1. الرئيسية 2. اقتصاد فيسنتي بولودا: إسبانيا تخسر المعركة اللوجيستية أمام طنجة المتوسط ويجب التحرك بسرعة لتدارك التأخر الصحيفة – بديع الحمداني الأحد 26 أكتوبر 2025 - 15:09 قال المستثمر الإسباني المعروف، فيسنتي بولودا، رئيس شركة "Boluda Corporación Marítima"، إن إسبانيا تخسر المعركة اللوجيستية أمام ميناء طنجة المتوسط، ليس بسبب ضعف بنيتها المينائية أو موقعها الجغرافي، وإنما نتيجة غياب الحوافز وافتقارها لبيئة ضريبية وتنظيمية جاذبة للمستثمرين، على عكس ما يوفره الميناء المغربي من مزايا تنافسية كبيرة. وأوضح بولودا، في تصريحات أدلى بها خلال منتدى حول الجغرافيا السياسية نظمته مؤسسة "كاخامار" بمدينة فالنسيا، أن ميناء طنجة المتوسط أصبح نموذجا متكاملا في مجال الخدمات اللوجيستية، مشيرا إلى أنه يضم منطقة صناعية شاسعة حول الميناء، ونظاما ضريبيا تنافسيا للغاية، يجعل الشركات الكبرى تفضل الاستقرار هناك. وأضاف رجل الأعمال الإسباني، حسب ما نقلته الصحافة الإسبانية، أن المنافسة لم تعد بين الأرصفة المينائية فقط، بل بين الأنظمة الاقتصادية والإدارية التي تحدد جاذبية كل موقع استثماري، مشيرا إلى أن "المعركة مع طنجة تكاد تكون خاسرة"، لكنه دعا في المقابل إلى التحرك بسرعة ووضع رؤية استراتيجية لتدارك التأخر. وأشار بولودا إلى قوة الموانئ الإسبانية مثل فالنسيا وبرشلونة، لكنه شدد على أن هذه القوة لا تكفي في ظل غياب إصلاحات هيكلية في النظام الضريبي والإداري، لافتا في هذا السياق، "لدينا موقع جغرافي ممتاز، لكن ذلك لا يكفي وحده. ولكي يزدهر النشاط التجاري، لا بد من وجود حوافز حقيقية للمستثمرين". كما أشار بولودا إلى أن البيئة الضريبية والتنظيمية الحالية في إسبانيا تحدّ من قدرة الموانئ على المنافسة في حوض البحر الأبيض المتوسط، مضيفا أن طنجة المتوسط يقدم نموذجا مختلفا يجمع بين البنية التحتية الحديثة والمرونة الإدارية، وهو ما تفتقر إليه الموانئ الإسبانية حسب تعبيره. وتطرق بولودا إلى مشروع ممر البحر الأبيض المتوسط، معتبرا أنه بنية تحتية أساسية لرفع تنافسية الموانئ الإسبانية وربطها بالمناطق الصناعية، مشيرا إلى أنه طالب بتنفيذه منذ أكثر من عقد، معتبرا أن التقدم فيه ما زال بطيئا رغم مساهمة القطار فائق السرعة في تسريعه. وعن الموانئ الإسبانية، أقر بولودا بأهمية ميناء فالنسيا كمحور دولي رئيسي، لكنه أشار إلى محدودية امتداده الجغرافي الداخلي مقارنة بميناء برشلونة، الذي وصفه بأنه يوفر مناطق لوجيستية أكثر مرونة وتكلفة أقل، لافتا مرة أخرى إلى أن نموذج طنجة المتوسط يجسد التكامل المثالي بين الميناء والمنطقة الصناعية. وأضاف أن الميناء المغربي يقدم مثالا متقدما في الدمج بين البنية التحتية الحديثة والنظام الضريبي الجاذب والمناطق الصناعية المتصلة، وهي عناصر تمنحه ميزة تنافسية واضحة في الحوض المتوسطي وتجذب الشركات العالمية الكبرى. وانتقد بولودا العراقيل التقنية التي تفرضها أوروبا، واصفا إياها ب"العبثية"، موضحا أن "آلة قطار معتمدة في إسبانيا لا يمكنها السير في فرنسا إلا بعد اعتماد جديد، والأمر نفسه يحدث مع السفن، وهذا أمر غير منطقي ويقيد حركة الأعمال والتجارة". هذا وشهد المنتدى، الذي أقيم في قصر "لاس آرتس رينا صوفيا" بفالنسيا، نقاشات موسعة حول تأثير التحولات الجيوسياسية العالمية على الاقتصاد الإسباني، وضرورة تطوير استراتيجيات وطنية لرفع القدرة التنافسية في مواجهة موانئ مثل طنجة المتوسط.