الخط : وشَّحت رومانيا السيد ياسين المنصوري، المدير العام للمخابرات الخارجية المغربية المعروفة اختصارًا ب DGED، بوسام "نجمة رومانيا"، الذي يُعد أقدم وأرفع الأوسمة المدنية التي تَمنحها السلطات الرومانية. ويُعد هذا التوشيح بمثابة اعتراف من أعلى السلطات في هذا البلد الأوروبي بالدور الهام الذي اضطلعت به المخابرات المغربية في إنقاذ وتخليص أحد مواطنيها الذي كان مُحتجزا لدى أحد فروع تنظيم القاعدة بمنطقة الساحل. وقد شدّد المرسوم القاضي بمنح هذا الوسام للمسؤول الاستخباراتي المغربي، على الدور الريادي الذي تَلعبه المملكة المغربية وأجهزتها الأمنية في سبيل تعزيز الأمن والاستقرار الدوليين، وفي مكافحة مخاطر التهديدات الإرهابية المُحدقة بالأشخاص والممتلكات. وقد تواترت في الآونة الأخيرة الاعترافات الدولية بنجاعة الأجهزة الأمنية المغربية، مما ساهم في ترصيد النموذج الأمني المغربي، الذي أصبح مَطلبا للتعاون من قبل العديد من الشركاء الدوليين والإقليميين خصوصا في أوروبا وأفريقيا وأمريكا. فبالتزامن مع توشيح السلطات الرومانية للمخابرات الخارجية المغربية، كان عبد اللطيف حموشي المدير العام للأمن الوطني والمخابرات الداخلية يَستقبل نظيره الفرنسي بالرباط، الذي جاء إلى المغرب مُحمّلا بأجندات مهمة من أبرزها تعزيز التعاون الأمني وتبادل الخبرات في عديد الميادين ذات الاهتمام المشترك. وقد تضمنت زيارة المسؤول الأول عن الشرطة الفرنسية للرباط محورا مهما، يَتمثل في مناقشة تأمين الألعاب الأولمبية التي ستحتضنها باريس مستقبلا، على أساس الثقة المتبادلة والاستفادة المشتركة، وهو ما يُعد اعترافًا صريحا برغبة فرنسا في الاستفادة من النجاعة الأمنية المغربية على أساس المعاملة بالمثل ووفق شروط رابح-رابح. واللافت للانتباه أن الاعترافات الدولية بإشعاع النموذج الأمني المغربي، أضحت تتخطى حدود العمل الأمني داخل المملكة المغربية، وتمتد لتشمل عمليات أمنية واستخباراتية ترتبط برهانات صوت الأمن الدولي والاستقرار العالمي. وهذه رسالة قوية موجهة للعالم مؤداها: أن المغرب قوي بمؤسساته الدستورية وأجهزته الأمنية، وأنه قادر على الاضطلاع بأدوار مهمة في إرساء الأمن الإقليمي والدولي. كما أنها رسالة واضحة وصدمة كبيرة لمن يَمتهن التشكيك في مهنية المؤسسات الأمنية الوطنية. فبينما يشيد العالم باحترافية المؤسسات الأمنية والشرطية المغربية، ويمنحها أسمى الأوسمة وأرفعها، نجد في المقابل أن هناك بعض المرضى النفسيين الذين يَهيمون على وجوههم في مواقع التواصل الاجتماعي، يُسرفون في تبخيس مجهودات المغرب بشعبوية كبيرة وبحقد مرضي. ولعل خير جواب يمكن أن يُقدمه الأمن المغربي لمثل هؤلاء الغارقين في براثن الخيانة: هو الاستمرار في حصد الاعترافات الدولية بريادة المغرب وتطور نموذجه الأمني، لكي يَزيد من إشعاع المملكة المغربية قاريا ودوليا، ويؤجج في المقابل سُعار المتربصين بأمن المغرب ومصالحه العليا، ممن يعيشون عالة على وسائط الاتصال.