الخط : إستمع للمقال أكد السفير عمر هلال، الممثل الدائم للمملكة المغربية لدى الأممالمتحدة، أن المغرب بصدد ترسيخ موقعه كفاعل تكنولوجي بارز على الصعيد القاري، مستندا إلى رؤية واضحة، وموارد بشرية مؤهلة، واستثمارات واعدة، في سياق عالمي تتسارع فيه تحولات الذكاء الاصطناعي. وأشار هلال في مداخلة له خلال اليوم الثاني من أشغال المناظرة الوطنية الأولى حول الذكاء الاصطناعي، إلى أن خطة العمل المزمع اعتمادها عقب هذه المناظرة، إلى جانب الاستراتيجية الوطنية التي يجري إعدادها، تمثلان أدوات عملية من شأنها تعزيز تموقع المغرب بين الدول الإفريقية القليلة التي تتوفر على تصور استراتيجي في مجال الذكاء الاصطناعي. وأوضح أن المملكة تستوفي المعايير الدولية المعتمدة في تقييم ريادة الدول بهذا المجال، كما حددتها جامعة كولومبيا في نيويورك، وتشمل الرؤية، والموارد، والقدرة على الابتكار. وبيّن في هذا السياق أن رؤية الملك محمد السادس تشكل القاعدة الأساسية التي تقوم عليها الاستراتيجية الرقمية للمملكة في أفق 2030، والتي ستعززها خطة عمل الرباط التي ستُعتمد رسميا في ختام المناظرة. على مستوى الكفاءات، لفت هلال إلى أن المغرب يكوّن سنويا ما بين 10 و11 ألف مهندس، ما يمثل نحو خمس المهندسين الأفارقة، حسب تقارير "ماكينزي" لسنتي 2023 و2024، إلى جانب الكفاءات المغربية المنتشرة في الشركات التكنولوجية الكبرى والمقاولات الناشئة ذات الصيت العالمي. أما من حيث التمويل، فقد أعلن عن تعبئة استثمارات تفوق 11 مليار درهم في أفق 2026، مشيرا إلى تنامي انخراط القطاع الخاص المغربي في هذا المسار التحويلي. وفي ما يخص الابتكار، شدد هلال على أن الجامعات المغربية تُسجل حضورا لافتا في أبحاث الذكاء الاصطناعي، من خلال مراكز الابتكار المتخصصة، والتعاون مع مؤسسات دولية، فضلا عن حيوية الجالية الأكاديمية المغربية التي تواصل دعمها لمسار التطور التكنولوجي الوطني. وأضاف أن المغرب يتوفر اليوم على بنية تحتية متقدمة تشمل مراكز للبيانات والبحث العلمي، مثل مركز "إي-مومن" بجامعة محمد السادس متعددة التخصصات، ومركز الابتكار المرتقب في الداخلة، بالإضافة إلى أول قطب تكنولوجي إقليمي سيتم إنشاؤه بشراكة مع الأممالمتحدة لفائدة الدول الإفريقية والعربية. وأكد السفير هلال أن هذه الدينامية العلمية والتقنية تمنح المغرب شرعية استضافة قمة عالمية حول الذكاء الاصطناعي في أفق 2027، بعد احتضانه للقمة الإفريقية الثالثة للعمل من أجل الذكاء الاصطناعي سنة 2025، واستعداده للمشاركة في قمة نيودلهي المنتظرة عام 2026. وختم هلال مداخلته بالتشديد على أن الذكاء الاصطناعي، بوصفه من إنتاجات العبقرية البشرية، يستدعي إدارة حكيمة تضع التكنولوجيا في خدمة الإنسان لا العكس، داعيا إلى دعم الريادة المغربية في هذا المجال، واحتضان قمة عالمية للذكاء الاصطناعي على أرض المملكة. الوسوم الذكاء الاصطناعي المناظرة الوطنية الأولى عمر هلال