قراءة في «مصائد النسيان» للكاتب المغربي بوشعيب عطران «مصائد النسيان» مجموعة قصصية، صدرت للقاص والشاعر بوشعيب عطران عن سليكي إخوان بطنجة، في 50 صفحة من القطع المتوسط (14 نصا)، بإهداء وتقديم للقاص شكيب عبد الحميد، يصفها ويجدها (تصرخ، تتأوه ، تتيه، تضج، تتمرد.. قصص ساقطة في تيه النسيان بل في حبائله ومصائده.. مكسورة الأجنحة. الشخوص كلها محبطة، تصرخ، تحتح على واقع متعفن.. تبحث عن مخرج من دوامة الحياة ومن حبائلها..) ص 5 يحكي القاص ما التقطته عيناه، هي رحلة مشاهد عابرة مرة ومستقرة أحيانا في الذاكرة، رحلة البحث والإغراء وصور من الحياة الاجتماعية اليومية ومشاهد حقيقية للواقع اليومي من خلال ما التقطته كاميراه، تلك العين التي ترى ما لا يرى من اليومي وحدها الصداقة المتينة تجمعنا وتوحدنا كما القصص. أتحدث عن صديقي وكأني أتحدث عن نفسي حين يصمت أو حين يحكي سلسا عميقا أو خفيفا كما حكيه الذي يشبه نصه الملتقط بصورة رجل وامرأة في منتصف العمر يجلسان وراءه جنبا الى جنب حدق في المن خلال المرآة ..)ص16 هناك حالات تأمل في هذه الرحلة ، اللحظة التي التقطها الكاتب في خلوته، مكائده مصائده ، يقتنص الكاتب اللحظة كالقناص أليست الكتابة قنص؟ بهذا المعنى لا يخفي لعبته ويتجنب القارئ البحث في .. وفي فتح شهية الآخر وهي أحلامنا إذن ، بالأحلام المجهضة ص19 أحلام المدينة والقرية لان الحلم انطلق من القرية الى المدينة في رحلة سيزيف وتتشتت كما القصة لتفتح النافذة وارتداد معكوس لأشعة الشمس الصباحية .ص21 ،إنها رحلة بحث الذات المشتتة (بلغة العروي) تعود القارئ المتلقي لاكتشاف روحنا ووجهنا / رحلتنا إلى النص الذي يولد من الآخر/ السابق ومنها العودة الى الحكاية وهي الأصل والمنبع والبداية وهي جزء من ذاكرتنا وهويتنا . هي فخاخ إذن، تفضح أكثر ما تعري تنهض مستندة على معانيها في الطرق والطرقات عبر مسارب المدينة التي تحكي تأوهاتها آلامها المجهضة ، بحكي سلس شاعري قصير وقصير جدا أحيانا ، ومضات خاطفة تقطر ألما صورا معاناة حزنا أحلاما ضجيجا (رسم على شفتيه ابتسامة باهتة، يريد انهاء الحديث لصالحه كعهده في جدالاته، هذه المرة لم تجديه نفعا أمام من كانت تقارعه بالحجة والبرهان،..)ص29 على سبيل الختم كم أحب المشي في المطر ص30، كم أحب قراءة النصوص التي تشدك وتستدعيك للقراءة والتأمل وتغريك بالكتابة.. في (مصائد النسيان) للقاص بوشعيب عطران لغة بسيطة سهلة لا التواء فيها ولا مصائد سوى السهل الممتنع والممتع وفي ذلك إغراء الكتابة والقراءة وفتح شهية القارئ لتتمة النصوص، رحلة التيه هواجس وحديث الريح وسيء الحظ .. هي مصائدنا المنسية في خريف العمر (يفهم صمت ثقيل تحت فضاء ملتهب ..تناسوا الاحلام وما دار من حديث غير مبالين بلمسات الريح ..)ص41 ، المنسي فينا هو الذي لا يمكن محوه أو اجتثاثه من ذاكرتنا إليه العودة وإليه المصير وبذلك تكون مصائد النسيان بوابة التأرجح بين الحلم والانكتاب بين النسيان والانكشاف والوجد.. بعيدا/ قريبا من زمن الخيبة والانكسارات دون ان تظل مضمرة أحيانا تجد في أوراق الكاتب في (مصائده..نا ) منحى للانكتاب والانوجاد للنفاذ الى العمق.