تخلد القناة الثانية « دوزيم» ذكراها الخامسة والعشرين، ويكتسب مارس الجاري طابع العيد لدى زميلاتنا وزملائنا بقناة عين السبع، ولدى جمهور مشاهديها وعموم المغاربة، ذلك لأن الاحتفال هو في عمقه احتفال بأفق كان قد اقترن بميلاد قناة ثانية في المشهد التلفزيوني المغربي. وبقدر ما لا يمكن إنكار دور» دوزيم» طيلة عقدين ونصف في تحقيق عديد تجليات على صعيد القيم المضافة لمشهدنا الإعلامي الوطني والمؤسسة لهذا الأفق، وأيضا تغيير زوايا النظر ومستويات التلقي، فمن الواجب كذلك التأكيد على أن الأسئلة العميقة التي طرحت منذ البداية لازالت ذات راهنية إلى اليوم، وخصوصا ما يرتبط بالانفتاح والتعددية والمنافسة في القطاع التلفزيوني الوطني، وأيضا ما يهم التمويل والهندسة التمويلية والتأطيرية والقانونية لهذا المجال الذي يشهد اليوم تنافسية حامية الوطيس، ويطرح كثير اكراهات ليست دائما سياسية ومهنية، وإنما هي أيضا اقتصادية وتدبيرية ومالية وتكنولوجية. ومثل هذا الرهان مطروح اليوم بقوة، بالنظر إلى المتطلبات المالية لقناة مثل»دوزيم»، ومناسبة العيد الفضي تفرض الانكباب عليه، وبالتالي صياغة رؤية جريئة وشجاعة لمستقبل القناة، ولمستقبل إعلامنا التلفزيوني الوطني برمته. لقد امتلكت القناة الثانية في بداياتها التميز انطلاقا من انخراطها في انشغالات المغاربة وسعيها لممارسة إعلام القرب، ولذلك هي نجحت في استعادة المغربيات والمغاربة إلى تلفزيونهم، كما أنها استطاعت جذب مشاهدين من بلدان مغاربية وافريقية قريبة من بلادنا، ونقطة القوة هذه تبدو اليوم بدورها ذات راهنية كبيرة. يمكن ل» دوزيم» أن تربح رهان التنافس مع الجميع عبر صنع فرجات تلفزيونية تقوم على قضايا المغاربة وانتظاراتهم ولغتهم، وذلك في مختلف تبويبات البرمجة التلفزيونية، وعبر الابتعاد عن خطاب التكلس والنمطية و...الرتابة. اليوم يحيا المغرب دينامية ديمقراطية ومجتمعية تميزه عن جواره الإقليمي، وتجعله نموذجا متفردا في المنطقة توجه إليه أنظار العالم كله، وهذا بالذات ما لم ينجح تلفزيوننا في تقديمه إلى مشاهديه، وفي هذا ظلم للبلاد وشعبها. «دوزيم» بإمكانها أن تقوم بهذا الدور وتكسب التحدي إذا امتلكت وضوح الرؤية السياسية والإستراتيجية، وإذا توفرت لها التمويلات اللازمة والموارد البشرية الضرورية، وأيضا المنظومة التمويلية والتدبيرية المدركة لشروط المرحلة وتحديات المقبل من الأيام. في عيدها الخامس والعشرين يجب أن تكتسب القناة الثانية تجددا في الهوية وفي العقليات، وأن تمتلك الرؤية وممكنات تنفيذها، وأن يتوفر لها الدعم والإرادة لتسير بالدينامية المجتمعية المغربية نحو الإشعاع الذي تستحقه. وفي استحضار البداية، فإن»دوزيم»كانت الرائدة في انطلاق كل هذا النقاش المنشغل بأسئلة فضائنا السمعي البصري وبانتظارات المشاهدين المغاربة، كما أن الريادة نفسها برزت في اللغة التي كانت حينها جديدة ومختلفة، وفي الوجوه والضيوف والمواضيع وزوايا المعالجة... لهذا تستحق القناة الشكر، ويستحق كل الذين صنعوا تألقها التحية والتنويه، كما يستحق الزملاء والزميلات المصرون اليوم على نجاحها التهنئة بالعيد، عيدهم، وأملنا لهم بكثير من التميز المهني والتقدير الاجتماعي والمادي. هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته