خسارة قاسية، هزيمة غير منتظرة، ضياع ثلاث نقط غالية، تواضع غريب، مستوى مخيف...، بكل عبارات التذمر والحسرة عبرت الأوساط الودادية وحتى غير الودادية، عن عدم قبول النتيجة المخيبة للآمال أمام الأهلي المصري، الفريق الذي جاء للمغرب وهو فاقد للثقة في النفس، وعاد وهو غير مصدق لتحقيقه نتيجة الفوز. فالمسار الذي قطعته الوداد في تصفيات كأس عصبة الأبطال الأفريقية، كان قبل مواجهة الأهلي ذهابا وايابا مسار موفقا وبكثير من الاقناع والاستحقاق، إلا أن لقائي الاسكندرية والرباط، قدما وجها غير مطمئن للفريق العريق الباحث عن تتويج قاري غاب عنه لسنوات طويلة، تعادل ذهابا بطريقة لم تبعث عن الارتياح، وانهزم إيابا بعد تواضع مفاجئ، مما غير الكثير من المعطيات داخل هذه المجموعة، وبات من الضروري البحث عن انتصار خارج الميدان، للمرور للمربع الذهبي محتلا للمرتبة الأولى. في الكثير من المناسبات قلنا مرارا أن طريقة لعب الوداد تشوبها الكثير من الشوائب والنقائص، وهذا العامل يجعل الفريق غير قادر تماما عن التألق، وظهر ذلك في لقاءات البطولة الوطنية، نتج عنه ضياع لقب البطولة الذي كان في المتناول، ليصل التواضع الآن الى لقاءات العصبة القارية الذي شكلت الاستثناء الذي أنسى الوداديين مرارة ضياع لقب الخامس للدوري الاحترافي. إلى أن التساؤل المطروح منذ مدة، ما هو السبب الرئيسي وراء هذا التواضع غير المقبول من طرف فريق يتوفر على كل المقومات التي تجعل منه فريقا قادرا على الحفاظ على مسار متوازن؟ أعتقد أن الاجابة عن هذا التساؤل لا تتطلب الكثير من البحث والتفكير والقراءة المتأنية، فالأسباب واضحة للعيان، ووقفنا عليها في تحليلنا للأداء الذي تقدمه العناصر الودادية، وعندما يجمع أغلب المتتبعين على وجود أخطاء تقنية فادحة، فيعني أن المسؤولية يتحملها مباشرة مدرب بسجل كبير اسمه جون طوشاك... يمكن أن نقدم الكثير من التبريرات في محاولة لإقناع المتتبعين بأن ما يقدمه طوشاك حاليا مع الوداد، وهو عطاء مقبول من مدرب يشفع له سجله الغني وقيادته من قبل أندية عالمية كبيرة، لكن الواقع حاليا يقول العكس تماما، فالأخطاء التقنية فادحة والاختيارات فاشلة، والتصورات غير موفقة، الى درجة يمكن لأي متتبع أن يذهب الى حد طرح التساؤل: هل طوشاك الحالي هو أصل حقيقي أم نسخة مزيفة؟ فمن غير المقبول تماما أن يكون طوشاك الحقيقي بكل هذه السلبية على مستوى الأداء التقني، والأكثر من ذلك الذهاب مع سبق الاصرار والترصد ضد التيار، بالاعتماد على عناصر يجمع الكل على عدم أحقيتها باللعب، وفي مقدمتها لاعب اسمه كيتا. سوء في التوظيف، أخطاء في التغييرات، فشل على مستوى البناء الهجومي، افتقاد للقدرة على إحداث تغييرات حاسمة، خاصة على مستوى التنويع في اللعب والعمليات الهجومية، وصياغة الجمل التكتيكية القادرة على فتح الممرات وسط دفاع الخصم، والأكيد أن طوشاك الذي سبق أن قاد الريال مدريد لا يمكن أن يكون بكل هذه السلبية، وعدم القدرة على الخلق والابداع... فأين اختفت النسخة الأصلية اذن؟...