة حقوق الإنسان في البرلمان الأوروبي. حينها كتبت ريما حسن: "بيلامي وأصدقاؤه، المقربون من النظام الإسرائيلي الإبادي، ينامون مرتاحين... لكن ليس لوقت طويل"، وقد تقدم بيلامي بشكوى، معتبرًا التغريدة تهديدا لحياته. ريما حسن، من جهتها، قالت إنها كانت تقصد "أنهم لن يتمكنوا من النوم بضمير مرتاح وهم يدافعون عن ما لا يمكن الدفاع عنه". محاميها، فانسون برينغارث، وصف القضية بأنها "حملة قضائية منظمة ضدها"، مؤكداً أنها "تتعاون بشكل كامل لأنها لا تزال تؤمن بالقضاء الفرنسي"، لكنه في المقابل حذر من "تجريم متصاعد لدعم فلسطين في فرنسا"، واعتبر أن "القضية الفلسطينية باتت مِحكا فعليا لمدى احترام ديمقراطياتنا للحريات". وكانت ريما حسن قد صدمت الكثير من المغاربة، خصوصًا في صيف 2024، حين ظهرت خلال حملتها الانتخابية إلى جانب نشطاء مؤيدين لجبهة البوليساريو الانفصالية، واصفة إياهم بأنهم "مناضلون من أجل تقرير المصير". وفي شتنبر 2024، دعت علنا الملك محمد السادس إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، معتبرة أن "التطبيع خيانة"، مضيفة في تصريح لقناة "الشرق الجديد" أن "أغلب الشعب المغربي يرفض التطبيع ويقف مع فلسطين"، وهي التصريحات التي قوبلت وقتها برفض واسع النطاق في المغرب، واعتبرتها جهات إعلامية وسياسية تدخلاً فجا في الشأن الداخلي للمملكة. وفي يناير 2025، قامت بزيارة خاصة إلى منطقة قروية مغربية غير محددة وفق ما تناقلته الصحف الفرنسية، حيث شاركت في أنشطة خيرية مع أطفال، وهذه الخطوة، التي لم يُعلن عنها رسميا، أثارت استياء عدد من الفاعلين السياسيين، خاصة بعد تسريب صور لها من الزيارة، وتوالت ردود الافعال المتسائلة حول أسباب السماح للمعنية بزيارة المغرب وهي تعلن دعمها للجبهة الانفصالية المسلحة. وتشكل ريما حسن نموذجًا معقّدًا في المشهد السياسي الأوروبي، فهي نائبة شابة، جريئة، ذات حضور إعلامي قوي، وناطقة باسم تيار يساري جريء في الدفاع عن فلسطين، لكنها في الآن ذاته، تبدو في نظر مراقبين مغاربة، كصوت يتقاطع مع أجندات الخصوم الإقليميين للمغرب، خاصة الجزائر وجبهة البوليساريو، وهذا ما يجعل التعامل معها مزيجا من الحذر والرفض، إذ يُنظر إليها كمن توظف القضية الفلسطينية للضغط السياسي على المملكة، خاصة حين تقرن دعم فلسطين برفض "الحكم الذاتي" أو انتقاد التعاون الأمني المغربي الإسرائيلي.