الحموشي يتباحث بالرباط مع المديرة العامة للأمن الداخلي الفرنسي    العدّ التنازلي لحفل الكرة الذهبية 2025: هذا موعد تتويج أفضل لاعب في العالم!    "يويفا" يقرر تأجيل البث في نقل مباريات الدوري الإسباني والإيطالي للخارج    يامال يتحدث عن صعوبة البدايات وجذوره المغربية: "جدتي تسلّلت في حافلة من المغرب لإسبانيا.. وكانت تعمل 3 مرات في اليوم"        أخنوش يكسر صمت الحكومة... حصيلة بالأرقام ورسائل بين السطور    معرض الصين الدولي للاستثمار والتجارة: اجمالي استثمارات متوقعة بأكثر من 90 مليار دولار    الرئيس الإماراتي ونظيره الفرنسي يبحثان هاتفيا العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية    كيوسك الجمعة | مسطرة جديدة لتدبير وصرف المنح لفائدة متدربي التكوين المهني    توقعات أحوال الطقس اليوم الجمعة بالمغرب                عزل عامل إنزكان أيت ملول على خلفية ملف تفويت عقار عمومي    بوفال يضع حدا لشائعة وفاة والدته: "كفاكم كذبا واحترموا حياتنا الخاصة"    فتح باب الترشيح للمشاركة في الدورة الخامسة والعشرين للمهرجان الوطني للمسرح        الكسريوي يكشف عن توسيع شبكة "مؤسسات الريادة" بتطوان    افتتاح المحطة السككية الجديدة لمدينة تازة المنجزة باستثمار إجمالي يناهز 50 مليون درهم    ناصر بوريطة يؤكد موقف الملك الثابت ضد ترحيل الفلسطينيين واحتلال غزة    ضابط مخابرات عسكرية أمريكي سابق: أمريكا لا تملك حلفاء بل دول تابعة لها وخاضعة لهيمنتها (فيديو)    الهجوم الإسرائيلي.. مجلس الأمن الدولي يؤكد دعمه لسيادة قطر    رصاص الأمن ينهي حياة شخص عرض المواطنين والشرطة لاعتداء خطير    طنجة.. الأمن يفتح تحقيقاً في زيادات غير قانونية بسيارات الأجرة مستندة إلى وثيقة مزورة        تقرير: المغرب يستورد سلعا إسرائيلية تتجاوز قيمتها 177 مليون دولار خلال عام واحد        ناصر الزفزافي يرسل رسالة مؤثرة من داخل سجنه بطنجة بشأن جنازة الفقيد والده    أخنوش: الحكومة حققت حصيلة إيجابية في سياق دولي مضطرب وفي ظل ظروف مناخية صعبة    مجلس الحكومة يهتم بحماية النباتات    قيوح يدشن محطة قطار مدينة تازة    نهضة بركان أمام الوافد الجديد أولمبيك الدشيرة، وقمة الرجاء ضد الفتح، والوداد يستقبل الكوكب المراكشي .. اليوم تنطلق البطولة الإحترافية بمواجهات تجمع بين خبرة الكبار وحماس الصاعدين    قبل الجمع العام لعصبة الشمال لكرة القدم.. 17 سؤالاً محرجاً ينتظر رئيس عصبة الشمال        يبلغ ثمنها ابتداء من 60 دولارا أمريكيا افتتاح مرحلة ما قبل البيع لتذاكر مونديال 2026    صلاحيات أوسع لمندوبية حقوق الإنسان    بوريطة: غزة تسائل الضمير الإنساني.. وإسرائيل تُقوض عقودا من جهود السلام    المغرب يطور منصة للذكاء الاصطناعي    بورصة البيضاء تبدأ التداولات بالأخضر    الدخول الاجتماعي يجدد التنبيهات النقابية للحكومة من تغول الفساد وتنامي منسوب الاحتقان    توصية فرنسية بحظر استخدام المنصات الاجتماعية للأطفال دون 15 عاما    ناشط مؤيد لإسرائيل يقتل في جامعة أمريكية    72 في المائة من تجار الجملة يتوقعون استقرار المبيعات خلال الفصل الثالث من 2025 (مندوبية)    والدة مبابي: "ابني كان يحلم بالجنسية البرتغالية بسبب رونالدو"    إدريس الروخ يحذر جمهوره من شخص ينتحل اسمه وصورته    جولة فنية مرتقبة لدنيا بطمة بعدة مدن مغربية    التقدم والاشتراكية يطالب وزير الداخلية بالتصدي الحازم لاستعمال المال في الانتخابات    دعوة إلى الكنوبس لمراجعة إجراءاته الخاصة بمرضى السرطان    الكتابة والاستضافة        الزاوية الكركرية تحتفي بإصدارات الشيخ محمد فوزي الكركري        188 مليون طفل ومراهق يعانون السمنة .. والأمم المتحدة تحذر    دراسة: أسماك الناظور ملوثة وتهدد صحة الأطفال    دراسة: أسماك الناظور ملوثة بعناصر سامة تهدد صحة الأطفال    أجواء روحانية عبر إفريقيا..مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة تحيي المولد النبوي    أمير المؤمنين يصدر أمره إلى المجلس العلمي الأعلى بإصدار فتوى شاملة توضح للناس أحكام الشرع في موضوع الزكاة    الملك محمد السادس يأمر بإصدار فتوى توضح أحكام الشرع في الزكاة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



على الرغم من تسببها بمقتل العديد من الشبان
نشر في بيان اليوم يوم 02 - 12 - 2011

مصر تستورد 21 طناً من قنابل الغاز المسيلة للدموع من أميركا
أثار إستيراد وزارة الداخلية شحنة جديدة من قنابل الغاز المسيل للدموع من أميركا، عاصفة جديدة من الغضب والسخط في أوساط المصريين، لاسيما بعد أحداث التحرير، التي راح ضحيتها 41 قتيلاً، ونحو أربعة آلاف مصاب، أصيبوا في غالبيتهم بسبب الاستخدام المفرط للغاز.
21 طناً
لم يأت الكشف عن الشحنة من قبل وزارة الداخلية في إطار الشفافية التي من المفترض التمتع بها بعد الثورة، ولكن جاء الكشف عنه من قبل موظفين يعلمون في ميناء الأدبية في مدينة السويس، بعد ما رفضوا التوقيع على إستمارات الإفراج الجمركي للشحنة، البالغة حمولتها 7.5 أطنان، والمستوردة من الولايات المتحدة الأميركية.
ووفقاً للمعلومات، فإن تكتل شباب السويس كشف عن وصول السفينة «دارينا دانيكا» إلي ميناء الأدبية يوم 28 نوفمبر الجاري، آتية من الولايات المتحدة الأميركية، وتحديداً من شركة «كوبينر سيستم الأميركية»، وأن السفينة تحمل على متنها حاويتين، تضم كل واحد منهما 7 أطنان من قنابل الغاز المسيل للدموع. وأضاف التكتل أن وزارة الداخلية سوف تستقبل شحنات جديدة تقدر ب 14 طناً، ليصل إجمالي الصفقة إلى 21 طناً.
أجواء التحرير معبأة بالغازات
يأتي استيراد الشحنة الجديدة من القنابل المسيلة للدموع، رغم أن سماء ميدان التحرير ما زالت معبأة بالغاز، الذي أطلقته قوات الأمن على المتظاهرين لمدة خمسة أيام متواصلة منذ يوم السبت 19 نوفمبر، وأدى إلى وفاة العديد بالاختناق، والإصابة بتهيج الجلد والأعصاب.
وقال عبد الله إمام، وهو طبيب متطوع في المستشفى الميداني في ميدان التحرير ل»إيلاف» إنه على ما يبدو أن وزارة الداخلية قد استنفدت رصيدها من القنابل المسيلة للدموع، بعد أحداث التحرير الأخيرة، مشيراً إلى أن استيراد الشحنة له مدلولان، الأول أنه دليل إدانة على إفراط وزارة الداخلية في استخدام الغازات ضد المتظاهرين السلميين، والآخر أنها مازالت مستمرة في النهج القمعي والاستبدادي ضد المواطنين المصريين.
وأضاف إمام أن الأجواء في ميدان التحرير ما زالت محملة بالغازات المسيلة للدموع التي أطلقتها الشرطة طوال الأسبوع الماضي، وما زالت هناك المئات من المصابين الذين يتلقون العلاج في المستشفيات من آثار الغاز. وأوضح إمام أن غالبية الإصابات التي عولجت في مستشفى الميدان كانت من الغازات، أو الإصابات المباشرة في الأعين باستخدام الخرطوش أو الرصاص، إضافة إلى الإصابات المباشرة في الرأس أو العنق بالرصاص.
إصابات الغاز بالآلاف
وحسب محمد كمال، وهو طبيب آخر في المستشفى الميداني في التحرير، فإن استيراد وزارة الداخلية لشحنات جديدة من الغازات، يجب ألا يمرّ مرور الكرام، مشيراً إلى ضرورة أن يتكاتف النشطاء والمصريون جميعاً ضد هذا الإجراء، لا سيما أن هذه القنابل تشترى من أموالهم، ليتم توجيهها إلى صدورهم.
وقال كمال ل»إيلاف» إن هناك الآلاف من المصريين الذين ما زالوا يعانون جراء إصابتهم بالاختناق أو الآلام الصدرية أو تهيج الجلد أو التشنجات، بسبب الغاز المسيل للدموع، منوهاً بأن الغازات المستوردة من أميركا لها آثار سلبية خطرة على الصحة، ولا تسبب تساقط الدموع فقط، بل تسبب الاختناق وتهيجًا في الأعصاب وحروقات في الجلد وتشنجات عنيفة، وحساسية في الصدر.
وأشار إلى ضرورة تدشين حملة من أجل إيقاف استيراد الغازات المسيلة للدموع المحرّمة دولياً، وإيقاف استيراد كل الأسلحة التي توجّه إلى صدور المصريين.
إستمرار القمع
أما يوسف، وهو طبيب أيضاً في المستشفى الميداني، فرفض ذكر اسمه كاملاً، وقال ل»إيلاف» إن أصعب الحالات التي أدمت قلبه، وجعلت دموعه تنهمر، كانت لشاب عمره 21 عاماً.
وأوضح أن هذا الشاب أحضره زملاؤه إلى المستشفى، وكان في حالة اختناق، وحاول الأطباء إسعافه، لكن لم تكن لديه القدرة على التنفس مطلقاً، بسبب إصابته من الغاز المسيل للدموع.
وأضاف يوسف أن المستشفى تلقى آلاف الحالات المماثلة، لكنها كانت في حالة أقل خطورة، وأجريت الإسعافات اللازمة لها، قبل نقلها إلى المستشفيات المجهزة. وأشار يوسف إلى أن السلطات، التي تدير البلاد، ما زالت تتعامل بالعقلية نفسها، التي كان يدير بها مبارك الدولة.
ولفت إلى أن النظام السابق لم يفرط في استخدام قنابل الغاز، كما جرى في أحداث 19 نوفمبر. ونبه يوسف إلى أن استيراد شحنات جديدة من الغاز يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن وزارة الداخلية لن تتغير، وأنها لا تعترف بالثورة، وأنها ماضية في القمع إلى أقصى درجة.
محاولة اغتيال أطباء التحرير
وكشف يوسف عن تعرّض أطباء المستشفى الميداني في التحرير إلى محاولة اغتيال عبر وجبات طعام مسمّمة، وقال إنهم تلقوا وجبة عشاء من أحد الأشخاص، وعندما بدأوا في تناولها شعر بعضهم بأعراض التسمم. كما كشف عن تعرّض بعضهم للاختفاء القسري منذ نحو خمسة أيام.
حظر التصدير
جاء إستيراد شحنة القنابل من أميركا، رغم تبني نشطاء أميركيين حملة تدعو إلى حظر تصديرها إلى مصر، من خلال جمع مليون توقيع على عريضة، تطالب الرئيس الأميركي باراك أوباما بعدم الاستجابة لطلبات الحكومة المصرية باستيراد الغازات المسيلة للدموع.
واضطر الآلاف من سكان ميدان التحرير والمناطق القريبة منه إلى هجرة مساكنهم بشكل مؤقت، بسبب الانتشار الكثيف للغازات المسيلة للدموع، وإصابتهم وأطفالهم بالاختناق، فيما ما زالت رائحة الغازات تعبق بقوة في الميدان العريق، ومحطة مترو السادات الواقعة في الأسفل منه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.