1. الرئيسية 2. اقتصاد بعد التقارب السياسي.. كينيا تسعى لتقليص العجز التجاري الذي يصب لصالح المغرب بأزيد من 800 مليون درهم الصحيفة – بديع الحمداني الأربعاء 28 ماي 2025 - 9:00 كشفت الصحافة الكينية عن المكاسب التي تأمل نيروبي في جنيها بعد التقارب السياسي الكبير مع المغرب، ولا سيما بعد تدشين السفارة الكينية في الرباط، واعتبار نيروبي لمبادرة الحكم الذاتي كمقاربة مستديمة وحيدة لحل نزاع الصحراء تحت السيادة المغربية. وفي هذا السياق، قالت صحيفة "ذا ستار" الواسعة الانتشار في كينيا، إن المغرب تعهد خلال الزيارة التي يقوم بها الوزير الأول ووزير الخارجية الكيني، موساليا مودافادي، بزيادة وارداته من المنتجات الزراعية الكينية، مما قد يساهم في تقليص نيروبي لعجزها التجاري أمام الرباط. ووفق المصدر نفسه، فإن المسؤول الكيني أثار مع المسؤولين المغاربة، وعلى رأسهم وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، موضوع اختلال حجم المبادلات التجارية بين كينيا والمغرب، حيث يصدر المغرب سنويا إلى كينيا سلعا بقيمة تتجاوز 92.4 مليون دولار أمريكي، أي ما يعادل تقريبا 915 مليون درهم مغربي، في حين تظل صادرات كينيا إلى المغرب دون 3.85 مليون دولار أمريكي، أي ما يعادل حوالي 38 مليون درهم مغربي. وحسب الصحيفة الكينية، فإن فارق الميزان التجاري شاسع جدا لصالح المغرب، بأزيد من 800 مليون درهم مغربي، وهو ما تسعى نيروبي إلى تقليصه بدفع المغرب نحو توسيع "محفظة وارداته" من كينيا، حيث كان هذا الموضوع القضية الأساسية في لقاء جمع بين الوزير الكيني ووزير الصناعة والتجارة المغربي، رياض مزور. ونقلت الصحيفة الكينية ما صرح به مودافادي عقب اللقاءات مع المسؤولين المغاربة حيث قال "توصلنا إلى تفاهم متبادل لتوسيع استيراد المنتجات الزراعية الكينية، وهي خطوة مهمة نحو إعادة التوازن للتجارة، التي ظلت منذ فترة طويلة مائلة لصالح المغرب". ولفت المصدر ذاته، إلى أنه من المتوقع أن يمنح هذا الالتزام المتجدد من طرف المغرب، منتجي الشاي والقهوة الكينيين فرصة دخول سوق مغربية آخذة في النمو، مما سيعزز القطاع الزراعي ويسهم في تنويع وجهات التصدير الكينية. وأضاف المصدر نفسه في هذا السياق، أنه في خطوة لتعزيز الروابط الاقتصادية والتبادلات بين الشعبين، يستعد البلدان كذلك لاستئناف الرحلات الجوية المباشرة بين نيروبي ومدن مغربية رئيسية، مثل الرباط والدار البيضاء، حيث قال مودافادي في هذا الإطار إن "تحسين الربط الجوي لن يسهم فقط في تسهيل التجارة، بل سيفتح أيضًا آفاقًا جديدة في مجالات السياحة والأعمال والتبادل الثقافي". وأشارت الصحيفة الكينية إلى أن المغرب وكينيا وقعا سلسلة من الاتفاقيات الثنائية لتعميق التعاون في مختلف المجالات، وتشمل هذه الاتفاقيات مذكرات تفاهم في مجالات الإسكان والتنمية، والتجارة، وقضايا الشباب، وتدريب الكوادر الدبلوماسية، بالإضافة إلى تعاون بين المؤسسات، لا سيما بين مدرسة الحكومة الكينية والمدرسة الوطنية العليا للإدارة في المغرب. ولفت مودافادي، بحسب المصدر الكيني ذاته، إلى نجاح المغرب في قطاع السياحة، حيث ارتفعت أعداد الوافدين الدوليين من 12 مليونا إلى رقم من المتوقع أن يبلغ 20 مليونا بحلول سنة 2025، مؤكدا أن كينيا حريصة على الاستفادة من التجربة المغربية وإقامة مشاريع مشتركة لتعزيز أداء قطاع السياحة لديها. هذا وتجدر الإشارة إلى أن كينيا تحت قيادة ويليام رونو، أعادت أمس الاثنين توجيه بوصلة السياسة الخارجية الكينية بشأن قضية الصحراء المغربية، من خلال اعتبار نيروبي لمقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب "المقاربة المستدامة الوحيدة" لحل هذا النزاع الإقليمي. وأكد هذا التحول الاستراتيجي بيان مشترك صدر عقب محادثات جمعت وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، بنظيره الكيني، الوزير الأول ووزير الشؤون الخارجية وشؤون المغتربين، موساليا مودافادي، الذي يقوم بزيارة رسمية إلى المغرب تدوم ثلاثة أيام. وأبرز البيان أن كينيا "تعتزم التعاون مع الدول التي تتقاسم الرؤية نفسها من أجل تفعيل هذا المخطط"، مشيدة ب"التوافق الدولي المتزايد والدينامية التي يقودها الملك محمد السادس لدعم هذا المقترح"، كما جدد الطرفان التأكيد على الإشراف الحصري للأمم المتحدة على المسار السياسي لحل القضية. وشكل هذا التصريح أوضح تعبير رسمي عن التحول التدريجي الذي قاده روتو منذ انتخابه رئيسا لكينيا في غشت 2022، حيث كانت نيروبي من أبرز داعمي جبهة البوليساريو داخل الاتحاد الإفريقي، واستضافت لعقود تمثيليات تابعة للجبهة الانفصالية.