الخط : إستمع للمقال اختُتمت، اليوم الأربعاء، أشغال المناظرة الوطنية الأولى حول الذكاء الاصطناعي، التي امتدت على مدى يومين، وشهدت نقاشات حيوية واقتراحات بنّاءة، حيث أعربت الوزيرة أمل الفلاح السغروشني، المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة في كلمتها الختامية، عن اعتزازها بنجاح هذا اللقاء الوطني، الذي جمع مختلف الفاعلين من داخل المغرب وخارجه، من مسؤولين حكوميين وخبراء دوليين وأكاديميين، إلى ممثلي القطاع الخاص والمجتمع المدني والشباب المغربي. وأكدت الوزيرة أن المناظرة شكلت نموذجا لما ينبغي أن يكون عليه التفكير الجماعي بشأن مستقبل التحول الرقمي ببلادنا، وأثبتت أن المغرب يتوفر على الإمكانيات، والقدرات، والشراكات، والابتكارات التي تخوّله لعب دور فاعل على المستويين الإقليمي والدولي في مجال الذكاء الاصطناعي. وشددت على أن التحول الرقمي لا ينبغي أن يُختزل في مجرد استهلاك التكنولوجيا، بل يستدعي تبني مقاربة ترتكز على الإنتاج والابتكار والحكامة الذكية، بما يضمن سيادة رقمية مكتملة الأركان، تُعلي من قيمة المواطن وتُرسخ الهوية الثقافية الوطنية. وفي هذا السياق، أوصت المناظرة الوطنية باعتماد سلسلة من التدابير ضمن خارطة الطريق الوطنية لحكامة الذكاء الاصطناعي، من أبرزها إعداد خطة وطنية شاملة تحدد أهداف المغرب وأولوياته، مع ضمان احترام المبادئ الأخلاقية والمعايير العالمية. كما تم التأكيد على ضرورة إصدار نصوص قانونية مواكِبة، تضمن الشفافية وحماية الخصوصية وتعزز المساءلة. وفي ما يخص البنية التحتية، دعت التوصيات إلى تحفيز الاستثمار في مراكز بيانات متطورة مزودة بقدرات حاسوبية قوية، وتشجيع الشراكات بين الفاعلين العموميين والخواص لتطوير حلول ذكية تخدم الاقتصاد الوطني. كما أوصت بإحداث منصات وطنية للبيانات المؤمنة، وتحفيز البحث والتطوير، وتعزيز القدرات في مجال الأمن السيبراني. وفي الشق الاجتماعي، تم التركيز على توسيع استخدام الذكاء الاصطناعي في التشخيص الطبي المبكر وتحسين الخدمات الصحية، خاصة في المناطق ذات الخصاص، فضلا عن إدماجه في التعليم لتصميم محتويات رقمية تشخص الصعوبات وتقترح دعماً فردياً للتلاميذ. أما على مستوى البنيات التحتية، فقد تم التشديد على ضرورة تسخير الذكاء الاصطناعي في مراقبة وصيانة المنشآت الكبرى، وتحسين حركة النقل، وإدارة المنشآت الرياضية، بما يضمن استدامتها ويدعم استعداد المغرب لتنظيم تظاهرات دولية كبرى. وفي المجال الطاقي والمائي، أكدت الوزيرة على أهمية تطوير منظومات ذكية للاستباق والتدبير الرشيد للموارد الحيوية، بما يعزز الأمن المائي والغذائي والطاقي. كما دعت إلى تعميم استخدام الذكاء الاصطناعي في الإدارة العمومية لتبسيط المساطر، وتحسين الخدمات، واتخاذ قرارات مبنية على معطيات دقيقة. وشمل التوجه أيضا مجالات الثقافة وريادة الأعمال، حيث تم التأكيد على أهمية توظيف الذكاء الاصطناعي لحماية التراث الثقافي وتطوير محتوى رقمي مغربي، إلى جانب إطلاق حاضنات ومراكز ابتكار موجهة لدعم المقاولات الناشئة والصغرى والمتوسطة، والرفع من إنتاجيتها ومناعتها الاقتصادية. وفي الشق الدولي، شددت التوصيات على ضرورة توطيد الشراكات الاستراتيجية جنوب-جنوب، وتبادل الخبرات مع مراكز أبحاث وشركات تكنولوجية عالمية، مع تطوير مراكز وطنية وإفريقية متخصصة في الذكاء الاصطناعي، قادرة على تقديم حلول ذكية لمعالجة تحديات محلية في مجالات الصحة، الزراعة، الصناعة والمدن الذكية. واختتمت الوزيرة كلمتها بالتأكيد على التزام المغرب، تحت القيادة الرشيدة للملك محمد السادس، بالسير بثقة نحو مستقبل رقمي مسؤول، متضامن ومنفتح على الابتكار، مشيدة بثقة المشاركين ومساهماتهم القيمة في إنجاح هذه المحطة الوطنية المفصلية. الوسوم اختتام الذكاء الاصطناعي المناظرة الوطنية الأولى