سفيان رحيمي.. من مدرسة الرجاء إلى نسر يُحلق في سماء الكرة الإفريقية

استطاع سفيان رحيمي في فترة وجيزة أن يدخل بسرعة قلوب الجماهير، ويصبح الفتى المدلل لأنصار الفريق الأخضر، بعدما قاد النادي لتحقيق العديد من الألقاب كلقب الكونفدرالية الإفريقية، البطولة الإحترافية، كأس السوبر الإفريقي.
سفيان رحيمي من عائلة رياضية بإمتياز، فوالده هو محمد "الحاج يوعري"، الأسطورة الحيّة لنادي الرجاء الرياضي البيضاوي والشاهد على تاريخ "الأخضر" منذ عقود، حيث يشتغل كحامل لأمتعة الفريق أينما حل وارتحل.
ولد رحيمي في 2 يونيو 1996 بالعاصمة الإقتصادية الدار البيضاء، انضم سفيان لمدرسة الرجاء وهو صغير، ليس لأن والده يعمل مع الفريق الأول، لكنه أقنع المدربين بإمكانياته ومهاراته الفنية، ليكون أحد نجوم ملعب "تيسيما" المخصص لفئات البراعم.
بالرغم من تألقه مع الفئات العمرية للفريق الأخضر، إلا أن الطريق للفريق الأول لم يكن مفروشا بالورود، حيث تعرض لإصابة قوية في ركبته، أبعدته عن الملاعب لشهور، وهو ما أثر سلبيا على الصعيدين الفني والنفسي، حيث تراجع أداء اللاعب بشكل كبير، ليقرر النادي الإستغناء عن خدماته مع بعض لاعبي الفريق.
الانتقال لنادي نجم الشباب
إنتقل سفيان رحيمي لنجم الشباب سنة 2017 حيث لعب له لموسم واحد فقط. نجح اللاعب في استعادة مستواه بعدما خاض 28 مباراة بقميص نادي النجم، نجح في تسجيل 15 هدفا، خصوصا أن مُدرب الفريق آنداك "نور الدين حرّاف" كان مقتنعا للغاية بإمكانيات "سفيان"، حتى أنه قام بتغيير مركزه من وسط الملعب لرأس الحربة والجناح الهجومي، ليستغل سرعة "رحيمي" في الانطلاقات، وتحركاته الذكية التي تخدع المدافعين، وتأقلم بشكل كبير في هذا المركز.
العودة لأحضان الرجاء من جديد
عاد رحيمي للرجاء الرياضي بطلب من فتحي جمال الذي كان يشتغل كمدير تقني للفريق الأخضر، حيث تابع اللعب، إذ أنه سيكون إضافة جيدة لمستقبل النسور، كما أن اللاعب حقق حلمه وحلم أسرته باللعب مع الفريق الأول.
موسم 2018-2019 والإنطلاقة الحقيقية لرحيمي
شهد موسم 2018/2019 بزوغ نجم جديد في القلعة الخضراء إسمه سفيان رحيمي، تأقلم سريعا مع الفريق الأخضر، ما جعل المُدرب الإسباني كارلوس غاريدو يُقحمه أساسيا في بطولة الكونفدرالية الإفريقية، ولم يخيب اللاعب الشاب ظن مُدربه ليُتوج بأول ألقابه مع الفريق الأخضر.
وفي 2019 سيشارك في مباراة السوبر، والتي إبتسمت للرجاء الرياضي أيضا الذي توج باللقب بعد الفوز على بطل عصبة الأبطال الترجي ب 2-1 وهو ثاني لقب لرحيمي مع الرجاء.
2020 /2021 موسم التألق
اقتنع الكل أن "رحيمي" سيُمثِّل إضافة جيدة للرجاء الرياضي ومفتاحا للفوز بالألقاب، وهو ما تحقق بعدما تُوج الرجاء الرياضي بالبطولة الاحترافية، لعب رحيمي في موسم 2019/2020 28 مباراة في الدوري، نجح في تسجيل 10 أهداف وصنع 9 أهداف لزملائه في الفريق.
في نفس الموسم سيصل إلى نصف نهائي عصبة الأبطال الإفريقية والخروج بصعوبة أمام الزمالك المصري، حيث خاض رحيمي 11 مباراة في البطولة؛ نجح في تسجيل هدفين وصنع هدفين آخرين لزملائه، كما وصل مع الرجاء الرياضي إلى نهائي كأس محمد السادس بعد تجاوز عقبة الإسماعيلي المصري.
مع بداية الموسم الكروي الجديد 2020/2021 أبان رحيمي للكل أن تألقه لم يأت من فراغ بعد تصدر ترتيب هدافي البطولة الإحترافية بعد مرور 5 جولات فقط، حيث نجح نسر الرجاء في تسجيل 5 أهداف وصنع 3 أهداف لزملائه في الفريق.
التألق مع المنتخب المحلي في "الشان"
تألق اللاعب في البطولة الإحترافية جعل الحسين عموتة يستدعى اللاعب للمنتخب المحلي من أجل المشاركة في كأس إفريقيا للمحليين المُقامة حاليا بالكاميرون.
اللاعب البالغ من العمر 23 سنة، تألق بشكل كبير في المجموعة الثالثة التي تضم منتخبات رواندا وأوغندا، توغو، حيث نجح في تسجيل هدفين، كم تم إختياره أحسن لاعب مرتين.
ويُراهن المغاربة على تألق اللاعب من أجل الفوز بلقب "الشان" للمرة الثانية على التوالي.