قال إحسان الحافظي الباحث المختص في الشؤون الأمنية، إن رهان الخلية الإرهابية التي تم تفكيكها أمس كان يروم إضافة الملف الأمني إلى قائمة التحديات التي تواجه الدولة، بسبب تداعيات الملفات الاجتماعية والاقتصادية الناجمة عن الوضعية الوبائية كورونا. وأضاف الحافظي في تحليله للعملية الإرهابية بنشرة المسائية على القناة الثانية مساء أمس الخميس، أنه ضمن هذا التحدي يمكن فهم الإشراف الميداني للمدير العام للأمن الوطني ومديرية مراقبة التراب الوطني، عبد اللطيف حموشي، على هذه العمليات الأمنية، مؤكدا أن هذا الإشراف والحضور العلني بعث رسالة طمأنة للمغاربة مفادها أن الملف الأمني بين أياد أمينة تسعى جاهدة، وفي ظرفية استثنائية، لحماية المغاربة وسلطة الدولة. وأكد المختص في الشؤون الأمنية أن خطورة الخلية الإرهابية التي تم إعلان تفكيكها بمدن طنجة وتيفلت والصخيرات وتمارة، تكمن في كونها كانت في مراحلها النهائية قبل الانتقال إلى تنفيذ مخططاتها التخريبية، مضيفا أن توقيت نشاط هذه الخلية لا يمكن فصله عن ترتيبات ما يجري في محيط المملكة إن على المستوى المغاربي، حيث تبنى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) الهجوم على موقع بمدينة سوسة بتونس قبل أسبوع تقريبا، وكذا على المستوى الإفريقي حيث تصاعدت خلال الفترة الأخيرة الهجمات الإرهابية في منطقة الساحل والصحراء أودت بحياة نحو 26 شخصا غالبيتهم من الجنود. واعتبر إحسان الحافظي أن المَدخل الأساسي لفهم مخطط الخلية الارهابية يكمن في ثلاثة مؤشرات، وتهم توقيت تحرك الخلية وطبيعة المحجوزات التي تم ضبطها في مخابئ أعضائها ثم أخيرا مؤشر استراتيجيا عمل التنظيم والقائم على فكرة توسيع جغرافيا التنسيق بالاعتماد على وسائل التواصل الحديثة بدل عقد التجمعات المباشرة التي يسهل مراقبتها. ويحضر عنصر التوقيت، يضيف الباحث، كمحدد مهم لنشاط الخلية حيث سعت إلى استغلال انشغال الدولة بتدبير موجة جديدة من جائحة كورونا وتعبئة كل امكانياتها لمواجهة تداعياتها الصحية والوبائية، بينما كان عناصر التنظيم الإرهابي يترصدون أمن المغاربة ويحددون مواقع تنفيذ مخططاتهم الإجرامية. وختم الباحث مداخلته بالتنبيه إلى أن الوضعية الوبائية التي وسِمت السنة الحالية لم تمنع أصحاب الفكر المتطرف من الترصد لأمن المغرب إذا جرى تفكيك ثلاث خلايا إرهابية خلال السنة الجارية في كل من فبراير ويوليوز وشتنبر.