أعلن موقع إخباري ناطق بلسان محمد زيان، المتابع والمعتقل حاليا على ذمة مجموعة من القضايا الجنائية، في مقال مكتوب بمداد الفخر والاعتزاز، اختيار قرائه لمحمد زيان نفسه كشخصية السنة الاستثنائية، في تصويت جرى على صفحات هذا الموقع، وأسفر عن تتويج النقيب المعتقل باللقب بعد تفوقه بفارق شاسع عن منافسيه، وهما رئيسا الحكومة السابقين. وإن لم يكن الموقع قد أعلن صراحة عن المعايير والمحددات التي اعتمدها في تحديد مواصفات الشخصيات التي رشحها لهذا التصويت، فإن المتابعين كانوا أكثر حرصا على وضع جرد لأهم صفات ومكرمات الرجل، وكذا إنجازاته المهنية والشخصية التي راكمها على مدار عقود، والتي ميزته في النهاية ونقلته إلى مصاف الشخصيات الكبرى التي تفوز بثقة مصوتي الموقع بنسبة أصوات لا تجدها إلا في جمهوريات الموز (94 بالمائة من مجموع المصوتين). فقد حاول المتابعون الغوص ولو قليلا في مسار الرجل على مر عقود من التواجد ضمن المشهد العمومي، فلم يجدوا سوى اتكاله على الغير من أجل تسلق سلم النجاح، بدءا من استغلال أصول والدته الأجنبية من أجل ولوج مهنة المحاماة التي كانت تحت سيطرة الأجانب خلال سنوات ما بعد الاستقلال، ثم تواطئه للزج بمناضلي النقابات والتنظيمات السياسية في السجون دون أي سند قانوني، فضلا عن تورطه في فضائح كثيرة تراوحت بين التحرش الجنسي بالنساء إلى الترويج الدولي للمخدرات بعد استفادته وانغماسه من منظومة اقتصاد الريع. وحتى عندما حاول البعض الاستدلال بكون الرجل كان وزيرا لحقوق الإنسان في أحد الأزمنة، فإنهم لم يجدوا له ولو إنجازا فارقا يمكن أن يحسب له.... فهو لم يكن يوما من طينة رجال الدولة النزهاء، ولم يكن أبدا مناضلا أو سياسيا محنكا، بل حتى عندما حاول أن يصنع لنفسه حزبا سياسيا يغطي به على فشله، فأنه لم يحصد سوى الهزائم والخيبات السياسية والمراتب الانتخابية الأخيرة، والتي رافقته على مر الأزمنة، منذ أيام حكومة التناوب إلى غاية فترة ما بعد حكومتي العدالة والتنمية. وفي المقابل، فإن المتابع لمسار محمد زيان، سواء أحبه أو كرهه، لا يمكن أن ينكر أن الرجل هو صاحب أشهر "مؤخرة" جابت شبكات مواقع التواصل الاجتماعي خلال العقد الأخير، وشكلت موضوع "بوز" تاريخي، بعد أن ظهر في شريط فيديو مسرب له وهو يلح على موكلته ضابطة الشرطة المعزولة وهيبة خرشش كي تمسح جيدا أسفل ظهره أثناء خلوتهما المحرمة في أحد فنادق مدينة الرباط، خصوصا إذا ما تذكرنا أن وهيبة هذه وزيان خلقا معا الضجيج إعلاميا بعد ان اتهما معا رئيس الضابطة بالتحرش الجنسي بها، قبل أن يظهرا معا في الفيديو الشهير وما ظهر ت فيه من ممارسات مخلة للآداب. وقبل هذه الواقعة التي صنعت شهرة محمد زيان، كان الأخير بطل واقعة متأخرة وأخرى لا تقل شهرة عن سابقتها، وهي الواقعة التي رسخت تفوق الرجل وتفاهة القضايا التي يدافع عنها، وذلك حين كان عضوا في فريق دفاع توفيق بوعشرين، حيث خرج في أحد أيام المحاكمة الشهيرة وهو يصيح بأن حجم مؤخرة المتهم لا يمت بأي صلة للحجم الموجود في تسجيلات الفيديو التي توثق لأفعاله ، وهو بخبرته الطويلة بالأرداف، متأكد بأنها ليست "مؤخرة" بوعشرين، وهو التصريح الذي جلب على زيان استصغار واستهجان المتابعين الذي تساءل الكثير منهم عن سر اقتناع زيان بقدرته على الترافع مدافعا على كل من تأخر وتخبأ تحت الخلفيات بدل القانون. وخلاصة القول، لم يجد المتابعون ما يمكن أن يدعم ترشيح اختيار زيان شخصية السنة سوى الاعتماد على الصيت الإعلامي والمكانة البهلوانية التي حققها الرجل من خلال علاقته بوهيبة خرشش، بدءا من قناعته الشخصية بأن معرفته الشخصية والحميمية بالأعضاء الجنسية لزبنائه هي مفتاح الدفاع عنهم أمام القضاء، ثم مرورا بإصراره على عملية المسح والمسخ من قبل موكلته وهيبة خرشش، في شريط الفيديو الذي شاهده الكثير، وتأكدوا من خلاله أن محمد زيان ليس إلا" نسيا منسيا" وصل إلينا من زمن العهد الآخر .