انخفاض طلبات الإذن بزواج القاصر خلال سنة 2024 وفقا لتقرير المجلس الأعلى للسلطة القضائية    مباحثات تجمع العلمي ونياغ في الرباط    أخنوش: تنمية الصحراء المغربية تجسد السيادة وترسخ الإنصاف المجالي    "أسود الأطلس" يتمرنون في المعمورة    الأحزاب السياسية تشيد بالمقاربة التشاركية للملك محمد السادس من أجل تفصيل وتحيين مبادرة الحكم الذاتي    رفض البوليساريو الانخراط بالمسار السياسي يعمق عزلة الطرح الانفصالي    تنصيب عمر حنيش عميداً جديدا لكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية السويسي بالرباط    الرايس حسن أرسموك يشارك أفراد الجالية أفراح الاحتفال بالذكرى 50 للمسيرة الخضراء    أخنوش يستعرض أمام البرلمان الطفرة المهمة في البنية التحتية الجامعية في الصحراء المغربية    أخنوش: الحكومة تواصل تنزيل المشروع الاستراتيجي ميناء الداخلة الأطلسي حيث بلغت نسبة تقدم الأشغال به 42 في المائة    إطلاق سراح الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي وإخضاعه للمراقبة القضائية    تداولات بورصة البيضاء تنتهي "سلبية"    المعارضة تقدم عشرات التعديلات على مشروع قانون المالية والأغلبية تكتفي ب23 تعديلا    رسميا.. منتخب المغرب للناشئين يبلغ دور ال32 من كأس العالم    ندوة حول «التراث المادي واللامادي المغربي الأندلسي في تطوان»    أخنوش: "بفضل جلالة الملك قضية الصحراء خرجت من مرحلة الجمود إلى دينامية التدبير"    مصرع شخص جراء حادثة سير بين طنجة وتطوان    أمن طنجة يُحقق في قضية دفن رضيع قرب مجمع سكني    نادية فتاح العلوي وزيرة الاقتصاد والمالية تترأس تنصيب عامل إقليم الجديدة    كرة أمم إفريقيا 2025.. لمسة مغربية خالصة    "حماية المستهلك" تطالب بضمان حقوق المرضى وشفافية سوق الأدوية    المنتخب المغربي لأقل من 17 سنة يضمن التأهل إلى الدور الموالي بالمونديال    انطلاق عملية بيع تذاكر مباراة المنتخب الوطني أمام أوغندا بملعب طنجة الكبير    المجلس الأعلى للسلطة القضائية اتخذ سنة 2024 إجراءات مؤسسية هامة لتعزيز قدرته على تتبع الأداء (تقرير)    لجنة الإشراف على عمليات انتخاب أعضاء المجلس الإداري للمكتب المغربي لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة تحدد تاريخ ومراكز التصويت    "الإسلام وما بعد الحداثة.. تفكيك القطيعة واستئناف البناء" إصدار جديد للمفكر محمد بشاري    صحة غزة: ارتفاع حصيلة شهداء الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة إلى 69 ألفا و179    تقرير: احتجاجات "جيل زد" لا تهدد الاستقرار السياسي ومشاريع المونديال قد تشكل خطرا على المالية العامة    تدهور خطير يهدد التعليم الجامعي بورزازات والجمعية المغربية لحقوق الإنسان تدق ناقوس الخطر    تلاميذ ثانوية الرواضي يحتجون ضد تدهور الأوضاع داخل المؤسسة والداخلية    ليلى علوي تخطف الأنظار بالقفطان المغربي في المهرجان الدولي للمؤلف بالرباط    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الثلاثاء    ألمانيا تطالب الجزائر بالعفو عن صنصال    باريس.. قاعة "الأولمبيا" تحتضن أمسية فنية بهيجة احتفاء بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء    82 فيلما من 31 دولة في الدورة ال22 لمهرجان مراكش الدولي للفيلم    قتيل بغارة إسرائيلية في جنوب لبنان    200 قتيل بمواجهات دامية في نيجيريا    رئيس الوزراء الاسباني يعبر عن "دهشته" من مذكرات الملك خوان كارلوس وينصح بعدم قراءتها    الإمارات ترجّح عدم المشاركة في القوة الدولية لحفظ الاستقرار في غزة    الحكومة تعلن من الرشيدية عن إطلاق نظام الدعم الخاص بالمقاولات الصغيرة جداً والصغرى والمتوسطة    برشلونة يهزم سيلتا فيغو برباعية ويقلص فارق النقاط مع الريال في الدوري الإسباني    مكتب التكوين المهني يرد بقوة على السكوري ويحمله مسؤولية تأخر المنح    إصابة حكيمي تتحول إلى مفاجأة اقتصادية لباريس سان جيرمان    الدكيك: المنتخب المغربي لكرة القدم داخل القاعة أدار أطوار المباراة أمام المنتخب السعودي على النحو المناسب    العالم يترقب "كوب 30" في البرازيل.. هل تنجح القدرة البشرية في إنقاذ الكوكب؟    لفتيت: لا توجد اختلالات تشوب توزيع الدقيق المدعم في زاكورة والعملية تتم تحت إشراف لجان محلية    ساعة من ماركة باتيك فيليب تباع لقاء 17,6 مليون دولار    دراسة تُفنّد الربط بين "الباراسيتامول" أثناء الحمل والتوحد واضطرابات الانتباه    وفاة زغلول النجار الباحث المصري في الإعجاز العلمي بالقرآن عن عمر 92 عاما    الكلمة التحليلية في زمن التوتر والاحتقان    الدار البيضاء: لقاء تواصلي لفائدة أطفال الهيموفيليا وأولياء أمورهم    وفاة "رائد أبحاث الحمض النووي" عن 97 عاما    سبتة تبدأ حملة تلقيح جديدة ضد فيروس "كورونا"    دراسة: المشي يعزز قدرة الدماغ على معالجة الأصوات    بينهم مغاربة.. منصة "نسك" تخدم 40 مليون مستخدم ومبادرة "طريق مكة" تسهّل رحلة أكثر من 300 ألف من الحجاج    وضع نص فتوى المجلس العلمي الأعلى حول الزكاة رهن إشارة العموم    حِينَ تُخْتَبَرُ الْفِكْرَةُ فِي مِحْرَابِ السُّلْطَةِ    أمير المؤمنين يأذن بوضع نص فتوى الزكاة رهن إشارة العموم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



دمنات : احماد والجثة - المشهد الثاني
نشر في أزيلال أون لاين يوم 03 - 01 - 2010

فتح الباب الخلفي لسيارة \"جيب \" الدرك ،نزل \"الشيخ\" أولا ،ما أن شاهده الجميع تنفسوا الصعداء .إنابة صحيحة على اسألة الدرك وتوزيع الأدوار....مد الدركى بصره إلى الأعلى لاحت له حليقة الانحدار ملتصقة دار إلى صديقه:\"يا آخى نحتاج إلى قوة حصان لنصعد إلى الجرف.. ما كنت أتخيل أن في بلادي هذه المناطق العالية الوعرة..حين كنت تسوق على حافة الجرف في الانحدار سفح الجبل كدت أن اتقيا من شدة الدوران واللف وقوة الانحدار.
بخطى التنفس والاستراحة وصلا أخيرا إلى مكان الجثة ..بزفير غليظ نزع الدر كي قبعته واخرج من جيبه ورقة وقلم بينما صديقه اخرج آلة التصوير واخذ للجثة صور من كل النواحي وسال الحضور:من منكم أبوه؟
الشيخ: أبوه في اكادير يشتغل في الفيرما وأين أمه؟
الشيخ: أمه امرأة مغلوبة لا تعرف العربية. ومن يتكلف به؟
أنا.
ومن أنت ؟
أنا الحكيم صاحب الخمسة وعشرون عنزة التي يرعاها \"المهدي\" ولدت هنا واسكن هنا .
اهو مدين لك ببعض المال؟ لا .أجرته 100درهم تتقاضاها أمه شهريا انه مثل ابني.
ما اسم الصبي وسنه.
اسمه \"المهدي أما سنه ازداد أيام الحرب على صدام.
الحكيم هدا سريع التفكير والحركة \"فقيه غير ممتهن\" أب شغول ذراعه الأيمن احماد ،بينما الحسين فر من المنزل.لا يفارقه معوله وفأسه تارة يصارع صخرة حطها السيل وسدت إليه سنتيمترات من تربته ويتحول إلى \"يربوع \"يحرك جدع شجرة جوز ضخمة ليطاوعها ماعونا خشبيا .
متى علمت بموت الصبي ؟
في الليل بعد صلاة المغرب في المسجد...كنت في ورشة الحداد \"الحنات\" ومنها إلى منزل \"كزو\" وشربت القهوة ومنها إلى المسجد وهناك علمت بالخبر.
تمتم الدر كي إلى صاحبه بعد أن تيقن انه سقوط من الجرف ،وأرادا أن ينهي الأمر.
عليكم نقل الجثة إلى \"ماغونى\" للتشريح.
سيدي إلا يمكن دفنها هنا إلى جانب إخوانه في مقبرتنا ؟
عليكم بنقل الجثة.
تدخل الحكيم وكيف سننقلها والشاحنة الوحيدة حاصرها الثلج في ترسال كما أن \"علي\" يطلب 500درهم إن تمكن من إخراجها،كما أنها ستمطر.
تمتم الدرك فيما بينهم ...انزلوها إلى جنب الواد .مد يده إلى جيبه واخرج30درهم وطلب من الشيخ أن يعطيها لام الصبي إحسانا.
تقدم بعض المتطوعين ولفوه إلى أخشاب واحكموا شده، تناوبوا عليه وبمشقة الأنفس وصلا إلى جنب الواد.
سيدي هل يمكن أن نكفنه ونصلى عليه ...؟
الوقت متأخر يمكن أن تصلوا فقط.
اصطف الجميع في صف غير مستقيم لصعوبة طبوغرافية المكان ،جوانب الواد في انهيار مستمر ،رؤوس أحجار حادة ،بقع الوحل والماء ...بدا الفقيه تلاوة أية من القران ...ثم استرسل في الدعاء \"اللهم كفر عنه سيئاته ولا تاخد بها اللهم امحوا ذنوبه الكبيرة والصغيرة ،وكل الأضرار التي سببها ..اللهم خفف عن ماسيه ..الهم انزل الرحمة في قلوب الأطفال وانزع من أفكارهم هذه الكرة وابعد عنهم ما اتلوا به......ضمار لم يصلى ........
اسمع يا شيخ ..سنحمل معنا الجثة إلى جنب الواد في ملتقى المسلك والطريق المعبدة اعلم نحن فقط سنساعدكم وعليكم... ...سمع الحكيم كلام الدر كي وأمر ابنه احماد بالتصرف... دون نقاش صعد احماد إلى المقعد الخلفي ووضعت الجثة على ركبته ...اسمع يا حماد خد نصيحتي ادفنه في خميس ايت مساض فالأرض واحدة والموت واحد مصاريف العودة باهظة ..ادفنه هناك تصرف.. انطلق الدرك .....تبعتهم الأعين وعاد الجميع إلى الدوار مراقبين ومستمعين لهديرها من الظهر المرتفع البعض نزل ضيفا على الرئيس الحاج على البعض اختفى.. ...طافت واختفت....
الثالثة مساءا .
..مرحبا بالشيخ لم أكلمك كثيرا اليوم، كان العمل شاقا ، تعبت في الصعود من \"ماغونى\" ما ان وقع الحدث أرسلت إليك محمد\"السيار\" ..استمع الشيخ لاسألة المقدم ثم انتفض: الم اقل لك يا المقدم انك لا تفهم ؟لماذا أرسلت المر سول ولم ترسل اسم الصبي وتاريخ ازدياده واسم أبوه وأمه ...لقد وبخني القائد على نقص المعلومات ...مما دفعني إلى القيام بتحري ليلي وجمعت المعلومات.
لم يرد المقدم على توبيخات الحاج ..أمر ابنه حسن إحضار الآكل \"طاجين بالدجاج البلدي ولحم الماعز..
\"كان اليوم يوم شاق ...حفضنا الله انتهينا من الإجراءات بسرعة الجو يندر مطرا ...نحن الشيوخ نتحمل مسؤوليات كثيرة ...استعان بي القائد كلما هاتف جهة معينة استعان بي الدرك حتى الناس استعانوا بي لشرح أسئلة الدرك ...كان الناس منهارين وخائفين حتى أنت أيها الحكيم ارتبكت وأنت تجيب على أسئلة الدرك ما عودتني على هادا؟ \"
\"بارك الله فيك ياشيخ ،أنني أخاف من المخزن..ولكن هذا الدر كي أعجبني تصرفه،لولاه لما نقلنا الجثة إلى \"اوارضن\"..كما انه أعطى \" فاظمة نقودا ....لا لا لا..رما المخزن تغير مع \"السي عبد الرحمان\" ...ما يقلقني هو ابني احماد ما أضنه قادر على فك المشكل...أما علي فأخوه المرشح هو الذي منعه ...أراحني الصبي من الماعز ..الآن أصبحت عبىء ثقيل...
...ونظرا لظروف موضوعية تحول رجال ونساء التعليم في هذه اللحظة بالذات الى \"متسولين بالمبادرة والاستجداء \" تمارس بطقوسها المعتادة من اضهار لملامح الحياء والمسكنة ..،الناس ينظرون إلينا كالمنقطعين أو كأبناء السبيل ولهذا يظهرون تعاطفا وشفقة وسخاء لا مثيل لها ،هم كرماء بطبعهم البسيط ..
وإذا كان المتسولون يختارون أماكن تسولهم ،فالمنقطعون في الجبل يستنجدون بالمسجد.. بطقوس معتادة كالانتظار بعد الصلاة بحثا عن مرافق مستحيي أو بطريقة ديماغوجية مع الفقيه هل أنت ذاهب إلى ..؟للتأكد ...وإذا كانت هذه الظواهر مرافقة للجوائح في تاريخ المغرب فإنها الآن مرافقة لتعميم التعلم، وأصبح موظف التعليم عبئا على الدوار \"مزاحم خطير لمصالح الفقيه..بل فقيه أخر وولي صالح كما وقع للبعض الذين اعتكفوا في مقرات سكناهم ودوامهم الناس بالأكل حتى أصبحوا يتبركون بهم...ديمومة الاستنجاد دفعت البعض ليصبح عرافا قادرا على قراءة الكف والضمير وإحضار الغائب...انه تكوين مستمر وإبراز لكفايات مستعرضة .
افرز هذا الوضع فئة أخرى من \"الكنز يون\"الساعون للغنى البحث والتنقيب عن النفائس وسط الشعاب والمقابر وجدوع الأشجار..في كل الأطلال...وواقع الحال فان روايات السكان التي تبثهم في المكان لحراسة ارث الأجداد.فإنها تزيد المستوبصون شغفا للبحث في المغارات والكهوف كإجابة سريعة تعفيه من تعقيدات القروض ... ،كما افرز التعميم أيضا \" \"الكيماويون\"..فبسرعة فائقة يجيبك احدهم \"ان الفضة تذوب في 1500درجة والذهب 2600 والدبلون3000 وان الياقوت يخرج ليلا جنب الواد وان اليقطين صالح لاخد \"الماء الأحمر الذي صنع منه لباس \"كلين باول\".. معلومات شبيهة بسيف دويزان الهمام...
عاد الجميع الى منازلهم بينما أعين احماد في المقعد الخلفي أعياها التحديق من الزجاج في شعاب \"تلسخت وايت زياد وأشجار صعظل\" لااستطيع أن انظر أمامي في كل مرة أحاول.. أجد أعين المهدي أمامي ..بدٔا يبتعد وصلا الى ضيعات العنب اجتاز الواد.
أوقف الدر كي سيارة \"الجيب\" انزل ...انتظر ليوصلك احد الى \"ماغونى\"\"الله ارحم الوالدين الله ارحم...
وجد نفسه وحيدا مع الجثة تسمر قرب شجرة الزيتون فوق العين المائية...في المكان الذي يستريح فيه كل صاعد نحو الجبل منها يرتوي الناس السواقة في نهاية الطريق المعبدة ..مد الجثة على جدع الشجرة.. غطاها باثقان سار يجيىء ذات اليمين وذات اليسار يتمتم يغمغم ،قطرات المطر الخفيفة تنساب من ضباب اسود ممزوج بالبياض ..هيجان الواد بدا يسمع ...ما فك وحدته إلا هدير \"جيب\" زاحفة من السفح تتبعها بأعينه ،اطمأن قلبه ..اجتازت منعرج الصعود نط من مكانه ،أرغم السائق على التوقف. ...\"أرجوك الله ارحم الوالدين ..أنا حماد واحمل جثة صبي سقط من الجبل وأريدك أن تنقلنا إلى \"ماغونى\" ...
بحركة الرِّجْل القوية انطلق السائق دون جواب .....تحمل ما استطاع .. صمت لدقائق بدٔا يخلع حدائه وينزع جلبابه ..فجأة استفاق ..بدا الوهن يتسرب إليه.. لا تفقد أدميتك..لا تستسلم .. المسالة مسالة شرف ...لا تفعلها ...خف من العار ستحاسب يوم القيامة عليك بالتحمل عاد إلى الجدع ، قطرات الماء المنسابة تحولت إلى مطر ظاهر ....ما فك تخميناته البئيسة إلا هدير شاحنة مثقلة شقت عجلاتها الواد وارتفع منسوب المياه من الجوانب ضمن توقفها في المنعرج لاحت أضواءها هديرها المثقل شاحنات متسلقة حمراء تشق الشعاب غبار يتطاير في طريق ايوارضن يشنق الأنفاس صيفا ..
لوح بيديه لزم السائق اليمين مالت شاحنته ، تسلق حماد النافدة دفعه السائق ونزل، نزل رجل ضخم من الجانب الأخر ...بنرفزة غليظة صاح احدهم ماذا تريد لماذا أوقفتنا ؟
\"اناحماد من الجبل واحمل .......سقط.....و...
أتمزح يا رجل ؟افعلا معك..؟ ظنناك من حراس الغابة أتعرف ما معنى أن توقف شاحنة محملة بخشب الجوز أنها الملايين أتعرف الملايين؟ اغرب.\".تفوا غيفك أبو كمار\" دار الضخم إلى صاحبه...\"الناس يتسوقون بالماعز والخرفان وهذا متسوق بجثة ..ستذهب للسجن ..اغرب تفوا \"اخلوا ربى \"
ترجل وعادت بي الذاكرة إلى الوراء ...اكره هذا المكان المنحوس في هذا المكان بالذات اصطفت الآليات المخزنية المدججة خمسون سيارة للدرك والقوات المساعدة من هنا بالذات قذفت القنابل المسيلة للدموع ،وهنا سقط عدد كبير من الجرحى والمعطوبين هنا بالذات ثم اعتقال ستة وخمسون فردا من ايت بلال المطالبين لقنطرة على هذا الواد الذي يحمل خيرنا في اتجاه أخر..هنا انهالت العصا دون استثناء للصغير ولا الكبير هنا استعملت الرشاشات في مكبر الصوت لتخويف المحتجين وهنا أيضا اقتيد الجميع إلى\" خميس ايت مساض\" ووجهت لهم تهمة التجمهر المسلح الذي لم يشتت بالإنذار....ثم حجز ثلاثة عصى اعتبرت في المحاضر سلاح وهي عصي كان يتكأ عليها بعض العجزة ...هذا المكان ملعون ....آه ربما صدق قول الضخم سادهب للسجن...
الله اكبر الله اكبر ،سمعت المؤذن يؤدن لصلاة العشاء..أحسست بالانفراج ،اغتسلت روحي من جديد من كل الشرور ..
إنها فرصتي للمبيت في المسجد ..سيفرجها الله..أحكمت تلفيف المهدي وحملته في اتجاه المسجد دخلت وسط الضيعات والأشجار فزاد الدمس ....اتجهت مباشرة ودون اللف في المسارب الملتوية ...تارة يوقفنى سياج فأعود إلى مكان الانطلاق وتارة أخرى اضطر إلى تسلق السياج ورميه أولا واللحاق به ..ثارة أراوغ فيلقا من الكلاب .....
وصلت أخيرا أيها المودن كيف الأحوال الناس صلوا ورحلوا ، أنا حماد من الجبل وأريد أن ابيث حتى الصباح احمل جثة وأريد.... قاطعه المودن بنرفزة قوية قتلته وتريد إلصاقه للمسجد ..اغرب عن وجهي أيها القاتل ألا تعرف انه يمنع فتح المسجد ليلا ومن قال لي انك لست القاتل أنا اعرف أبوك المخلوض في المحاكم....أأنت انس أم جن والله \"ا مكر تفتيت سغويوغ\"إذا لم تنصرف سأصرخ حتى يعود المصلين..اغرب ...
لم أتفوه اخدت ملفوفي وأقسمت أن لا أستريح حتى ماغونى مشيا....جداول الماء من جنبي الطريق لا تسمع إلا دقات المطر تضرب فوق بلاستيك المهدي نغمات مسترسلة أحسست بحرارة نار تخترق جسدي تذكرت الثعالب والحشرات ومدى رحمتها ..مر ضوء امامى اجتاز ني فتجّنبته ...وبعد أمتار وقف أردت أن استمر لكنه ألح علي .
هيه ..أنت نازل إلى ماغونى سأوصلك تعالى مرحبا ...ضع ملفوفك في المقعد الخلفي وتعالى إلى جانبي ، أنا الموظف تعرفني ربما .. ماذا لديك ماعون خشبي أم ديكور من الجوز ..اعرف أشخاص كثر يشتغلون بنحث الأخشاب...
لم أكن أريد التحدث إليه رغم أسالته الكثيرة، لكنه كان ملحا في معرفة ما احمل...أتريد أن تعرف ما احمل ؟ اجل ربما اشتريه ...أتريد أن تشتري جثة ؟ دعك من المزاح ...مددت يدي أزلت غطاء..... التفت ..ارتبك كاد أن ينجرف أوقف المحرك بسرعة فتح الباب دار إلى وراء السيارة وجدته يلطم خداه يبكى \"أمّي يا امّي\" يجلس يقف حين راني قدم إلي مباشرة \"خرجت علي كنت فالزردة وكّلت لي السم خرجتي علي اجْبّالى ،جلس إلى جانب العجلة وبال في ملابسه ،خرج دخان بوله من سروال \"الجين \" رقعته واضحة ..بوله المهدي .
\"شوف راه عندي الورقة عطاوها لي الجد ارميا \"
استمع إلى كلامي ...وقال\".وشوف ما شتينى ماشتك سير عطينى التساع خد .....\"الله اعاون الله اعاون\"
انطلق بسرعة خفت أن أجده في أسفل المنحدر ...اجتزت منازل الطريق ذات البساتين الجميلة المليئة بأشجار الفواكه والزيتون ،بعد ساعات وصل إلى القنطرة الطبيعية قنطرة \"امى نفرى\" ظهرت له \"ماغونى \"بشارعها الرئيسي وصلت إليك أيتها الحبيبة \"ماغونى\" سكنك قديما أسياد هذا العصر، نزلت عليها اللعنة البشرية وكل الجهود لتأخيرها عن الركب لما تحدثه من إزعاج وانزعاج ،لهادا كل شيء مباح فيها. لم تكن لتستحق هذا حباها الله بالماء أصل الحياة والأشجار والثمار والإنسان كل المحاولات لإصلاح ورد الاعتبار باءت بالفشل .
فرغم أن \"فان هوك\" القادم من\" الفلمان\" ،تقدم ببرنامج للإصلاح ،سرعان ما ثم ابتلاعه وأصبح هو الأخر يتسامر مع المتسكعين متأبطا قنينته ...أحيانا مرددا لاغاني بئيسة \"الِقامتْ القامت\" .. أو\"غدا سترسو سفينة في ماغونى وسينزل البحارة لشرب الخمر .... مرارا فكر هو الأخر باستعمال العتلات لتكسير أقفال المتاجر المليئة بالمواد الجبلية ...
أما المارد صديق العواصم العربية فقد زار ماغونى لمرات خلسة ولم يقدم لها شيئا مكتفيا بعبارته المشهورة \"ماخفي أعظم\" قيل أن سبب إهمالها يعود إلى ثقافة الرفض التي تبناها السكان وقيل أن السب يعود إلى صراعها مع خميس ايت مساض ...ولهذا حرصت حكومة \"ماغونى الأم أن يتواجد في كل دورة من حياتها \"ديجم\" من ماغونى.
ماغونى حاولت أن تستفز احماد منذ وصوله إلى مركز الإدارات في المدخل الشمالي لكنه...........
يتتبع


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.