ترأس صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، أول أمس الأربعاء بالرباط، دورة تنصيب الأعضاء الجدد لأكاديمية المملكة المغربية، بمناسبة افتتاح الدورة الأولى لهذه المؤسسة المرموقة في إطار هيكلتها الجديدة. وتميزت هذه الدورة بالرسالة السامية التي وجهها جلالة الملك محمد السادس لأعضاء أكاديمية المملكة المغربية، والتي تلاها أمين السر الدائم لأكاديمية المملكة، عبد الجليل الحجمري. وفي كلمة نيابة عن الأعضاء المقيمين بالأكاديمية، أبرز محمد الصغير جنجار، العناية المولوية التي يوليها جلالة الملك محمد السادس لهذه المؤسسة المرموقة، وحرص جلالته على النهوض بها بغية أداء رسالتها وتحقيق الأهداف المعرفية والحضارية التي أنشئت من أجلها. وعلاقة بموضوع هذه الدورة "الأسرة وأزمة القيم"، أكد جنجار أن تحدي "أزمة القيم" لم يعد رهانا منحصرا في المجتمعات الصناعية المتقدمة، إذ تعرف باقي المجتمعات، بما فيها تلك الموجودة في الضفة الجنوبية لحوض البحر المتوسط، تحولات عميقة كالانتقال الديموغرافي، والتحول السريع والمكثف للساكنة من البوادي نحو المدن، وانتشار التعليم. ومن جهته، أبرز سليمان بشير ديان (السنغال)، في كلمة نيابة عن الأعضاء المشاركين بالأكاديمية، أهمية الموضوع الرئيسي الذي تم اختياره لهذه الدورة، مشيرا إلى أن "هذا الموضوع يقع في صلب الأسئلة المتعددة التي يطرحها العصر الذي نعيشه في جميع البلدان، وفي شتى النطاقات". إثر ذلك، أخذت لصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن صورة تذكارية مع أعضاء أكاديمية المملكة المغربية. وفي تصريحات للصحافة، أعرب أعضاء بأكاديمية المملكة المغربية عن اعتزازهم بعضوية الأكاديمية، مؤكدين عزمهم على المساهمة في إثراء عمل هذه المؤسسة المرموقة في إطار هيكلتها الجديدة. وفي هذا الصدد، عبرت الوزيرة الفرنسية السابقة، إليزابيث غيغو، عن اعتزازها بأن تكون عضوا مشاركا بالأكاديمية، مشيدة بالتقدم الذي أحرزه المغرب في العديد من المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمالية. ومن جهته، أعرب وزير الثقافة اللبناني الأسبق، غسان سلامة، عن اعتزازه بمنحه صفة عضو مشارك بأكاديمية المملكة، معربا عن عميق امتنانه لجلالة الملك. من جانبه، أعرب وزير الثقافة الأسبق، محمد الأشعري، عن اعتزازه بأن يكون عضوا مقيما بالأكاديمية؛ وهي منارة رفيعة للحوار وتبادل الأفكار، مشيرا إلى أن هذه المؤسسة المرموقة من شأنها أيضا المساهمة في تدارس العديد من القضايا الكبرى تتعلق بالمغرب، في علاقته بمحيطه الإقليمي، ولاسيما علاقته بالعالم بشكل عام. أما الأكاديمي رشيد لبكر، فقد اكد أن مقاربة "الدولة الاجتماعية" أضحت خيارا استراتيجيا للمملكة المغربية، التي كانت سباقة لتجسيد ذلك من خلال انخراطها في إرساء العديد من المشاريع الهيكلية المهمة التي خلفت وقعا إيجابيا ونوعا من الحركية الدؤوبة في مختلف المناطق والجهات.