المغرب يقود النقاش الإقليمي حول مستقبل الفضاء الأورو–متوسطي        ارتفاع طفيف للذهب وسط توقعات بخفض الفائدة الأمريكية    رؤوس خنازير أمام العديد من المساجد بفرنسا    طيارون يقرون بميلهم المتزايد إلى أخذ قيلولة أثناء الرحلات الجوية    الصين تفرض عقوبات على "ريد نوت" بسبب محتويات "تافهة" و"سلبية"    مقتل طفل وإصابة آخرين جراء اقتحام سيارة حضانة قرب تورونتو بكندا    الدوري المغربي ينطلق بطموحات جديدة            مليلية .. اعتقال بارون مخدرات مطلوب من المغرب باربع مذكرات بحث دولية    طقس الخميس: أجواء حارة نسبيا بعدد من الجهات    بطولة انجلترا: الاصابة تبعد الدولي المصري مرموش عن ديربي مانشستر    72 في المائة من تجار الجملة يتوقعون استقرار المبيعات خلال الفصل الثالث من 2025    الصين تكشف عن مخطط لتسريع تكامل الذكاء الاصطناعي مع قطاع الطاقة    معرض الصين الدولي لتجارة الخدمات (CIFTIS) هذا العام.. القطاع السياحي والثقافي في قلب اهتماماته    مندوبية التخطيط: 41 في المائة من أرباب المقاولات يتوقعون ارتفاعا للنشاط خلال الفصل الثالث من 2025    هشام العلوي: الأجهزة الأمنية في المغرب تجاوزت صلاحياتها.. ودور الملكية في أي انتقال ديمقراطي يجب أن يكون أخلاقيا    أخنوش: حصيلة إعادة الإعمار بعد الزلزال مشرفة... ولم يعد إلا عدد قليل في الخيام    مقتل المؤثر الأمريكي المحافظ تشارلي كيرك بالرصاص    أخنوش: الحكومة تشتغل بجد ونتوقع سنة دراسية ناجحة    أخنوش: أنا "فرحان" لأنني لن أشرف على الانتخابات المقبلة    النقابة الوطنية للتعليم العالي تحذر من مشروع قانون يهدّد مستقبل الجامعة العمومية    نحن جيل الذاكرة الحية    الفيلم المغربي "وشم الريح" يتوج بجائزة في مهرجان قازان الدولي    تداولات بورصة البيضاء تنتهي خضراء    الحكومة تتفاعل مع المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي وبنسعيد يقدم معطيات حول إعداد مشروع قانون المجلس الوطني للصحافة        الزاوية الكركرية تحتفي بإصدارات الشيخ محمد فوزي الكركري        المغربي وليد الحجام يوقع لعامين مع جيروندان بوردو الممارس في الدرجة الرابعة لكرة القدم بفرنسا        حسام أمير يعيد إحياء "حكّام الرجال" بأسلوب معاصر            بعد جدل طلاقها .. سكينة بنجلون تطلق نداء عاجلا لحسن الفذ    وفد نيابي برئاسة الطالبي العلمي في زيارة عمل لجمهورية فنلندا        تعيينات في المصالح الاجتماعية للأمن‬    188 مليون طفل ومراهق يعانون السمنة .. والأمم المتحدة تحذر    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الخميس    صيف استثنائي بفضل الجالية.. 4,6 ملايين سائح بالمغرب خلال يوليوز وغشت    آفاق ‬التعاون ‬المغربي ‬الموريتاني ‬تتسع ‬أكثر    المنتخب الإماراتي لكرة القدم يتأهل إلى نهائيات كأس آسيا لأقل من 23 سنة    منتخب الرأس الأخضر يقترب من أول تأهل إلى كأس العالم في تاريخه بعد انتصاره على نظيره الكاميروني    النجم كيليان مبابي يتخطى هنري ويلامس عرش الهداف التاريخي لفرنسا    "فيفا" يخطر جامعة الكرة بموعد إرسال اللائحة النهائية للمنتخب المغربي المشاركة في كأس العرب    دراسة: أسماك الناظور ملوثة وتهدد صحة الأطفال    دراسة: أسماك الناظور ملوثة بعناصر سامة تهدد صحة الأطفال        باقبو الفنان الذي ولج الموسيقى العالمية على صهوة السنتير.. وداعا    تلميذ يرد الجميل بعد 22 سنة: رحلة عمرة هدية لمعلمه    1500 ممثل ومخرج سينمائي يقاطعون مؤسسات إسرائيلية دعما لغزة    أجواء روحانية عبر إفريقيا..مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة تحيي المولد النبوي        أمير المؤمنين يصدر أمره إلى المجلس العلمي الأعلى بإصدار فتوى شاملة توضح للناس أحكام الشرع في موضوع الزكاة    الملك محمد السادس يأمر بإصدار فتوى توضح أحكام الشرع في الزكاة    المجلس العلمي الأعلى يعلن إعداد فتوى شاملة حول الزكاة بتعليمات من الملك محمد السادس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حول نشر لائحة المستفيدين من الكريمات
نشر في أسيف يوم 05 - 03 - 2012

أسال نشر لائحة المستفيدين من الكريمات ، ولازال يسيل مدادا كثيرا ، وحرك في نفوس بعض المستفيدين احساسا لم يشعروا به من قبل مما أخرج بعضهم من صمته وجعله هو الآخر يلي بدلوه إما مبررا أو محللا ...
يتضح من خلال هذه اللائحة (وإن لم تتضمن أسماء كل المستفيدين وتستر بعض المستفيدين خلف أسماء لشركات ) أن المستفيدين مختلفون في انتماءاتهم الاجتماعية فمنهم العسكريون ، والرياضيون والسياسيون والمدنيون ، والفقراء والأغنياء والشيوخ وحتى الأطفال ، الفقهاء والعلماء الشرفاء والعاميون الأفراد الذوات والمعنويون والشركات والأحياء وورثة الأموات .... وأن معظم المستفيدين كانوا معرفين في مناطقهم ومنهم من كان معروفا على الصعيد الوطني كالرياضيين والسياسيين والعسكريين ..كما أن منهم من يستفيد من أكثر من رخصة ومنهم من يجمع بين عدة رخص في البر وربما في البحر... لكن الجديد هو قرار نشر هذه اللائحة في هذا الوقت وهي التي ظلت إلى عهد قريب سرا من أسرار الدولة لا يتجرأ أي وزير على طرحها واقتراب منها ويكتفي بالادعاء أن كشفها ليس من اختصاصه لأنه لا يمنحها وبالتالي لا يحق له كشفها ومناقشتها ..
نشر هذه اللائحة مبادرة تحسب لهذه الحكومة التي أوصلها شعار محاربة الفساد والقضاء على اقتصاد الريع إلى السلطة والمساهمة في تدبير الشأن العام ، وإن كانت تتضمن أحزابا عرف عدد الكريمات والأذنات في عهد حكومتها السابقة تزايدا كبيرا في عدد هذه الرخص فقد ارتفع عدد رخص السيارات الصغيرة في آسفي مثلا خلال السنوات الخمس السابقة من 180 رخصة إلى 502 ومن العائلات في المدينة من يملك 10 رخص دون أن يكونوا في حاجة ماسة إليها ، ودون أن يقدموا للوطن ما يستحقون عليه هذه الأذونات ....
إن الاستفادة من الكريمات والأذونات مظهر من مظاهر الريع في المغرب الذي تتعدد مظاهره ، حيث ينعم عدد من المستفيدين بمدخول قار عبر كراء هذه الكريمات دون بذل اي جهد لا لشيء سوى لأن لهم علاقة مع بعض ذوي النفوذ والامتيازات في هذا الوطن ، أو لتملقهم أو دفعهم لرشاوى أو هدايا لجهات لها علاقة بمراكز القرار .. في الوقت الذي يقضي عدد من المغاربة طيلة يومه يكدون ويعرقون تحت حر الهجيرة صيفا أو يعانون قر الليالي شتاء من أجل الحصول على 40 أو 50 درها في اليوم عساه يؤمن بعض الضروريات من سكر وزيت ودقيق لأبنائه ، وكثير منهم يعجز من تأمينها رغم شهاداته العليا .بل منهم من فضل إلقاء نفسه في البحر وأن يكون غذاء للسمك بدل العيش في بلد لا ينعم فيه برغد العيش إلا أناس لا يعملون شيئا ..
راج مؤخرا في الصحافة أو في بعض الحوارات أو النقاشات التي أثارها قرار نشر اللائحة ظهور بعض المدافعين عن هذه الامتيازات ، بدعوى أن المستفيدين منها يستحقونها لما أسدوه من خدمة للوطن ... السؤال هو متى كان لخدمة الوطن ثمن ؟ أو ليس كل الموظفين والعمال والفلاحين يقدمون خدمات للوطن ؟ وكيف يُدفع ثمن لرياضي أو رياضية لم يجر في حياته إلا دقائق معدودة حصل فيها على تعويضات وأموال ثم تمت مكافأته برخصة يستفيد منها طول حياته وتبقى لورثته بعد مماته في الوقت الذي يموت عدد من الجنود في الحدود حماية للتخوم ، ومنهم من قضى سنوات في معتقلات العدو ( البوليزاريو ) دون أن ينال ذلك من تعلقه بالوطن وإخلاصه له .وفي الوقت الذي يظل في الشرطي والمعلم المهندس والقاضي والجندي وغيرهم من أبناء هذا الوطن ساهرين على تعليم أو تأمين الأجيال ...
يبدو من تعليقات بعض المستفيدين من هذه الرخص الإحساس بالإحراج ورغبة بعضهم في التخلي عنها بدعوى ضعف عائداتها في محاولة لكسب الرأي العام ، لكن المشكل الأساسي ليس هو الكشف عن هذه اللائحة ، ما دامت هناك لوائح كثيرة في حاجة لكشف كرخص المقالع ورخص أعالي البحار ، وسيارات الأجرة الصغيرة والكبيرة وووو، كما أن الكشف وحده غير كاف لأن ما يريده المغاربة ليس تشخيص الواقع؛ فالواقع لا يرتفع وهو معروف للكبير والصغير ، المهم هو طريقة المعالجة ، وكيفية الحد من هذا النزيف الداخلي للاقتصاد الوطني، والقطع مع نمط اقتصادي يكاد يميز المغرب دون غيره من بلدان العالم وهو الذي يدعي السعي نحو تحديد اقتصاده وهياكل دولته ، فقد كان من الأهم إيجاد قانون متحكم في الشغل في المغرب مبني على الشفافية ويحد من الريع قبل هذا الإعلان ، حتى يتمكن المغاربة من الاحتكام للقوانين ، ومع ذلك لا يمك المرء إلا أن يقف احترام لهذا القرار الجريء في هذا الوقت الحرج الذي يمر منه المغرب إذا لم يتحول إلى فقاعات الهدف منها دغدغة المشاعر وتنفيس الحاقدين والرافضين لاقتصاد الريع


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.