كشفت جمعيات مدنية ونسائية عن فضيحة تورط فيها تحالف "ربيع الكرامة"، حيث أقدم هذا الأخير على إقحام توقيعات هيآت بالمجتمع المدني بمختلف المدن المغربي ضمن بلاغ ضد رئيس الحكومة قبل أيام، دون أخذ إذن الجمعيات التي ورت أسماءها بلائحة الموقعين على البلاغ. منتدى الزهراء للمرأة المغربية، أكد في بلاغ له تلقيه احتجاجات وشكايات من قبل العديد من الجمعيات النسائية النشيطة في مدن مغربية عديدة، ومنها جمعية أسرتي بميدلت وجمعية الشروق ببودنيب، المنضويتان في شبكة منتدى الزهراء، والتي تعرضت لإقحام اسمها في توقيعات على بلاغ ما سمي بالشبكات والجمعيات المدنية والنسائية الحقوقية الديمقراطية والموقع من لدن لجنة التتبع لربيع الكرامة. ودعا منتدى الزهراء إلى "جعل قضايا المرأة فوق التوظيف السياسي والاستغلال الإديولوجي"، مؤكدا أنها "قضية مجتمع بأكمله"، كما استنكر المنتدى "الممارسات المدانة التي لا تمت بأي صلة لأخلاقيات العمل الجمعوي الجاد والمسؤول"، ودعا ائتلاف "ربيع الكرامة" "إلى تقديم اعتذار عن هذا الاستعمال الغير مشروع لأسماء جمعيات دون الرجوع إليها لأخذ موافقتها"، وأعرب عنه "تضامنه اللامشروط مع جمعيات الشبكة المتضررة ومع باقي الجمعيات الأخرى". وقالت شبكة "نساء الأطلس" بتافيلالت، إن ائتلاف ربيع الكرامة النسائي، أقحم ازيد من 10 جمعيات بمنطقة الجنوب الشرقي، كموقعين على بيان الائتلاف بخصوص كلمة لرئيس الحكومة بمجلس المستشارين ألقاها يوم 17 يونيو 2014. وأعلن مكتب شبكة نساء الأطلس تافيلالت، في بيان له توصلت "التجديد" بنسخة منه، عن "الاستغراب الشديد لحشر أسماء جمعيات كموقعة على البيان دون علمها ولا إشعارها"، يضيف البيان، "مما ينم عن سلوك يتنافى وأبسط الالتزامات المهنية والأخلاقية المفترضة في هيئات المجتمع المدني"، ونددت الشبكة بما اعتبرته "الاستغلال الشنيع لأسماء الجمعيات للترويج لخطاب لا يعكس تطلعات هذه الهيئات المدنية المستقلة". وأفادت الشبكة في بيانها بأنها "تحتفظ بحق الرد، بما يتناسب وحجم التزوير الشنيع في حق الهيئات المعنية". وفي سياق متصل، هددت جمعية أخرى بالمتابعة القانونية لتحالف ربيع الكرامة، والربيع النسائي للديمقراطية والمساواة، على إثر إقحام إسمها أيضا في البلاغ المعمم ضد رئيس الحكومة، واستغربت جمعية "أسرتي للتنمية" بمدينة ميدلت، لإدراج اسمها ضمن الجمعيات الموقعة على البلاغ، وهو ما اعتبرته "يتنافى مع أبسط الالتزامات المهنية والأخلاقية للعمل الجمعوي"، وأكدت الجمعية "عدم علمها المسبق بهذا البلاغ"، واعتبرت أن الأمر "لا يعدو أن يكون سوى افتراءا وكذبا وتزويرا"، يضيف المصدر، "مما يجعلنا نطرح السؤال حول مصداقية هذه الهيئات". ندد أحمد المصباحي، رئيس جمعية تزموريت للتنمية بالرشيدية بإقدام "ائتلاف ربيع الكرامة" النسائي على إقحام اسم الجمعية في بيانه ضد رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، ولم يستبعد لجوء الجمعية إلى القضاء ضد هذا "الاستغلال والسلوك المضر بالعمل الجمعوي"، حسب تعبيره. ووجدت أيضا جمعية تزموريت للتنمية بالرشيدية نفسها ضمن لائحة الموقعين، وقا رئيسها أحمد المصباحي في تصريح لإحدى المواقع الإخبارية، إنه تفاجئ لإقدام "ائتلاف ربيع الكرامة" على إقحام اسم الجمعية في بيانه ضد رئيس الحكومة، ولم يستبعد لجوء الجمعية إلى القضاء ضد ما اعتبره "استغلال وسلوك مضر بالعمل الجمعوي"، حسب تعبيره. واعتبر المصباحي خطوة "ربيع الكرامة" بإقحام اسم جمعية تازموريت للتنمية ضمن الموقعين على البيان "إهانة" للجمعية وسلوكا "مؤسفا" و"استغلالا فجا" بطريقة غير مفهومة المقصد.