الخط : قبل أيام رحلت السلطات المغربية صحافيَان يعملان لصالح "ماريان" قدما إلى المغرب لإنجاز حول الملك. الفرنسيان اللذان دخلا المغرب بغرض سياحي وفق تصريحهما لدى شرطة الحدود، لم يطلبا أي ترخيص فتقرر إبعادهما بقرار من السلطات الإدارية وفق للقانون، كما جاء في تصريح الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية. فور ترحيله إلى فرنسا نشر الصحافي "كونتان مولر" على صفحته في تويتر "تغريدة" يعلن فيها "انه سينشر تحقيقا مطولا عن الملك محمد السادس ومصالح الأمن من خلال معطيات ومعلومات جمعها من عين المكان حول أمن الملك". والمقصود هنا الفندق حيث نزل بعد دخوله إلى المغرب متخفيا بهوية سائح برفقة مصورة صحافية. تُخفي هذه التدوينة الكثير من الحقائق وراء الزيارة وإن كانت أهدافها معلنة. ومن بين هذه الحقائق أن زيارة المغرب في هذا التوقيت غاية في حد ذاتها. وتبدو أنها الطريقة الوحيدة لنشر ما تسلمه من المخابرات الفرنسية في حامل ملفاتCLES USB ، ولإضفاء شرعية إعلامية على هذه المعطيات كان لزاما على الصحافي الفرنسي زيارة المغرب ومجالسة شخص وحيد والتقاط بعض الصور، ثم بعد ذلك يُصبح سهلا عليه "مغربة" كل المعطيات التي حصل عليها في فرنسا وجاء بها إلى المغرب بحثا عمن يلعب معه لعبة المخابرات الفرنسية هذه المرة! ربما ليست الوقائع بكامل تفاصيلها لكنها الحقيقة في كل احتمالاتها، أخذابعين الاعتبار التوقيت والسياق. سياق حملة إعلامية فرنسية موجهة ضد المملكة وضد شخص الملك تزيد في تعميق الأزمة بين الرباطوباريس وتنقل المشكلة من خلاف سياسي في التقدير حول بعض المواقف، إلى اختلاف خطير قد يهدد التعاون الأمني بين باريسوالرباط، سيما أن فرنسا تدين للمغرب بهذا التعاون رغم أنها تسعى إلى إخفائه عن الرأي العام حتى لا تظهر بموقف العاجز عن مكافحة التهديدات الأمنية، كما حدث في أبريل 2021 حينما أخفت المصالح الفرنسية حقيقة أن المصالح الأمنية المغربية كانت وراء تحييد عملية انتحارية تستهدف كنيسة في منطقة "بيزييه"، قبل أن يعود وزير الخارجية الفرنسي إلى الحديث في الموضوع في بلاغ مشترك عقب محادثات مع نظيره ناصر بوريطة. وفي انتظار أن تنشر المجلة الفرنسية "Marianne" هذا التحقيق الذي لن يحمل جديدا عما نشرته وتنشره الصحافة الفرنسية بكل أطيافها من اليمين إلى اليسار إلى أقصى اليسار وصولا إلى الرفاق في L'Humanité، سيكون علينا أن نخمن ما ستخرج به علينا المخابرات الفرنسية هذه المرة بإيعاز من الرئيس الفرنسي أيمانويل ماكرون وجوقته، الذي تواجه بلاده "ثورة" ضد النفوذ الفرنسي في إفريقيا كانت بدايتها من المغرب. لم يكن متوقعا أن تلعب فرنسا على المكشوف في علاقاتها بالمغرب، فقد تعودت المملكة أن تُخرج باريس ورقتي حقوق الإنسان والإعلام الفرنسي، بحدة أقل، كلما اشتد الخلاف بين البلدين. غير أن الزلزال الذي ضرب الدولة العميقة في فرنسا بعد تجاهل الرباط للمساعدة الفرنسية أحدث كل هذه الندوب والآثار النفسية على فرنسا التي جربت كل شيء من التهجم الإعلامي على شخص الملك ونقل صور مزيفة على واقع الحال في زلزال الحوز بغرض التضليل، علما أن أكثر من 312 صحافيا أجنبيا عملوا على تغطية أحداث الزلزال، وصولا إلى مخاطبة ماكرون للشعب المغربي مباشرة في سلوك مضطرب كان محط انتقاد في أوساط النخبة الفرنسية نفسها.