أسفر تناول كحول مغشوشة بمدينة مكناس، خلال الساعات الماضية، عن وفاة 8 أشخاص ونقل 2 آخرين إلى قسم العناية المركزة بمستشفى محمد الخامس الكائن بمكناس. ووفقا لما أكدته مصادرنا، فقد تم تسجيل حالات الوفاة بمناطق متفرقة بالمدينة، مبرزة أنه تم اكتشاف أولى الجثث ليلة الاثنين صبيحة الثلاثاء بحي الرياض على مستوى باب الرحى، ليتم العثور بعد ذلك على جثث أخرى، خصوصا بمنطقة البرج المشقوق وحي العويجة وحي البرج. وأبرزت المصادر ذاتها، أن التحريات الأولية تفيد بأن أغلب الضحايا هم من الأشخاص الذين يعيشون حالة التشرد بالشارع، ومن مدمني تناول المشروبات الكحولية التي يتم ترويجها عشوائيا أو التي يتم إعدادها عن طريق استعمال مواد كحولية خطرة. وأضافت ذات المصادر، أن التحريات الأولية تشير إلى أن الضحايا، وهم في أعمار مختلفة، تعرضوا لتسمم جماعي جراء تناولهم لمشروب كحولي تم إعداده انطلاقا من مواد مخصصة للتعقيم، مرجحة أن تكون هذه المواد منتهية الصلاحية ويعود تخزينها إلى فترة جائحة كورونا. وقد تمكنت المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة مكناس، زوال أول أمس الثلاثاء، من توقيف تاجر ومساعده القاصر، البالغين من العمر على التوالي 67 و17 سنة، وذلك للاشتباه في تورطهما في حيازة وبيع مواد كحولية مضرة بالصحة العامة والتسبب في وفاة مستهلكيها. وكانت مصالح الشرطة بمدينة مكناس قد فتحت بحثا قضائيا على خلفية تسجيل هذه الوفيات والإصابات بتسمم، وذلك بعد استهلاكهم لمادة كحولية يشتبه في كونهم قاموا باقتنائها من محل لبيع المواد الاستهلاكية. وقد أسفرت الأبحاث والتحريات المنجزة في هذه القضية عن توقيف المشتبه فيه ومساعده القاصر الذي يشتبه في مشاركته في ترويج هذه المواد الكحولية، في حين مكنت عملية التفتيش من حجز العشرات من القوارير البلاستيكية الفارغة التي كانت تحتوي على مادة كحول التعقيم الذي تسببت في وفاة الضحايا. وقد تم إيداع المشتبه فيه الراشد تحت تدبير الحراسة النظرية فيما تم الاحتفاظ بالموقوف القاصر تحت تدبير المراقبة رهن إشارة البحث القضائي الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة، وذلك للكشف عن جميع ظروف وملابسات وخلفيات هذه القضية، وتحديد العلاقة بين الوفيات المسجلة والمواد الكحولية المتناولة، والتي يجري حاليا إخضاعها للخبرات العلمية اللازمة.
