1. الرئيسية 2. المغرب وزارة الصحة تنشر معطيات عن حادثة سيدة وضعت مولودها في "الترامواي" ووفاة جنينها الصحيفة من الرباط السبت 22 نونبر 2025 - 16:59 أعلنت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، اليوم السبت، أنها باشرت تحقيقا واسعا منذ اللحظة التي توصلت فيها بمعطيات تفيد بأن سيدة وضعت مولودها داخل إحدى عربات ترامواي الرباطسلا، مؤكدة أن فرقها شرعت فورا في تجميع المعلومات الدقيقة من مختلف المتدخلين بهدف الإحاطة الكاملة بملابسات ما جرى. وجاء ضمن ما تم تجميعه من معطيات - وفق بلاغ الوزارة- أن إدارة مستشفى مولاي عبد الله بسلا لم تسجل أي دخول للسيدة المعنية خلال الفترة الزمنية التي تحدثت عنها روايات أولية. وقد استند التأكد من ذلك- بحسب وزارة التهراوي- إلى مراجعة سجلات قسم الاستقبال، والعودة إلى تسجيلات كاميرات المراقبة، بالإضافة إلى الاستماع إلى إفادات عناصر الأمن الخاص الذين لم يرصدوا حضورها داخل المرفق، حيث تقول المصادر الطبية بالمستشفى إن هذه العملية تمت بشكل دقيق لتفادي أي التباس قد يخلق قراءة خاطئة لمسار الواقعة. وتشير المعطيات المتقاطعة من مصالح الوزارة إلى أن السيدة دخلت في مرحلة مخاض حاد بينما كانت داخل الترامواي متجهة نحو الرباط، ما أدى إلى تعرضها لنزيف استدعى تدخلاً سريعاً من عناصر الوقاية المدنية، الذين تكفلوا بنقلها على وجه السرعة صوب مستشفى الولادة السويسي. وهناك - يضيف بلاغ الوزارة - تولى الفريق الطبي المداوم فحص حالتها وتقديم العلاجات اللازمة ومراقبتها طبياً بعد الوضع، غير أن الجنين كان قد فقد حياته قبل الوصول إلى المرفق الصحي. وتفيد المعلومات الطبية الأولية بأن السيدة تعاني منذ مدة من اضطرابات نفسية، وهو ما استدعى إيواءها بعد الحادث بمستشفى الرازي للأمراض العقلية والنفسية من أجل تلقي الرعاية الضرورية في ظل وضع صحي دقيق يتطلب متابعة خاصة. وأردف البلاغ أن وزارة الصحة قد حرصت على التعبير عن أسفها العميق لوقوع هذا الحادث المؤلم، مؤكدة أنها تتعامل معه بأعلى درجات المسؤولية والشفافية، وأنها ملتزمة بتقديم المعطيات الكاملة للرأي العام فور اكتمال مسار التحري. وكانت روايات سابقة قد تطرقت إلى كون السيدة قصدت مستشفى مولاي عبد الله في حدود الرابعة بعد الزوال بغرض الولادة، لكنها اصطدمت بغياب الخدمة خارج أوقات العمل، ما دفع إلى توجيهها نحو مستشفى مولاي يوسف بالرباط كما هو معمول به. غير أن المخاض باغتها داخل الترامواي، لتضع مولودها في وضع صعب وبين الركاب قبل نقلها نحو مستشفى السويسي، حيث فارق الرضيع الحياة بعد دقائق من وصوله، ورغم أن الوزارة استبعدت مرورها بمستشفى مولاي عبد الله، فإن الجدل حول ظروف التكفل وتأمين المداومات بقي مفتوحاً داخل الوسطين الصحي والبرلماني. وفي رد فعل سريع على الحادث، وجه عبد الله بوانو عن فريق العدالة والتنمية سؤالاً كتابياً إلى وزير الصحة أمين التهراوي، طالب فيه بتفسير واضح لمسار الواقعة والإجراءات الاستعجالية التي اعتمدتها الوزارة من أجل تحديد المسؤوليات، مع الدعوة إلى وضع خطة عاجلة لتوفير مداومات ليلية وقواعد استقبال مناسبة بمستشفى مولاي عبد الله تفادياً لوقوع حوادث مشابهة في المستقبل. واعتبر بوانو أن رفض استقبال سيدة في حالة مخاض يمثل إخلالا خطيراً بحق المواطنين في العلاج، وأن استمرار الخصاص في الموارد البشرية بات يفرض معالجة ملموسة وليس مجرد وعود إصلاحية. كما أصدر حزب النهج الديمقراطي العمالي بسلا بيانا شديد النبرة حمّل فيه السلطات مسؤولية ما وصفه بتراكم مظاهر الإهمال داخل القطاع الصحي، معتبراً أن وفاة الرضيع ليست حادثة معزولة، بل ثمرة سلسلة طويلة من الاختلالات الهيكلية المرتبطة بنقص الأطقم الطبية وضعف التجهيزات وسوء التنظيم داخل المستشفيات. ودعا الحزب إلى مساءلة كل من قصّر في أداء واجبه، مؤكداً أن دفع امرأة في حالة مخاض إلى مغادرة المستشفى دون الأخذ بعين الاعتبار خطورة وضعها الصحي يعكس خللاً لا يمكن السكوت عنه.