بعدما حاولت قوات من الدعم السريع مصحوبة بقوات من الجيش السوداني، صباح الإثنين، فض الاعتصام أمام مقر القيادة العامة بالعاصمة الخرطوم، توافدت حشود جديدة من المحتجين، إلى مقر الاعتصام قبالة قيادة الجيش السوداني بالعاصمة الخرطوم، استجابة لدعوات التصدي لمحاولات الفض بالقوة. ويواصل آلاف السودانيين، بحسب ما نشرته وكالة “الأناضول” التركية ، الإثنين، لليوم العاشر على التوالي، الاعتصام أمام مقر قيادة الجيش السوداني، بالعاصمة الخرطوم، للضغط على المجلس العسكري الانتقالي، لتنفيذ مطالبهم والرامية بالأساس إلى تسليم السلطة إلى حكومة مدنية، وتفكيك مؤسسات النظام السابق، وعلى رأسها جهاز الأمن والمخابرات. وشكل المعتصمون حواجز بشرية أمام مداخل مقر الاعتصام، وأضافوا عدد المتاريس منعا لأي تحركات من القوات النظامية التي تحاول التغلغل في صفوف المعتصمين، كما تكثّفت عمليات الرقابة والتفتيش في الحواجز لتشمل جميع من ينوي الدخول إلى مقر الاعتصام، وانتزاع أي أدوات حادة بما فيها الأقلام، وأدوات الزينة الخاصة بالنساء. وقال أمير عبد المنعم، أحد المسؤولين عن التفتيش والرقابة بمقر الاعتصام، بحسب ذات المصدر “لن نسمح بالمحاولات اليائسة لفض الاعتصام، إلى حين تسليم السلطة إلى حكومة مدنية”، مضيفا أن “محاولات فض الاعتصام بادعاء تنظيف المكان مسرحية سيئة الإخراج، ونحن ننظف بشكل يومي لإصحاح البيئة”. وقال “تجمع المهنيين” السودانيين، إن “قوات نظامية حاولت فض الاعتصام، وذلك بحشد قواتها في الجانب الشرقي والغربي من ساحة الاعتصام”، وأضاف، في بيان، إن تلك القوات “روّجت في مكبرات الصوت، خبر فض الاعتصام، والوصول لاتفاق لثني الثوار من الوصول لداخل مقر الاعتصام، وإغلاق بعض الطرق التي تؤدي لمكان الاعتصام في وجه الثوار”. وشدد التجمّع النقابي الذي يعتبر قائد الاحتجاجات في السودان، على أن “اعتصاماتنا هي نتيجة عملنا الثوري المتواصل، وهو حق انتزعناه انتزاعا”، مؤكدا أن “فض الاعتصام هو قرار يرجع للثوار في الأرض ومرهون بتحقيق كل أهداف الثورة”. والخميس الماضي، أعلنت قيادة الجيش السوداني عزل واعتقال الرئيس عمر البشير، تحت وطأة احتجاجات شعبية بدأت في 19 دجنبر الماضي، تنديدا بغلاء الخبز ثم تحولت فيما بعد إلى المطالبة بإسقاط النظام الحاكم منذ ثلاثين عاما.