فجّرت تصريحات زهرة المنشودي، نائبة رئيس المجلس الجماعي لأكادير المكلفة بالثقافة، غضب الأغلبية والمعارضة، حينما صرحت علنا، خلال دورة ماي 2025، بدعوة كل من يخالف توجهات المجلس إلى "مغادرة المدينة أو مغادرة البلاد ككل". واعتبرت المنشودي نائبة أخنوش بمجلس جماعة أكادير، المفوض لها في الثقافة، خلال دورة المجلس لشهر ماي 2025 قبل يومين، أن "ما تشهده المدينة يشكل إنجازا غير مسبوق، ولم يقع في تاريخ مدينة أكادير أن أكمل مجلس جماعي برنامجه التنموي، ومجلسنا أكمل برنامجه وسيكمله، ومن لم يرقه الحال عليه أن يغادر المدينة، أو أن نجمع له المال ليرحل عن المدينة".
ولم تتوقف المنشودي عند هذا الحد، والتي التحقت بلائحة "الحمامة" في انتخابات 8 شتنبر 2021 من دون تاريخ سياسي ولا انتماء سياسي ولا تجربة في الشأن الجماعي، بل زادت موضحة: "سنوات عجاف عشناها في المدينة، وأنا أنتمي لجماعة أكادير وأفتخر لهذا العمل والتفاني، وهو ما لم يرق خصومنا"، وحينما ردّت عليها عضو بالمعارضة خاطبتها قائلة: "آه لم يرقك الحال". وردّا على هذه التصريحات التي أشعلت تعليقات رواد المنصات الاجتماعية في المغرب، علقت رجاء ميسو، عضو الأغلبية المنتمية لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، بالقول: "بات من الضروري أن نتحدث عن تخليق المشهد السياسي، بل وصلت بالبعض إلى درجة مخاطبتنا بخطاب متدني، وكأننا نشتغل في ضيعة، وواهم من يعتقد أننا نجلس في صالون بيته وليس في وطن، وهذا خطاب لا يليق أن يصدر من نائبة للرئيس مكلفة بالثقافة، وهي التي تمثل خطاب النخب الثقافية، وأن نسمع اليوم عبارة: لي ما عجبوش الحال يخوي البلاد، فقط لأننا اختلفنا في مقاربة التسيير والتدبير، ومع كامل الأسف وهو ما يدل على أن المستوى الثقافي متدني". بدوره، علّق مصطفى حبش، وهو ناشط جمعوي في المدينة على تصريحات المنشودي قائلا: "جميع المشاريع التي نفذت وتنفذ الآن ليس لديكم أيّ دخل فيها، وجدتم المجلس قد وقع وخطط وبرمج، أنتم لا تنصتون للمجتمع المدني، ولا تتواصلون، لم تقووا على فتح فضاءات ثقافية في المدينة إلى اليوم، قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين". وزاد موضحا في شريط فيديو نشره على مواقع التواصل الاجتماعي: "ما فعلتموه هو أنكم استغليتم ما هو موجود وما هو موروث، نذكركم أن كل المشاريع المنجزة، والتي في طور الإنجاز تمت في إطار مشاريع برنامج التنمية الحضرية 2022/2026، وحينما نادت المبادرة المدنية بإطلاق مشاريع آنذاك، ووقعت عريضة من أجل ذلك، وهو ما تحقق قبل مجيئكم للمجلس الجماعي في انتخابات 8 شتنبر 2021". وحينما ربط موقع "لكم" الاتصال بمحمد باكيري، عضو المجلس الجماعي لأكادير (العدالة والتنمية) لبيان موقفه مما حصل رد على ذلك بالقول: "لا تعليق لدي، فالأمور واضحة". أما طالب هشام الصنهاجي، وهو فاعل مدني، وأحد قياديي المبادرة المدنية لإنقاذ أكادير، فجاء في تعليقه على خرجة المنشودي: "إن المشاريع الملكية سببها هي الساكنة والمجتمع المدني التي نقلته إلى المركز وتمت الاستجابة له قبل مجيئكم، وما نطلبه اليوم منك احترام ذكاء المجتمع المدني وأنتم على مقربة من نهاية ولايتكم الانتدابية، ومطلبنا هو اعتذار رسمي للساكنة، لأنك أسقطت قيمة أبناء مدينتك".