أكثر "المفكر" الإسباني برنابي لوبيس غارسيا من خرجاته هذه الأيام، كيف لا وهو "صديق" المغرب (وهو "صديق" يدخلفي خانة "احمني من أصدقائي؛ أمَّا أعدائي فأنا كفيلٌ بهم")... وهو "arabista" ، يعني مختص في العالم العربي(أيهم؟ فهناك عوالم "عربية" تجاوزا: المشرق العربي والقرنالإفريقي وشرق شمال إفريقيا والمغرب الكبير...)، وهواختصاص فضفاض "كتدور به الناعورة" بعض جامعات أوروبا. يقر "صديقنا" برنابي، في حوار مع موقع "نيوس Nius " (يومه الأحد 23 مايو 2021) بأن اسبانيا دبرت بشكل سيء قدوم ابراهيم غالي مذكرا بحالة أحمد البوخاري، ممثل"البوليساريو" بالأمم المتحدة، وقد توفي سنة 2018 في إحدىالمستشفيات الإسبانية حيث كان يعالج بهويته الحقيقة، و"لميكن الأمر مزعجا بالنسبة للمغرب". يقول بأن الظروف الآنمختلفة لأن ابراهيم غالي هو الكاتب العام للجبهة وقد أعلناستئناف الحرب ضد المغرب في 14 نوفمبر 2020. فكان منالطبيعي، يقول برنابي جزاه الله خيرا، بأن يحس المغرب ببعضالإحراج، فإن كان التذرع بالأسباب "الإنسانية" من شأنه تبريراستقبال غالي، كان على اسبانيا أن تخبر المغرب لكي تتفادىردود فعل مثل التي شاهدناها، أو أن تحيل غالي على بلد آخرقصد الاستشفاء. برنابي يوزع النقط إذن نقط الأستاذ برنابي بلده ب10/20. وكدنا نقول "شهدشاهد من أهلها"، غير أننا تذكرنا بأنه "صديق" بلدنا، ولهذانقط الأستاذ برنابي بلدنا ب ناقص20/20... أن يغضب المغربنعم، لكن أن يصدر عنه رد فعل يفوق الفعل، لا، يقول الأستاذالمتعالي "صديق" المغرب... ومن تكون يا سيدي حتى تحددللمغرب شكل وطريقة رد فعله؟ ثم هل "أرسل" المغرب أطفالمحزمون بالمتفجرات أو بالسيوف أو ب"الجباد" (tirochinoكما نقول في شمال المغرب أو lance-pierre)؟ نعم، لا أحديجهل ما كان بالإمكان أن يقع لو ذهب "المخازنية" المغاربة"لقضاء عطلة العيد"(وهي سخرية مغربية مقابلة لسخرية بنبطوش والاستقبال الإنساني)، لا المغرب ولا إسبانيا. ربماجهلتالأمر تلك المفوضة الأوروبية وحدها التي كانت تعتقد بأن "حدودأوروبا" يحميها المال الأوروبي الذي تضخه أوروبا في صناديقالأمن الإسباني. وقد اتضح للعالم بأن من كان يحميها هو"المخازني" المغربي الذي بالكاد "يصور" 200 أورو في الشهر، والذي ما إن ذهب "لقضاء عطلة العيد" حتى اتضح بأن رجالالأمن الإسبان مازالوا غارقين في النوم وقد ربطوا الليلةبالقيلولة... ثم إننا لم نسمع صوتك محتجا على العنف الذي يمارس علىهؤلاء القاصرين وغيرهم هناك والزج بهم في أوضاع منافية لكلإنسانية، اكتفيت، وغيرك من أصحاب النفس الاستعماريالمتعالي، بصورة الممرضة التي تحتضن المهاجر جنوبالصحراوي والطفل الذي "أنقذه" البوليسي الإسباني، بينماتغاضيت عن القاصرين الذين رمي بهم جيشكم للماء من فوقالسياج دون الاكثرات بمكان سقوطهم، هل في الماء ويغرقون، أمفوق صخرة وتتحطم أضلعهم أو رؤوسهم... إنها "الإنسانية" الموجهة، لهذا لا حق لك في التنقيط ذ. برنابي... "كاري حنكو" نعم، تعرف ويعرف "أصحاب الحال" في بلدك أن المغرب تحملكثيرا بفعل إغلاق ممر باب سبتة شهورا قبل "الكوفيد" والذيكان يسبب نزيفا اقتصاديا كبيرا، (كما تحمل كل الضرر الذينتج عن خراب "الكوفيد) وربما كان هناك في بلدك "الغني" منكان يراهن على انفجار ما... زيادة على أن المغرب بلد هجرةفي الظروف الحالية (والهجرة، على كل حال، اتخذت طابعادراميا حين أغلقت أوروبا أبوابها في وجه البشر عدا من تنتقيهمهي، وتركتها مفتوحة في الاتجاه المقابل أمام سلعها)، ولمتتوقف هجرة القاصرين المغاربة في السنوات الأخيرة... وقدسبق لإسبانيا أن كانت بلد هجرة، بل إن جل بلدان العالم الآنتقريبا (عدا قلة محظوظة لظروف لا داعي للعودة إليها) تحولتإل بلدان هجرة... وتعرف، كما يعرف "الإستراتيجيون" في بلدكأن المغرب تكبد الكثير من أجل لجم أمواج المهاجرين من جنوبالصحراء ومن أبنائه... وعليكم أن تعرفوا، بالتالي، ثمن "قلةالصواب" مع المغرب ومعاكسة مصالحه الآنية والإستراتيجية... وقد شهد العالم بأسره ما يمكن أن يقع إن تغاضى المغرب ليومواحد عن حراسة حدود "أوروبا"، فالمغرب وإن استعصى عليك، وعلى رأيك العام بإسبانيا، فهم ذلك شريك وليس مجرد بيدقأودركي... يعلم برنابي، كما يعلم العديد من ساسة بلده (وهو يحكي فيمقال آخر عن الفرصة التي أضاعتها اسبانيا في الاتفاق معالحسن الثاني حول الصحراء سنة 1963- جريدة "إل باييس" ليوم 19 ماي 2021) بأن الصحراء جزء من المغرب الذي قسمتهالأطماع الاستعمارية الإسبانية وبأن اسبانيا ناورت سنة 1975 لكي تظل الصحراء تابعة لها بشكل من الأشكال، لكن التكبرالاستعماري يجعل برنابي يتكلم عن "الحلول" في الصحراء دونالإشارة إلى أصل المشكل، أي الاستعمار الإسباني في البدايةولعبة إسبانيا الإستراتيجية القذرة فيما بعد وصولا إلى يومناهذا... "الله ينعل اللي ما يحشم"... يقلل البرنابي من أهمية الاعتراف الأمريكي عوض اعتبارهفرصة تاريخية لمراجعة مواقف بلاده والتقدم في حل المشكل بناءعليه وعلى مقترح الحكم الذاتي الواقعي. لكن متى رأينا دولةاستعمارية تسعى لحل مشكل تركته في مستعمراتها السابقة؟ ودور"المستعرب" هنا هو التحول إلى ما سماه المفكر الفرنسيبول نيزان ب"كلاب الحراسة" (Les chiens de garde) لمصالح بلاده حتى ولو تدثر بعباءة "الاستعراب" "والصداقة" المزعومة. يتأسف برنابي، في المقابل، على رفض المغرب لمقترح جامسبيكر "المشؤوم" ثم يمتعنا بحل سحري لمشكل الصحراء، ألا وهوتقدم المغرب في التحول لبلد ديمقراطي. يقول بأنه بالديموقراطيةوالحوار سيعود البوليساريو للمغرب. جميل ذ. برنابي"المستعرب" و"صديق" المغرب، لكن كيف تفسر لنا بأنالديموقراطية في بلدك لم تمنع الكطلان من المطالبة باستقلالهم، وبأن ديموقراطية بلدك التي تتحاجج بالدستور، هي التي تمنعالكطلان من الانفصال رغم توفر نسبة منهم تناهز نصفالسكان راغبة في الاستقلال؟ دون الحديث عن البركانالباسكي المترقب؟؟؟ طبق ديموقراطيتك على نفسك دون برنابي واتركنا نتحركبمنطقنا السياسي وليد تاريخنا وتفكيرنا الخاص المتولد عن هذاالتاريخ. هنا يدخل برنابي فيما يشبه الجذبة (دعونا نضحكقليلا) وهو يستصغر من تبعية البوليساريو للجزائر التي يخبرنابأن حكامها يساندون البوليساريو لأنهم "تربوا على احترام مبدأتقرير المصير" (أين ذلك؟ في منطقة "القبايل" أو مع قبائلهمالصحراوية الأصيلة؟) وبسبب خلافهم مع المغرب سنة 1963 (وصافي !). ثم وهو يتصور بأن هاجس زعماء البوليساريو هوأن "يتدمقرط" المغرب وكأن البوليساريو تقيم جمهورية أفلاطونفي مخيماتها بالجزائر التي تحتضن حركة مسلحة موجهة ضدجارها... فما على البوليساريو في نظره سوى أن يفهم بأنمصيره مرتبط بالمغرب ويعمل على فرض "دمقرطة" النظامالمغربي. طبعا في هذه الحالة سيصفق ذ. برنابي للبوليساريووينقطه 20/20 ويربت على كتف العسكر الجزائريين الممتنين. المشكل، إذن، في النظام المغربي. سبحان الله ! ^lg, خزعبلاتقد تجد من يصدقها من بعض المداويخ هنا وهناك، ولا يصدقهاحتى ساسة بلاده الماسكين بخيوط الخبث الاستعماري... وبطبيعة الحال يتنازل دون برنابي ويعدد بعض الإنجازاتالمغربية، لكنه كخبير "ميق" يختم بأن المغرب يعرف ركودا وبأن"العجز الديموقراطي" واضح لأن هناك سعي لإسكات الأصواتالمعارضة... (وهي التفاتة نحو شلة الأصدقاء الذين يزودونهبالتحاليل النيرة). المغرب دون برنابي يسير بمنطقه وقليل هيالبلدان المشابهة التي تعرف الدينامية التي تتميز بها مختلفقواه الحية، ولا حاجة له بدروسك الموجهة نحو إضعاف أهم نقطةيتوفر عليها المغرب، ألا وهي استقرار نظامه السياسي... لعبفباب دارك "بور فابور"! دفاعا عن متهم بالاغتصاب ولن أختم دون التطرق لموقف مخجل عبر عنه دون برنابي فيمقاله المذكور، المنشور في جريدة البايس، فلقد قال في ختامهذيانه "المستعرب"بأن المغرب يضغط لكي يقدم غالي الحسابأمام العدالة الإسبانية في قضايا، حقيقية أو مصطنعة، رتبهاالمغرب في إبانها بتقنية تتقنها المصالح المغربية لسحبمصداقية معارضيها"... كارثة عظمى أن يصدر مثل هذا الكلامعن مثقف يدعي الديموقراطية. أولا ما الخوف من أن يمثل غاليأمام العدالة الإسبانية إن كانت الملفات مفبركة؟ هل يخاف أنيسقط القضاء الإسباني في يد النظام المغربي؟ ولماذا إدخالغالي لإسبانيا سرا مع تجنيد إمكانيات الدولة لذلك إن لم يكنلحجبه عن القضاء الإسباني؟ لن أتكلم عن باقي القضايا المرفوعة ضد غالي، بما فيها تلكالتي رفعها من يمتلكون الجنسية الإسبانية، سأتكلم عن ملفواحد كاف لأن يخجل دون برنابي من نفسه لو لم يكن يتكلمتحت الطلب، ألا وهو ملف خديجتو محمد. خديجتو هذه من مواليد سنة 1991 بمخيمات العار بتيندوفوهي تعيش بإسبانيا منذ صغر سنها، وسط عائلة إسبانيةتبنتها في إطار اتفاقية للتضامن مع البوليساريو. تقول خديجتو(في حوار معها نشرته جريدة "لا راثون" الإسبانية بتاريخ فاتحمايو 2021) بأنها قصدت مكتب غالي بالجزائر العاصمة، وكانوقتها سفيرا لجمهورية الوهم، قصد الحصول على تأشيرةللالتحاق بعائلتها الحاضنة بإسبانيا. فما كان من غالي سوىأن اغتصبها بقسوة غير مراع لحرمة المكان والمنصب ولا لصغرسنها وتوسلاتها. عادت خديجتو لإسبانيا مجترة خيبتها. وفيسنة 2013، وبمساعدة من عائلتها الإسبانية الحاضنة، وضعتملفها بين يدي محام إسباني. ومازالت خديجتو تعيش بإشبيليةوسط عائلتها المحتضنة، ولم تحصل على الجنسية الإسبانية بلهي في عداد عديمي الجنسية (َApatride). فهل هذا الملفمن صنع المخابرات المغربية؟ وهل جريدة "لا راثون" جريدةمغربية؟ على دون برنابي أن يخجل من نفسه وهو يخط مثل ذلكالكلام، دفاعا عن شخص تتهمه امرأة وليدة تيندوف وتربيةالبوليساريو وعديمة الجنسية، بأنه وحش مغتصب، نفهم أنتعمل حكومة المراهقين السياسيين الاشتراكيين وحلفائهم (طبعا"موحدون" استطاعوا ارتكاب هذه الزلة) على التستر عنابراهيم غالي لاعتقادها بالدفاع عن مصالح بلدها وتعزيز لعبهالاستعماري الخبيث. لكن أن ينبري "مثقف" مثقلبالتخصصات للعب دور "كلب الحراسة" لنظام بلده ضدا علىسيدة لم يعطها حتى حق الإنصات إليها فهذا أمر يسقط عنبرنابي كل حس إنساني. حشم من راسك أسيدي.