الخط : إستمع للمقال هل "تطيّر"هشام جيراندو بالأمن الكندي؟ سؤال طرحه العديد من سكان المواقع التواصلية بعدما شاهدوا سيارة تندفع مسرعة وسط مهرجان شعبي بكندا، مخلفة العديد من القتلى والجرحى! لكن ما هي علاقة هشام جيراندو بهذا الحادث الإجرامي البشع الذي ضرب كندا ويحتمل شبهات إرهابية ؟ الجواب هو أنه منذ أقل من يومين فقط، كان هشام جيراندو قد خرج يهلل ويطبل للأمن في كندا، ويطري على ما اعتبرها " سكينة الكنديين"، واليوم ها هي كندا تحصي موتاها وجرحاها في أرصفة مدينة فانكوفر. وبالأمس القريب خرج هشام جيراندو يتظاهر بالإحساس بالأمن في كندا، ويضرب "بالعين" سلامة الأشخاص والممتلكات ، وها هم الكنديون اليوم يشعلون الشموع في قارعات الطريق، ويذرفون الدموع على ضحايا هذا الحادث الأليم. وهذا التزامن بين "إطراء" هشام جيراندو على أمن الكنديين، وبين "انطلاق" سيارة إرهابية تحصد القتلى والجرح في مدينة فانكوفر الكندية، هو من دفع العديد من المعلقين لاتهام نصاب كندا ب"التطير" والعين اللاّمة! ومن المفارقات، أن هشام جيراندو لم يكتف فقط بالتطير والإطراء على أمن كندا، بل أسرف في ازدراء الأمن بالمغرب، في مقارنة عقيمة مدفوعة بخلفيات عدائية للمؤسسات المغربية. فهذا النصاب المبتز استغل السياق الزمني المصاحب لجريمة عرضية، ارتكبها مختل عقلي بمدينة ابن أحمد، للإساءة للأمن المغربي، وانبرى يعدد نجاعة الأمن الكندي إلى أن جاءه الرد الأليم من سيارة فانكوفر التي اندفعت بخلفية إجرامي لتحصي الجرحى والقتلى. ونحن هنا لا نتشفى في أحد، لأننا ندين بأشد الكلمات كل الأعمال الإرهابية في كل بقاع العالم، ونتضامن مع ضحايا فانكوفر الكندية، لكننا نرفض في المقابل أن يتجاسر علينا المسترزقون والنصابون بمقارنات عبثية. فالأمن بالمغرب لا يحتاج لمقارنات، ولا لمزايدات شعبوية من هشام جيراندو، لأنه من بين المؤسسات الأمنية القليلة التي استطاعت تحييد جميع المخاطر الإرهابية في السنوات القليلة الماضية. وهذا أبلغ جواب يمكن أن يرسله المغاربة لهشام جيراندو. فالأمن المغربي أصبح علامة فارقة، وقيمة مضافة، وفاعل أساسي في المنظومة الأمنية الدولية. والدليل على ذلك، أن المغرب سيحتضن في غضون أشهر الجمعية العامة لأكبر منظمة أمنية وهي منظمة الأنتربول. والمغرب سيحتضن كذلك أكبر التظاهرات الرياضية القارية والعالمية. والأمن يضطلع بدور كبير في ذلك، مثلما يضطلع أيضا بأدوار مماثلة في جلب الاستثمارات الأجنبية وأكثر من 17 مليون سائح في سنة 2024. فالأمن هو نعمة للمغرب، مثلما هو نعمة لكندا التي استهدفتها اليوم عملية إجرامية مرفوضة وغير مبررة.