الخط : إستمع للمقال === الآن وقد سكتت المدافع وانهارت عواصم وتلاشت تسميات بحالها يتساءل المغاربة: لماذا تركتم دولتكم لوحدها في مواجهة التضليل والهجوم عليها عندما دافعت عن سيادة قرارها الوطني؟، لماذا انخرطتم في حملة التشكيك في قرارات بلادكم؟ لماذا اختفيتم أمام موجة التصعيد الشعبوي وتركتم الساحة فارغة، فقط لأنها كانت خطابات أجنبية...؟ === «عند الفورة يبان لحساب»؟ يَصْدق هذا المثل المغربي الحكيم، على الوضع السياسي في بلادنا، بعد أن وضعت المواجهات في منطقة الشرق الأوسط أَوزارها، (اللهم ما يتعلق بمدينة غزة التي مازالت تتعرض لأقسى مأساة في تاريخ فلسطين). لقد دقت ساعة الحساب لمساءلة الأحزاب السياسية والزعماء الذين ملأوا الدنيا ضجيجا وصراخا. وأصبح من حق المغاربة أن يطرحوا السؤال حول الأداء السياسي لهاته الأحزاب وخاصة تلك التي فضلت مصلحة الخارج، على الموقف الوطني والسيادي. من حق المغاربة أن يسألوا زعماء الأحزاب السياسية: أين اختفيتم لما كانت الدعوات والتصريحات التحريضية ضد المغرب تصل إلى عنان السماء وتشعل الغضب ضده، بهتانا وعدوانا، علما أن المغرب ترك الحرية واسعة لكل من أراد أن يتضامن أو يحتج أو يتظاهر، بِمنْ في ذلك الذين حرضوا ضد القلاع الاقتصادية مثل الموانيء وسكتوا على غيرها في بلدان بعيدة، يحبونها حبا جما؟ لماذا استسلمتم لدعوات التحريض على الخيارات السيادية للدولة دفاعا عن الوطن ووحدته وأدواره الديبلوماسية في منطقة الشرق الملتهبة؟.. لماذا ارْتعشْتم ورفعتم أصواتكم بإدانة مؤسسات المغرب السيادية التي تدبر الملفات الحساسة والمصيرية التي لها علاقة بالوطن ومستقبله ووحدته الترابية وسلامة أراضيه، وضحيتم ببلادكم لفائدة شعارات غارقة في الديماغوجية وأنتم تعلمون؟ الآن وقد انتهت «وحدة الميادين»، والممانعة و«الله زمان يا سلاحي» وبعد أن سكتت الحرب، وظهر الوجه الحقيقي لطهران في معالجتها للوضع في المنطقة، أين اختفى أنصارها من الزعماء.. هل يملكون الشجاعة للاعتراف بالخطأ؟ هل يملكون الشجاعة ليعتذروا لبلادهم ولقيادة بلادهم ولأبناء بلادهم رغم أن لهم بلاد غير هاته التي يستثمرون فيها سياسيا... فقط مثل بنك للأرباح الإيديولوجية؟ أين ذهب كل أولائك القادة الذين وجدوا لقيادة طهران ألف عذر في مخاصمة المغرب والتنسيق ضد وحدته والتنسيق مع أعدائه.. ولم يشفع لهم الاستقرار والأمان والحرية في الدفاع عن خيارات بلادهم الحكيمة؟ إن لائحة الأسئلة طويلة، والمغاربة ذاكرتهم أطول منها.. ولا بد أن يذكروا هؤلاء الساسة بمواقفهم، ووقتها سيتأسفون لهم أنهم لن يضعوا فيهم ثقتهم التي خانوها مع أول امتحان في الشرق الأوسط! الوسوم إيران الشرق الأوسط المغرب