صدر حديثا للدكتور الحسن بوتبيا كتاب بعنوان'' القراءة الأدبية للقرآن في ضوء المنهج التاريخي'' يقع في نحو 310 صفحة. ويقدم هذا الكتاب رؤية تحليلية ونقدية لقضية التسوية بين القرآن والأدب. ويبين منشأ الفكرة وعوامل بروزها والملابسات التاريخية المرتبطة بها منذ إنتاج المنهج التاريخي الذي يعد سيد الميدان في الدراسات الأدبية، إلى تطبيقه على النص القرآني في حقبة المستشرقين، وانتهاء باحتضانه الفعلي من طرف أبرز مفكري العالم الإسلامي. وينطلق منها في تحليله لتصورات أبرز تيارات الفكر الحديث التي تعاملت مع النص الديني بمناهج أدبية، حيث يرصد تيارين أساسيين أثرا في الدراسات الأدبية للقرآن الكريم وهما: التيار السلفي التراثي الذي أدرج ضمنه كل من الأديب مصطفى صادق الرافعي، والدكتورة عائشة عبد الرحمان، والأستاذ أحمد أحمد بدوي، والكاتب سيد قطب. والتيار العلماني الذي أدرج ضمنه كل من الكاتب طه حسين، والكاتب زكي مبارك، والأستاذ أمين الخولي، والأستاذ محمد أحمد خلف الله. ويُجيب الكتاب في ثنايا فصوله عن سؤال مركزي حول إمكانية اعتبار القرآن نصا أدبيا؟ ويبين الحدود الفاصلة بين الوحي الإلهي، والنصوص البشرية. ويرصد في ثنايا فصوله ما ألبس للقرآن الكريم من لبوس لا صلة له بها، معتمدا على القرآن الكريم في حد ذاته لتناول الدراسات التي كتبت في مجال التفسير الأدبي، ومدى التزامها بالقواعد العلمية لاستنطاق النص القرآني، واكتشاف الأهداف الحقيقية التي توجد وراء الدعوة إلى مثل هذا التفسير.