الصين: أكثر من 1,12 مليار شخص يتوفرون على شهادات إلكترونية للتأمين الصحي    الولايات المتحدة.. مصرع شخصين إثر تحطم طائرة شحن في ألاسكا    إيلا كذب عليك عرفي راكي خايبة.. دراسة: الدراري مكيكذبوش مللي كي كونو يهضرو مع بنت زوينة        أبو عبيدة: العدو عالق في رمال غزة.. وهجوم إيران أربك حسابات الاحتلال    إقبال كبير من الجالية والنساء.. هذا عدد المغاربة المستفيدين من دعم السكن وتمكنوا من اقتناء سكنهم    محلل رياضي مشهور: أمرابط بمانشستر ليس اللاعب المتألق الذي رأيناه مع المنتخب المغربي في قطر    حزب الله يشن أعمق هجوم في إسرائيل منذ 7 أكتوبر.. والاحتلال يستعد لاجتياح رفح    طقس الأربعاء.. أمطار ورياح مع تناثر غبار بهذه المناطق    لقاء يستحضر مسار السوسيولوجي محمد جسوس من القرويين إلى "برينستون"    "الأحرار" يحسم الاقتراع الجزئي بفاس    رحيمي والعين قصاو بونو والهلال وتأهلو لفينال شومبيونزليگ    موقف بركان قوي واتحاد العاصمة ضعيف وها الأحكام اللي يقدر يصدرها الكاف فقضية الغاء الماتش بسبب حماق الكابرانات    سيراليون دعمات الوحدة الترابية للمملكة.. هو الحل الوحيد لي عندو مصداقية    رد قوي من طرابلس على التكتل مجهول الهوية لي بغات تخلقو الجزائر.. ليبيا شكرات سيدنا على دعمه الثابت لقضيتها وأكدات أهمية تعزيز اتحاد المغرب العربي    تلاميذ متميزون يستكشفون آفاق الدراسة في كلية العلوم والتقنيات بالحسيمة    الحوار الاجتماعي.. الحكومة والنقابات داخلين فمفاوضات مكثفة على قبل الحق في الإضراب وحرية العمل    المنتخب الجزائري لكرة اليد شبان ينسحب من مواجهة المغرب بسبب خريطة المملكة    بطولة إيطاليا لكرة القدم.. تأجيل احتفالات فريق إنتر باللقب ومباراته ضد تورينو إلى الأحد المقبل    لومبارت كوساك : الفلاحة .. العلاقة بين المغرب والاتحاد الأوروبي "غنية جدا"    إليك أبرز أمراض فصل الربيع وكيفية الوقاية منها    وزير فلسطيني: المغرب الأكثر اهتماما وعناية بشؤون القدس    ميارة يستقبل فيرا كوفاروفا نائبة رئيسة مجلس النواب التشيكي    الملكية الفكرية تدعم جميع جوانب الحياة في المغرب، بما في ذلك الزليج    الأمثال العامية بتطوان... (580)    يهم البذور والأغنام والحليب.. المغرب وفرنسا يعززان تعاونهما الفلاحي    الأديب عبد الرفيع جواهري ضيفا على برنامج "مدارات"    وزير الخارجية الإسباني يؤكد افتتاح الجمارك بباب سبتة    تفتيش شابة على متن حافلة ببني ملال يسفر عن مفاجأة    تداولات البورصة تغلق على "أداء سلبي"    عاجل. حكم قاصح بزاف. الاستيناف طلع العقوبة الحبسية للطاوجني ل4 سنين بسباب شكاية دارها بيه وزير العدل    فرنسا معولة على مخابرات المغرب فتأمين أولمبياد باريس وها شنو گال جيرالد دارمانان    الإيمان القوي بعودة بودريقة! يجب على الرجاء البيضاوي ومقاطعة مرس السلطان والبرلمان أن يذهبوا إليه    وزارة إسبانية: "سيام" من أكثر المعارض الفلاحية الواعرة فشمال إفريقيا    آيت طالب: أمراض القلب والسكري والسرطان والجهاز التنفسي مزال كتشكل خطر فالمغرب..85 في المائة من الوفيات بسبابها    ضمن جولة إقليمية.. حموشي يقود وفدا أمنيا مغربيا إلى الدوحة ويتباحث مع مدير "أمن الدولة"    جائزتها 25 مليون.. "ديزي دروس" و"طوطو" يترأسان لجنة تحكيم مسابقة في فن "الراب"    مديرية الضرائب تعلن عن آخر أجل لإيداع الدخول المهنية    الأمم المتحدة تطالب بتحقيق دولي في المقابر الجماعية في مستشفيات غزة    خارطة طريق فلاحية جديدة بين المغرب وفرنسا    توقعات أحوال الطقس غدا الأربعاء    وزير الزراعة والأمن الغذائي بنيجيريا: "نرغب في تعميق علاقات التعاون مع المغرب في المجال الفلاحي"    أمل تيزنيت يستنكر الأخطاء التحكيمية التي ارتكبت في مباراته أمام جمعية المنصورية    أكادير.. الدورة الأولى لمهرجان "سوس كاسترو" الدولي لفنون الطهي ونجوم المطبخ من 25 إلى 28 أبريل الجاري    وزارة التربية الوطنية تشرع في عقد المجالس التأديبية للأساتذة الموقوفين وسط رفض نقابي لأي عقوبة في حقهم    بعد أزمة نهضة بركان.. الاتحاد الدولي للمصارعة يعتمد خريطة المملكة في أقمصة المنتخب    حرائق الغابات تجتاح عددا من مقاطعات كندا    بنموسى: الأزمة التي عاشتها المنظومة التعليمية شكّلت لنا فرصة للإصلاح    العلاج بالحميات الغذائية الوسيلة الفعالة للشفاء من القولون العصبي    هذه هي الرياضات المناسبة إذا كنت تعاني من آلام الظهر    ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 34 ألفا و183 شهيدا منذ بدء الحرب    فرنسي يبصق على مؤثرة مغربية محجبة قرب برج إيفل (فيديو)        سعد لمجرد يكشف تفاصيل لقائه بجورج وسوف    الأمثال العامية بتطوان... (579)    وفاة الشيخ اليمني عبد المجيد الزنداني عن 82 عاما    كيف أشرح اللاهوت لابني ؟    الأسبوع الوطني للتلقيح من 22 إلى 26 أبريل الجاري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عيد الأضحى في المغرب جو يمتزج فيه الاجتماعي بالديني والتراثي بالخرافي
نشر في أسيف يوم 21 - 12 - 2006

مشاغل الحياة التي تسلب منا كل ما هو جميل والجري وراء ضروريات الحياة وتأمينها يأخذنا من أهلنا وأقاربنا ولكن الحمد لله أن هناك مناسبات تعيد لنا هذا الشعور بصلة الرحم والتزاور ألا وهي الأعياد فهل من شيء أبهى و اسعد من أيام العيد؟ سؤال طرحناه في أماكن متفرقة فأجمعت إجابات الصغار والكبار أن صباح العيد هو صباح السعادة دون منازع،حيث اجتماع شمل الأسر التي يفضل أفرادها قضاء هذه المناسبة الدينية المتميزة بين الأقارب والآباء وولائم الطعام في جو من الفرح والضوضاء والهرج والمرح ،للوقوف على هذه الأجواء في المغرب جريدة اسيف الالكترونية من خلال هذا الاستطلاع رصدت هذه المناسبة الدينية وتتبعت المراحل التي يمر منها اعتمادا على تقاليد وأعراف سكان المدن
قد تختلف الأعراف والتقاليد وتتوزع المشاهد الاحتفالية ولكن يبقى المغاربة في جميع المدن المغربية موحدون يجمعهم الدين الحنيف دين الإسلام وسنة رسوله الكريم (صلعم) يمتحون من سننه متشبثين بهذه الذكرى العظيمة المؤصلة من حياة سيدنا إبراهيم حينما هم بذبح ابنه إسماعيل تطبيقا للرؤيا التي رآها في نومه، ورؤيا الأنبياء حق والشعب المغربي بعاداته وتقاليده التي يؤطر هذا الجو يحتفل بعيد الأضحى أو (العيد الكبير)،وهذه التسمية تدل على المعنى الرمزي لهذا العيد، فهو عيد التضحية،فتكون الأسواق مكتظة بالناس حين يقترب موعده للبحث عن خروف جيد بثمن رخيص فيتم الاختيار والمساومة،وفي الصباح المبكر يخرج المغاربة لأداء صلاة العيد بالساحات المكشوفة في تجمع ديني وروحاني مليء بالطهارة الروحية ،وقبيل الصلاة تمتلئ المدينة بالناس في ملابسهم الزاهية الجميلة وهم في طريقهم إلى المسجد،فالعيد يمثل الفرحة بلقاء الأهل وبأكل ما لذ وطاب من الطعام، وبالنسبة للأطفال فرصة لإشباع من مادة لم تكن لتتوفر في الموائد باستمرارالمحطات الطرقيةأطفال ونساء و طلاب وموظفين ومقيمين في الخارج وأرجل انهارت قواها البدنية من طول انتظار في زحام شديد للظفر بمقد داخل حافلة بالمحطات الطرقية حضروا جميعا للقاء أسرهم وأقاربهم في هذه المناسبة العظيمة لصلة الرحم وتجديد العلاقة مع الأهل والأصدقاء، محطات نقل المسافرين في المدن المغربية تشهد قبيل عيد الأضحى ازدحاما شديدا للمسافرين ، بل حالة من الفوضى يجد المسافرون معها صعوبة بالغة للحصول على تذاكر السفر إلى الحد الذي يدفع الكثير منهم السفر واقفا بين صفوف الحافلة لاستحالة وجود مقعد شاغر فمن طلاب الجامعات والمدارس اضطرتهم ظروف الدراسة إلى الإقامة خارج مقر إقامتهم بمدنهم الأصلية ، ومن موظفين دفعتهم ظروف العمل الاستقرار قرب مقر عملهم، كل هؤلاء وغيرهم يعتبرون أن مناسبة عيد الأضحى لا تحتمل التأخر عن الأسرة للاجتماع بالأهل والأحباب والأقارب وحين تجتمع العائلات بدويهم غالبا ما يكونوا قد نسوا عناء السفرمحمد الصافي صاحب محل للبقالة بمدينة الجديدة قال: سأذهب مع زوجتي وأولادي إلى مدينة ورززات لنقضي مناسبة العيد مع أمي حيث يجتمع كل أفراد الأسرة هناك وتعم الفرحة ونصل الرحم ونتمتع بالتقاليد العريقة لذلك أفضل أن أغلق الحانوت إلى أن تنهي أيام العيد وهي شهر كامل في هذه المناسبة العظيمة مهن موسمية كثيرة للعاطلينتبدأ طقوس الاحتفال بعيد الأضحى قبل بضعة أيام من يوم العيد وبخاصة من ليلته، ازدحام شديد، منبهات السيارات والدراجات النارية والهوائية،وعربات مجرورة تجهيزات العيد تشدك نحوها، باعة ينادون عليك، سيارات لا تكاد تترك لك الطريق، معروضات على الأرصفة والممرات،موسيقى منبعثة من هنا وهناك،لا تكاد تسير مستويا، مع ذلك الكل منشرح ومسرور فلا تستغرب أيها القارئ الكريم إنها حال أسواق المغرب وهي تستقبل العيد الكبير، المدن كلها تعيش شبه حالة استنفار استعدادا له، مهن موسمية كثيرة للعاطلين ، للعاملين حتى، يستغلون هذه المناسبة لتوفير دخل إضافي يعمل على تغطية بعض الاحتياجات أو يقيهم عسر بعض الحاجات أو يوسع عليهم أرزاقهم، حيث يعرض الشباب أكوام العلف والتبن وأنواع علفية أخرى على الأرصفة في الأحياء الشعبية وتقاطعات الشوارع و الزقاق طلبا لمصروف الجيب الموسمي وآخرون يحملون أكباشا على ظهورهم لإيصاله إلى السيارة أو يحملون الكبش بالعربات المجرورة إلى منزل الزبون ، أطفال يحملون رزما من الحبال ويطوفون بها لبيعها ،حيث إن كل من يشتري كبشا يحتاج لحبل يجره أو يربطه به، وتزدهر تجارتهم في الكثير من الأشياء قبيل العيد، من بينها تجهيزات الطبخ التقليدية من مجامر وقطبان والتوابل والفحم، وتنتشر عملية الشحذ كالفطر بين الشباب والأطفال، ولا تتوقف مهن العيد الموسمية أياما قبل حلول يوم العيد بل تمتد إلى صباح يوم العيد حيث ينشط الجزارون الحرفيون ومنهم الموسمين من الشباب،وما إن ينته المغاربة من نحر الأضحية في المنزل ، حتى تظهر فئة اخرى من الشباب كل همهم شي رؤوس الاكباش في كل الأحياء والشوارع مقابل عشر دراهم أو يزيد فكثير من الأسر المغربية تعتمد على خدمات هؤلاء الشباب في شحذ الموسى وشي الرؤوسالقطبان و المروزية والكسكس بالكتف أشهر الأكلاتالتقليدية في عيد الأضحىوإذا كان العيد يزخر بالمظاهر الاحتفالية عند المغاربة، إلا أن بعض سلوكاتهم تبعدهم عن روح الدين كغطس اليد في دماء الأضحية وطبعها على الجدران أو شربها، اعتقادا بأن الدماء تقي من العين الشريرة، ومنهم من يعمد إلى تجميع كميات من الدم في أقمشة بيضاء اللون ليلتحف بها كل من يشكو مسا فيما آخرون يلصقون مرارة الأضحية بالحائط، ومنهم من ينثر الملح أثناء الذبح عند حافة مصاريف المياه العادمة اعتقدا أنهم بذلك يطردون الجن وتستمر الأجواء الاحتفالية ثلاثة أيام أو يزيد لتعقبه الاستعدادات لاستقبال الحجاج ممن أدوا هذه المناسك، ويرتبط عيد الأضحى عند المغاربة بإعداد أطباق تقليدية من لحم أضحية العيد وتحرص كل الأسر على تحضيرها، وتختلف طرق الإعداد والتحضير من مدينة إلى أخرى. تستيقظ النسوة في مدينة الجديدة يوم العيد، باكرا لتهيئ الفطور والثريد والمسمن والملوي ورزة القاضي، ويستيقظ رب الأسرة ليتوجه إلى صلاة العيد ويعود ليباشر عملية الذبح فالمثل الشعبي الشائع يقول(اللي ما يدبج شاتوا موتو حسن من حياتو) يشرع الأب في عملية النحر ، فيما قد تكون النسوة ناولن الخروف ليلة العيد خليطا من الشعير والورد وبعد الذبح تتكفل النسوة بعملية الغسل لأحشاء الخروف ، وبعد وجبة الغداء التي تكون من(بولفاف) كما هي عادة جميع المغاربة يكون الزوج والأبناء قد توجهوا لزيارة الأقارب، وفي الليل تجتمع الأسرة على مائدة العشاء الكسكس بكتف خروف العيد اليمنى وللأطفال في اليوم الثاني من العيد عاداتهم ، يقومون بطهي اللحم والخضر في قدر صغير ومن عادات اليوم الثاني من عيد الأضحى ما يسمى حليلو ،يبدأ فيها تبادل الرش بالمياه، التي تحول الأزقة والشوارع إلى برك، ويخرج الأطفال والشبان، خصوصا داخل الأحياء الشعبية، إلى الشوارع لرش كل من يمر بالماء ومع مرور الساعات الأولى من الصباح يحمى وطيس معارك المياه، خصوصا بين الأصدقاء والجيران. ومن يرفض الاحتفال بماء حليلو من المارة، قد يتعرض لإغراق ثيابه بالمياه وفي مدينة مراكش تقوم نساء أهل مراكش في الصباح باكرا من يوم العيد لإعداد وجبة الفطور ( هربل) وهي مكونة من مادة القمح عير مطحون والحليب والزبد وتعد وجبة أساسية وضرورية عند المراكشيين ، ومن المظاهر التي لازالت سائدة عند أهل البهجة انه بعد دبج الأضحية تحتفظ النسوة بالمرارة اعتقادا منهن أنها تساعد على شفاء الكثير من الأمراض،وبعض الأسر من يتطير من قطع لحم الأضحية في اليوم الأول فلا تجيز قطع لحم الأضحية إلا في اليوم الموالي للعيد وأخرى تصوم إلى حين التهام كبد الخروف وقد جرت العادة ان يتناول أهل مراكش كأول وجبة غداء يوم العيد الكبد الملفوف بالشحم وهو ما يطلق عليه محليا اسم ( الزنان) ويكتفون بأكل ( التقلية) مساء وهي وجبة تحضر بأحشاء الخروف (كرشة) ويكثر فيها الثوم والطماطم. أما في اليوم الثاني فوجبة الفطور هي الرأس وفي هذه الوجبة يتم تبخير رأس الخروف الذي يؤكل بدون مرق وبقليل من الملح والكمون وما زالت بعض الأسر إلى اليوم تعتقد هي الأخرى بان تناول ( الخنشوش) أي الجزء الأمامي من رأس الأضحية يجلب الأمطار ليلة زفاف آكليه ،فيما يتناول آخرون الطنجية بقوائم الأضحية،أما عملية قطع و تجزيء الخروف فتتم في اليوم الثاني حيث يحتفظ بجزء منه للقديد، أما الذيالة، وهي قطعة لحم تمتد على ظهر الخروف فيحتفظ بها من أجل الكسكس في يوم عاشوراء كوجبة عشاء، غير أن الأمور المرتبطة بهده الطقوس اليوم آخذة في الزوال شيئا فشيئا منها عادة اجتماع الأطفال في اليوم الموالي للعيد لإعداد وجبة ( تقديرت) وهي مكونة من قطع اللحم يحضرها الأطفال ويتعاونون على طهيها في قدر صغير، وفي مدينة الرباط لا تختلف عادات أهلها ي هده المناسبة عن الأسر المغربية الأخرى وأن كانت العادات المرتبطة بعيد الأضحى بدأت تزول نظرا للتغييرات التي عرفتها الأسرة المغربية، ومع دالك فالبعض ما زال متشبثا بالتقاليد والعادات، تصوم الكثير من الأسر إلى حين ذبح الأضحية ليفطروا بكبد خروف العيد ،وتقدم وجبة الغداء عادية من أجزاء الأضحية بينما وجبة العشاء تكون عبارة عن قطبان وتقلية وفي ثاني أيام العيد تنجز ( المجبنة) وهي عبارة عن كيس يملا بقطع اللحم لتبقى أسبوعا معرضا للشمس، ومن العادات الأخرى تهيئ الأسر الرباطية (المقيلة) و( المعسل) وهي عبارة عن عظام فيها بعض من بقايا اللحوم تطهى بالزبيب واللوز والسكر والقرنفل وكعادة اغلب المغاربة يحتفظ بديل الخروف إلى أيام عاشوراء ، وفي الرباط كماهو الشأن في مدن اخري تجتمع نسوة بعض الأسر حسب معتقدهن على مائة قطعة من اللحم المعقم ( القديد) يتم جمعها من مائة دار لتحضيرها وطهيها كوجبة علاج حالات العقم عندهن ، ومن النساء من تعودن هذه العادة للتسلية فقط بعد أن جمعن القديد عدة مرات دون جدوى، فيجتمعن ليأكلن القديد في جو من التسلية و المرح وفي الجنوب المغربي تحتفل النساء الصحراويات بعيد الأضحى في جو يمتزج فيه الاجتماعي بالديني والثراتي بالخرافي، وتجد النسوة أنفسهن مجبرات على إعداد العدة لمواجهة هذه المناسبة العظيمة في الأعمال الموزعة بين ماهو متعلق بليلة العيد من تنظيف البيت وإعداد الضروريات واللوازم، وتحرص النسوة على خلطة حناء العيد لتطلى الأيادي والأرجل ووضع مادة تدعى( الحركوس) على الحاجب وهي مادة سائلة للزينة شبيهة بمادة( لكحل)خلال الصباح الباكر ليوم العيد تحضر النساء فطور العيد التي تعد فيه شربة ( الحريرة) من القمح من الضروريات بالإضافة إلى ( المخمار ) و( المسمن ) بدون خميرة هدا دون أن ننسي طبعا الثمر والشاي الصحراوي بدون نعناع الممزوج ب( العلق) وهي مادة معروفة عند غير أهل الصحراء ب( العنبر )وبعد عودة الرجال من صلاة العيد وقبل ذبح أضحية العيد التي قد تكون معزا أو خروفا تقوم النسوة بوضع بعض من الحنة على رأس الأضحية،وعن بعض المظاهر التقليدية أيضا في الصحراء، يعمدون الصحراويون إلى ترك خروف العيد أو معز العيد ليلة العيد دون آكل ولا شراب وفي الصباح الباكر يمدونه الثمر والحليب ،وجرت العادة أن يدبج كل رب أسرة شاته ،وبعد الانتهاء من عملية الذبح والسلخ يتم الاحتفاظ حسب المعتقد عند بعض قبائل الصحراء ببعض من دم الأضحية حيث يسود الاعتقاد انه يقوي دعائم الأسرة ويتم تجفيفه واستعماله لاحقا للتبخيرة ومن النسوة من تمزج قليلا منه بالحناء اعتقادا من انه يشفي من بعض الأمراض النسائيةمباشرة بعد الانتهاء من عملية الذبح وكمثل جميع المغاربة فان أكل القطبان بالكبد والشحم هي أول ما يفتتح به وبعدها التقلية وتحرم بعض القبائل الصحراوية أكل قلب الأضحية فيما تحرم أخرى ( الطيحان ) كما هو حال تقاليد بعض الأسر المغربية في بعض المدن المغربية كمراكش، أما العشاء فيكون من الرأس المبخروهناك بعض العادات الصحراوية التي لازالت مستمرة ولها حضورها المميز بحكم الطبيعة الصحراوية وهي تشبه إلى حد ما عادات بعض المغاربة ببعض المدن المغربية والتي بدأت في التواري والتي كانت تنظم في مثل هذه المناسبات حيت تكتفي الأسر فيما بينها على مائدة واحدة وبالتناوب (دارت ) ، وهكذا تعمد الأسر الصحراوية باستدعاء اسر أخرى للاجتماع على مائدة واحدة وهذه الأخيرة تحرص على حمل حقها من لحم أضحية العيد لتشارك الأسرة المضيفة مائدتهاومن التقاليد والأعراف أيضا في بعض القبائل الصحراوية تقوم القبيلة ليلة العيد بتنظيم ليلة ( المعروف) وهي ليلة تجتمع فيها القبيلة التي تنحدر من جد واحد على وليمة العيد من لحم الأضحية ،وتقدم للقادمين ( الزريك) هو خليط من الماء والسكر والحليب بالإضافة إلى الشاي الصحراوي ومن العادات أيضا أن يقوم الصحراويين في نفس اليوم بزيارة جدهم بمدفنهأما في مدينة ازمو فيتناول الزموريون فطورهم باكرا استعدادا لأداء صلاة العيد ،وتقوم النسوة بتحضير الحناء الممزوجة بماء الورد والقرنفل ،وهده العملية تتم قبل حلول العيد وتسمي بيوم حانوت الحناء استعدادا لطلائها على
رؤوسهن ورؤوس بناتهن وتسمى هذه العملية ( النفقة) ولفه بقماش ابيض حفاظا عليه من ألسنة النار أثناء شواء رأس الأضحية ، ومباشرة بعد صلاة العيد يقوم رب الأسرة بذبح الأضحية وقد يقوم مقامه ابنه البكر وجرت عادة الكثير من النسوة الزموريات أن يحتفظن بشئ من دم الأضحية لقراءة المستقبل، وتتكفل النسوة بعد ذلك بغسل الأحشاء المستخرجة من بطن خروف العيد وإيقاد المجامر استعدادا لتحضير( الزنان) الذي يسمونه في مناطق أخرى ( الملفوف)وفي المساء تكون وجبة العشاء من كتف الأضحية اليمنى ليتم طهوه على الكسكس الذي تجتمع علية في الأغلب الأعم كل أفراد العائلة البعيدة والقريبة وهي منا سبة لجمع شمل العائلة وإحضار ما قامت بطهيه من أطعمة ، وفي ازمور الكثير من النسوة يحتفظن بعظم الكتف بعدما تم أكل ماعلق به من لحم لقراءة المستقبل وهناك من النسوة من يتطيرن من ظهور خط ابيض على عظمة الكتف ، وفي اليوم الموالي ليوم العيد تعمد هؤلاء النسوة بعد تناول رأس خروف العيد إلى دفن عظام الرأس في مكان مستور لا يهتدي إليه احد حتى لا تستعملها النساء الضامرات للشر بالعائلة في أعمال السحروكما هو الحال في مدينة الجديدة يقوم أطفال وشباب ازمور في يوم ثاني عيد الاضحي بتبادل الرش بالماء بعضهم البعض وبعد ذلك تتم عملية( التطياح) وهي عملية تقطيع لحم خروف العيد وتوزيع بض منها لإعداد القديد والكرداس كرنفال (بولبطاين ) أو (بيلماون)أو (بوجلود)يجري الاحتفال بكرنفال (بولبطاين) في شكله الهزلي الفرجوي في ليلة اليوم الثاني من عيد الأضحى، ويسمى المتنكرون بحسب مدن وقرى المغرب ببجلود أو بولبطاين أو بيلماونيمر (بوجلود) على البيوت حيث يتحلق حوله الأطفال والشباب ، وهو يؤدّي حركات طريفة،وهي طقس خاص يمارس في الكثير من من المدن والقرى المغربية وطيلة سبع أيام العيد،وإذا كان بوجلود يعتبر ظاهرة مغربية فالمصادر والمراجع التاريخية والاجتماعية شحيحة جدا في هذا الباب ويتميز البحث عن دلالاته كظاهرة وكسلوك بالصعوبة، وحسب الإثنوغرافي (وسترماك) أن هذا الكرنفال التنكري هو من الطقوس المغربية التي ظهرت قبل الإسلام ولها ارتباط بعبادة الطبيعة والإيمان بقدسية الحيوان ، و(بوجلود) شخص يلبس فروة الخروف حتى يبدو على هيئته، بقرنين على رأسه، ويطوف على الناس وخلفه موكب من الشباب والأطفال، يتم اختياره من بين أقوياء البنية بالحي، قادر على ارتداء جلود الأكباش السبعة التي يرتديها،اثنان منها في اليدين ومثلهما في الرجلين والصدر والظهر والسابعة تلفهما، وهكذا ، يأتي دور المنشط الذي يكون ذي دراية بالعادات والتقاليد وبأسماء السكان ، لأنه سوف يوظفها خلال الجولات الليلية التي سيقوم أو ستقوم بها الفرقة ليبدءان جولة تلقي عطايا الناس لهم أو من اجل جمع جلود أضحية العيد ، ويقوم الجمهور من السكان ، باللحاق بهم والسير في إثرهم لدرجة أنهم يندمجون في الدور أحيانا ، وفي مناطق من المغرب يقوم بجلود بضرب الناس بقوائم أضحية العيد وفي ذلك بركة حسب المعتقدتلك كانت ابرز عادات وتقاليد العيد في مدن الجديدة ازمور قبل مئات السنين، ومن بعدها في مدينة مراكش الرباط والجنوب المغربي ، والتي تلاشى البعض منها وما يزال البعض الآخر قائما إلى اليوم، وكل عام وانتم بخير.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.