تحتفل المديرية العامة للأمن الوطني يوم السبت القادم، بمرور 64 سنة في خدمة الوطن، كمؤسسة حديثة عازمة على تطبيق جميع الوسائل من أجل التقرب أكثر من المواطنين. ذكرى هذا العام هي الأكثر أهمية لأنها تأتي في سياق خاص يتميز بالعمل على محاربة المغرب للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد (Covid-19). وفي سياق هذا التصدي الذي بدأته المملكة، يتواجد مسؤولو المديرية العامة للأمن الوطني في الصفوف الأولى، حيث يسهرون بأمانة وإخلاص على تطبيق أحكام حالة الطوارئ الصحية، التي تم سنها منذ 20 مارس الماضي. ولتحقيق ذلك، قامت وحدات المديرية العامة للأمن الوطني المنتشرة في جميع أرجاء التراب الوطني من أجل سلامة المواطنين، بالاعتماد أيضا على مساعدة مهندسيها وتقنييها الذين جعلوا تطبيق التتبع بالهاتف المحمول في متناول الموظفين العاملين بنقاط المراقبة الطرقية لرقمنة عمليات المراقبة الأمنية، حيث يمكن هذا التطبيق من تفادي سوء استعمال رخص التنقل الاستثنائية ويضمن التنفيذ السليم لتدابير الطوارئ الصحية التي تهدف إلى الحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، منذ مطلع شهر ماي الجاري، إذ تم إجراء أكثر من 426000 مراقبة أمنية عبر هذا التطبيق من طرف 4718 من موظفي الشرطة. كما كان هناك إسهام آخر للمديرية العامة للأمن الوطني، حيث أطلقت بوابة إلكترونية جديدة، متاحة للعموم انطلاقا من العنوان Covid.dgsn.gov.ma، وموجهة للتواصل بين المواطنين ومصالح الأمن الوطني بخصوص السلوكيات والأفعال التي تنطوي على خرق لإجراءات حالة الطوارئ الصحية. ويندرج إطلاق هذه البوابة الجديدة، في إطار سعي المديرية العامة للأمن الوطني إلى توفير آليات تفاعلية للتواصل الفوري مع المواطنين، تروم إشراك مستعملي وسائط التواصل الحديثة في الجهد العمومي للحد من جائحة كوفيد-19، بالإضافة إلى إجراءات خاصة تنضاف إلى الدور الهام لهذه المؤسسة منذ إنشائها عام 1956 غداة استقلال المملكة. ولم تتوقف المديرية العامة خلال أربعة وستون سنة، عن بذل جهودها للحفاظ على النظام العام مع تطوير استراتيجيات بهدف تحديث خدماتها وتحسين أدائها لفائدة مواطنيها الذين تتقرب منهم أكثر فأكثر. ويشار في هذا الصدد إلى أن النسخة الأولى من فعاليات الأبواب المفتوحة للمديرية العامة للأمن الوطني بالدار البيضاء، التي نظمت سنة 2017 تحت شعار “الأمن الوطني: التزام ووفاء”، استقبلت حوالي 80 ألف زائر، وشهدت تنظيم لقاءات تواصلية وتفاعلية بغية الاطلاع عن قرب على المهام والأدوار التي تقوم بها مختلف وحدات الأمن، والتجهيزات والوسائل الحديثة التي تستعملها خلال أداء واجبها. سنة بعد ذلك (2018)، استقبلت الدورة الثانية لأيام الأبواب المفتوحة التي نظمت بمراكش تحت شعار “الأمن الوطني.. شرطة مواطنة”، أكثر من 260 ألف زائر من مختلف الفئات العمرية، ومن جنسيات مختلفة، فيما استقطبت الدورة الثالثة من هذه التظاهرة التي نظمت في أكتوبر الماضي بطنجة تحت شعار “خدمة المواطن .. شرف ومسؤولية” حوالي 515 ألف زائر. رقم يعكس الاهتمام المتزايد للمغاربة بعمل المديرية العامة للأمن الوطني، كما يشهد أيضًا على الثقة والاحترام المتبادل بين هذه المؤسسة الأمنية والمواطن. ينعكس هذا القرب أيضا في الجانب الرقمي، نظرا لأن حساب المديرية الرسمي على Twitter، الذي تم إطلاقه في يناير 2019، لديه الآن أكثر من 125000 مشترك. الإنجازات التي تشهد عن مهارات عناصر DGSN وعن تجربة رجالاتها الأكفاء المتواجدين في كل الواجهات، من أجل ضمان أمن وسلامة المواطنين والدفاع عن المملكة ضد التهديدات الخارجية. لذا فإن الاحتفال بهذه الذكرى يشكل إذن فرصة لإشادة صادقة بكامل أفراد أسرة الأمن الوطني، التي يضمن أفرادها الأقوياء بتفانيهم وإيثارهم، من خلال المخاطرة أحيانا بحياتهم من أجل الحفاظ على أمن المواطنين وضمان استقرار الوطن. المصدر: ومع