سلطت “مجموعة شابات من أجل الديمقراطية”، الضوء على معاناة العاملات الزراعيات خلال فترة الحجر الصحي سواء من حيث العنف الذي يتعرضن له من قبل أزواجهن وإخوانهن في المنزل أو خلال مزاولتهن لعملهن بالضيعات الزراعية. وقدمت المجموعة التي أطلقت حملة تحسيسية على مواقع التواصل الإجتماعي، شهادات نساء وشابّات مغربيات عاملات في قطاع الزّراعة، يتحدثن فيها حول ظروف عملهن القاسية والحاطّة من الكرامة في كثير من الأحيان، والأسباب التي جعلتهن يزاولنها، وما يعانين منه بسبب غياب التغطية الصحية، والصّعوبات الجديدة التي يواجهنها في ظل فرض حالة الطوارئ. وذكر البيان، أن هذه الفئة تعاني في الأيام العادية من غياب الشروط القانونية للشغل؛ “فلا وجود لعقود عمل، أو ضمان اجتماعي، أو ظروف مؤمَّنَة ولائقة للاشتغال خلال ساعات العمل الكثيرة، مع تعرّضهن للعنف الجنسي طيلة مسار الشّغل من طرف المشغّل، وفي الطريق لأماكِن عملهنّ التي ينتقلن إليها في عربات مكدّسة عبر طرق غير معبّدة، مع صعوبة يواجِهنها في الولوج إلى الخدمات الأساسية، وعلى رأسها الصحة، والعدالة بسبب الخوف، وتعقيد مساطر التبليغ عن حالات التحرش والعنف والاغتصاب”. وفي حالة الطوارئ الصحية فإن هؤلاء النسوة، وفق المصدر نفسه، من ” يعانين من عنف أزواجهن أو إخوانهن الذكور بالمنزل”، وهو الأمر الذي يؤدي إلى “عدم إحساسهن بالأمان بعدما صارت المنازل بالنسبة إليهن فضاء لاستمرار ممارسة العنف في حقهن طيلة فترة الحجر”. ودعت “مجموعة شابات من أجل الديمقراطية” الحكومة إلى الاهتمام بالأوضاع الهشة لهذه الفئة التي تواجه نفس مخاطر هذا الجائحة ربما بشكل مضاعف، منبّهة إلى ضرورة “عدم تهميش مطالبِهِن وحاجتهن المستمرة إلى الحماية من العنف والتمييز بدعوى سياق مكافحة الجائحة”، والحاجة إلى “تحسين ظروف ولوجِهِنّ إلى الخدمات الأساسية والعدالة، خصوصا من أجل التبليغ عن حالات العنف والتّمييز التي يتعرّضن لها”. ودعت في الوقت ذاته إلى “فتح نقاش بين كل الفاعلين، لإيجاد حل حقيقي من أجل توفير ظروف عمل لائقة تحميهن من الهشاشة”. وحسب بيان للمجموعة فإن هذه الوصلات الرّقمية التي تم إعدادها بشراكة مع مؤسسة “هنريش بول” تهدف إلى “التعريف بالمعاناة اليومية التي تعيشها العاملات الزراعيات، اللواتي يعتبرن الحلقة الأضعف في سلسلة القطاع الزراعي والفلاحي، والتحسيس بمطالبهِنَّ لدى الرأي العام”.