1. الرئيسية 2. اقتصاد تعزيز المصالح المشتركة.. المغرب يدعم إسبانيا وقت أزمة انقطاع الكهرباء، ومدريد تضخ الغاز عكسيا عند حاجة الرباط للطاقة الصحيفة من الرباط الثلاثاء 29 أبريل 2025 - 22:33 في رسالته إلى العاهل الإسباني الملك فيليبي السادس، بمناسبة عيد ميلاده في يناير الماضي، تحدث الملك محمد السادس عن "العلاقات النموذجية والمتميزة التي تربط البلدين الصديقين"، وهي عبارة كانت لتبدو بروتوكولية، لولا العديد من الأحداث المتوالية التي أكدت أن الدولتين أصبحتا بالفعل تتقاسمان مصالح حيوية، آخرها تدخل الرباط لمساعدة الإسبان على تجاوز أزمة انقطاع الكهرباء يوم أمس الاثنين. وكان لافتا للانتباه أن رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، عند حديثه أمام وسائل الإعلام لإعلان عودة التيار الكهربائي إلى عدة مناطق في شمال وجنوب شبه الجزيرة الإيبيرية، أورد أن ذلك تأتى "بفضل الربط البيني لإسبانيا مع فرنسا والمغرب"، وتابع "هذان البلدان أريد أن أتوجه بالشكر لهما على تضامنهما معنا في هذا الموقف". والظاهر، أن المغرب الذي أصبح، منذ 2021، يعتمد على إسبانيا في استيراد حاجياته من الغاز الطبيعي المسال، بفضل استعمال العكسي للأنبوب المغاربي الوروبي، إثر قرار الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون عدم تجديد عقود هذه المنشأة الحيوية، أضحى، في الجهة المقابلة، يمثل ضمانا للأمن الطاقي لإسبانيا بفضل الربط الكهربائي العابر لمضيق جبل طارق انطلاقا من نواحي طنجة. هذا الأمر انتبهت إليه أيضا صحيفة "إلباييس" الإسبانية، التي أوردت اليوم الثلاثاء، أن نظام الربط الكهربائي الثنائي المكون من سبعة كابلات بحرية تربط محطة فرديوة، بالقصر الصغير، على بُعد 28 كيلومتراً شرق طنجة، بمحطة طريفة التابعة لمنطقة قادس، في أقصى جنوب شبه الجزيرة الإيبيرية، لعبت دورا محوريا في إنهاء أزمة انقطاع التيار الكهربائي عن إسبانيا والبرتغال. وحسب المصدر نفسه، من المتوقع أن تُستكمل هذه الشبكة الحالية تحت المضيق، التي تعود إلى عام 1988، بخطين إضافيين بحلول عام 2028، وتسعى الحكومة المغربية من خلال هذه التوسعة إلى ضمان الاستقرار الطاقي للبلاد، إلى جانب تعزيز أمن الإمدادات بين ضفتي المتوسط، في حين أن الخط الكهربائي القادم من الجزائر، والذي يُعد الاتصال الدولي الثاني للمغرب، فلا يزال مقطوعاً منذ سنة 2021. وإثر الانقطاع في الشبكة الإسبانية يوم أمس، عوّض المغرب النقص الطاقي بتشغيل سريع لمحطات الفحم ومحطات الدورة المركبة التي تعمل بالغاز الطبيعي، حسب معطيات المكتب الوطني للكهرباء، ولم تُسجّل الشبكة الكهربائية الوطنية سوى بعض الانقطاعات المحدودة في شمال وشرق البلاد، وفق المصدر نفسه. وأوردت "إلباييس" أن روابط الطاقة بين ضفتي المضيق أظهرت جدواها وفعاليتها كوسيلة تبادلية، ففي يونيو 2022، أعيد تشغيل خط أنابيب الغاز المغاربي الأوروبي، الذي دخل الخدمة لأول مرة عام 1996 انطلاقًا من حقول وسط الجزائر، بعد أن بقي معطلاً لمدة ثمانية أشهر إثر قطع هذه الأخيرة علاقاتها الدبلوماسية مع الرباط. وتم تحويل اتجاه ضخ الغاز ليعمل من الشمال نحو الجنوب، عكس ما كان عليه في الأصل، حيث تُحوّل إسبانيا الغاز الطبيعي المسال الذي يشتريه المغرب من الأسواق العالمية، ويُعاد ضخه عبر نفس الأنبوب لتغذية المحطات المغربية. ووفق أرقام المؤسسة الإسبانية للاحتياطات الاستراتيجية النفطية، المعروفة اختصارا ب CORES فإن الرباط استوردت 9.703 جيغاوات في الساعة من حاجياتها الطاقية القادمة من إسبانيا سنة 2024، عبر أنبوب الغاز الطبيعي المغاربي الأوروبي، الذي يربط البلدين بشكل مباشر عبر البحر الأبيض المتوسط.