توصلت الهيأة العلمية المكلفة بالإفتاء بعد دراسة الموضوع، والتأمل فيه على أساس المنظور الشرعي، والمعيار الديني، والشعور الإسلامي، إلى أنه لا ينبغي اتخاذ الآية شعارا للمؤسسة التجارية ولا يجوز ذلك بحال للمبررات والاعتبارات الآتية: 1 أن القرآن العظيم كلام الله رب العالمين، وله من القدسية والجلال والحرمة والاعتبار، عند خاصة المسلمين وعامتهم في كل بلد ومكان، ما لا يخفى على أحد، وذلك يستوجب صيانته من المساس به، ويقتضي عدم السماح بتعريضه للإساءة والنيل منه بأي شكل من الأشكال؛ 2 سد الذريعة أمام ما يمكن أن يفتحه ذلك الاستعمال من إقدام مؤسسات تجارية أخرى على اتخاذ آيات قرآنية عناوين لها أو لمنتوجاتها، فيما يتنافى مع قدسية القرآن وحرمته العظيمة عند الله تعالى وعند عامة المسلمين. ومن المقرر شرعا أن دفع المفسدة مقدم على جلب المصلحة إذا كانت المصلحة عامة، فكيف بها إذا كانت خاصة تهم مؤسسة تجارية أو فئة معينة؛ 3 اتقاء ما يثيره اتخاذ الآية المذكورة عنوانا لمؤسسة تجارية أو منتوجاتها من انتقاد شرعي واجتماعي في بلد كالمغرب، متمسك بدينه، غيور على مقدساته، قمة وقاعدة، ويجلبه على المؤسسة نفسها من سمعة سيئة وضرر اقتصادي من حيث تريد أن تنفع نفسها وتكسب المجتمع بذلك؛ 4 كون الآية الكريمة توضع في صيغة سؤال، يفيد التشكك والتشكيك في مضمونها، مع أن أي أحد من المسلمين لا يشك في أنهم خير أمة أخرجت للناس لما وصفها به الحق سبحانه من كونها تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتومن بالله، إضافة إلى ما يكتنف الرسالة من الغموض في بعض المقاصد والأهداف. على أن هناك مفردات وكلمات طيبة من صميم الإسلام وتدل على سمو دينه ومكارم أخلاقه، وتعطي صورة مشرقة عنه وعن فضائله، يمكن إدراجها في العنوان التجاري للمؤسسة أو منتوجها المشروع دينيا وتقنيا، وتتحقق من خلالها الأهداف النبيلة المتوخاة للمؤسسة بكيفية سليمة واضحة، مثل كلمات :الإخلاص، النصح، الإتقان، الصدق، الوفاء، الأمانة، وتلتزم المؤسسة العمل بمضمونها ومحتواها، وتعمل على تحقيقه في التعامل والمنتوج. انطلاقا من كل ذلك وغيره من الاعتبارات الشرعية والأسس والمشاعر والقيم الأخلاقية، واحترام المقدسات الدينية، فإن المجلس العلمي الأعلى لا يرى الموافقة على إدراج الآية الكريمة خير أمة أخرجت للناس في صيغة سؤال، تكون به عنوانا للمؤسسة أو منتوجها. والله الموفق للصواب، والهادي إلى أقوم سبيل.