نوه الأستاذ محمد الحمداوي رئيس حركة التوحيد والإصلاح بالمبادرة الأخير للاحتفال المتميز بالذكرى الخمسينية لاستقلال المغرب، ودعا لتكون المحطة مناسبة لأخذ العبر والدروس من هذه المدةو وأشار الحمداوى إلى أنه إذا كانت حالة التدين بعد الاستقلال قد شهدت تعثرات وعقبات ومشوشات، خاصة في الستينيات والسبعينيات وتراجع دور الدعاة والعلماء واقتصار التدين على شريحة المتقدمين في العمر، فإن الشخصية المغربية المعروفة بأصالتها سرعان ما عادت لهويتها وتصالحت مع ذاتها ودينها. يحتفل المغرب بالذكرى الخمسينية للاستقلال، كيف تنظرون إلى هذا الحدث؟ ننوه في حركة التوحيد والإصلاح بهذه المبادرة التي أقدمت عليها الحكومة المغربية، ونرجو أن تكون بالإضافة إلى محطة للاحتفال وشكر الله سبحانه وتعالى على نعمة الاستقلال من السيطرة العسكرية للأجنبي، أن تكون كذلك وربما بدرجة أكبر محطة للاعتبار واستخلاص الدروس والعبر من تجربة دولتنا ومجتمعنا بعد خمسين سنة من الاستقلال. كيف تقيمون هذه المحطة؟ طبعا هناك مجالات متعددة متشابكة يجب التطرق إليها في هذه المناسبة، وفيما يخص حركة التوحيد والإصلاح، ستركز في تقييمها على الشأن الديني بالمغرب ليس في مستواه الرسمي السياسي فقط، ولكن أيضا على مستوى المجتمع وحركة التدين فيه. فإذا كانت عوامل التدهور التاريخي والحضاري والاختراق الاستعماري قبل الاستقلال أثرت بشكل كبير، على مكانة المرجعية الإسلامية عند المغاربة، فإن كفاح ونضال الشعب المغربي الذي استمد طول نفسه من الرصيد الديني والميراث الإسلامي وقدم قوافل من الشهداء والمقاومين الذين امتلأت أنفسهم بحب الأوطان والإيمان بذلك إلى درجة اليقين، كان هو المرجع والمصدر والملهم للمقاومة والاستقلال، وهذا أمر ينبغي أن لا ينسى ويذهب أدراج الرياح. كيف تنظرون إلى حالة التدين في المجتمع بعد نصف قرن من الاستقلال؟ نحن نرى أن المغرب يعيش حاليا مرحلة تصالح مع هويته وعمقه الحضاري. وإذا كانت حالة التدين بعد الاستقلال قد شهدت تعثرات وعقبات ومشوشات، خاصة في الستينيات والسبعينيات وتراجع دور الدعاة والعلماء واقتصار التدين على شريحة المتقدمين في العمر، فإن الشخصية المغربية المعروفة بأصالتها وتمسكها بدينها وشريعة ربها، والمعروفة بالاستعداد الدائم للتصحيح والمراجعة وتقويم المسار سرعان ما عادت لهويتها والتصالح مع ذاتها ودينها مما يسر ظهور الصحوة الإسلامية المباركة التي عمت الشباب والنساء وانتشرت في كل مكان. ومن شأن هذا التصالح أن يساهم في تعزيز مسار التحرر وتقوية المناعة الحضارية للشعب المغربي ويدفع بنا إلى استكمال الاستقلال في ميادين الفكر والإعلام والاقتصاد انطلاقا من ميراث الأمة العظيم وتاريخها المجيد.