عندما تتحدث إلى العشرات من الشباب في افورار، يصارحونك بأنهم يموتون ببطء لأن فرص الشغل غير متوفرة، وأنه ''رغم وفرة المزارع الفلاحية بالمنطقة، فإن أصحابها أصبحوا يفضلون العمال الوافدين من مناطق اخرى''. فالفراغ حول حياة هده الشريحة إلى ما يشبه الجحيم في ظل حرمانهم أيضا من المرافق الرياضية والترفيهية والثقافية. ما يشد انتباهك بجماعة افورار، هو خزان الشباب. وحيثما وليت وجهك لن ترى إلا هذه الشريحة في الازقة، في الشوارع، في المقاهي وفي الساحات تفاصيل هذا الواقع، اختصرها عدد من الشباب خاصة حملة الشهادات ممن حاورتهم قبل كتابة هده السطور .في حرمانهم من الشغل وضيق أفق المستقبل. فالحياة اليومية لديهم منمطة جدا نتيجة الروتين والملل والاستسلام للفراغ. و ان اغلبهم لم تستسغ بعد حالة الضياع التي يعيشها. علما ان المدينة تفتقر لمصانع ومشاريع وبالنسبة لهؤلاء فإن السلطات المحلية لا تنظر بعين الجد لمشاكلهم، بالنظر إلى أن بعضهم أودعوا ملفات طلب الشغل لدى العمالة منذ سنوات، ومع ذلك فإن المسؤولين يواصلون الصمت إلى حين، ولا شيء في الأفق يؤشر على أن التكفل بانشغالاتهم سيكون في الغد أو بعده. ولكن مقابل ذلك، تلمس حالة غضب واستياء راحت تكبر في نفسية هؤلاء ناجمة عن احتضان اغلب الادارات بالمدينة والاقليم لبعض الشباب الوافد من مدن أخرى دون أبناء المنطقة. وعموما، فإن حالة الفراغ التي يعيشها المئات بل الآلاف من الشباب دفعت نسبة هائلة من هذه الشريحة الشبابية الى البحث عن البديل الدي و جدوه على شكل دخان الارجيلا(الشيشة) وما يصاحبها من طقوس. ونسبة اخرىمستهلكة للمخدرات والكحول. وفي الواقع، إن انشغالات الشباب لا تتوقف عند هذا الحد، إذ يثير أغلبهم مسألة ضيق الأفق والفضاء في مدينة افورار نتيجة غياب المرافق الثقافية والرياضية والترفيهية. فمرفق دار الشباب اليتيم بالمدينة بالنسبة إليهم هو هيكل بدون رو ح.انها حقا كارثة اسمها البطالة تستوجب الوقوف..ولفت الانتباه