في اطار التنمية البشرية ومساعدة الفئات الهشة ذات الدخل المحدود ،تقوم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بمنح دراجات ثلاثية العجلات "تريبورتور" بتنسيق مع المجلس البلدي لمدينة بني ملال والجمعيات السكنية. المشروع أثبت فشله الذريع وزاغ عن أهدافه الحقيقية التي تتجلى في نقل البضائع، وبحكم أن المدينة تفتقد للشركات والمعامل الصناعية لا يجد أصحاب التريبورتورات بدا سوى امتهان النقل السري ونقل الأشخاص لجميع الأحياء . المسؤولية لا يتحملها أصحاب التريبورتورات وحدهم بقدر ما تتحملها المؤسسات المانحة والداعمة للمشروع سواء المبادرة الوطنية للتنمية البشرية أو المجلس البلدي لبني ملال لعدم اعتمادهما لأليات التتبع، فكما يقول المثل الشائع " لا تعطيني سمكة ولكن علمني كيف اصطاد " ، فقبل أن تمنح هذه المؤسسات التريبورتورات كان الأجدر بها أن تفكر مليا في عواقب اغراق المدينة بهذا النوع الخطير من الدراجات لاسيما وأن بني ملال تفتقد للرواج الاقتصادي مما يزيد في تعاسة أصحاب هذه الدراجات ويدفعهم لامتهان النقل السري وبالتالي تعريض سلامة المواطنين للخطر في ظل غياب أي مراقبة لظاهرة النقل السري من طرف السلطات والصورة التي التقطتها عدسة "البوابة" لا تحتاج لتعليق . " البوابة " استقت عينة من هؤلاء المستفيدين من التريبورتور حول نجح أو فشل مشروعهم فكانت الاجابات صادمة : محمد أب لخمسة أطفال يتحدث "للبوابة" عن معاناته مع التريبورتور حيث كان مسرورا في البداية بحصوله على وسيلة تساعده على العيش وتأمين "طريف الخبز" لأسرته حسب قوله، خرج لسوق العمل وكله طموح لكن اصطدم بواقع مر حافل بالمشاكل زاد من تعاسته، في ظل المنافسة القوية للهوندات و البيكوبات والشاحنات الصغيرة. ولم يخفي زميل محمد الذي فضل عدم كشف اسمه عن صدمته من العدد الهائل للتريبورتورات التي أصبحت تغزو المدينة وتساءل كيف لا تزال المبادرة الوطنية تمنحها وهي تعلم بفشل المشروع ، أما مصطفى تحدث "للبوابة " بصراحة قائلا "شوف اخويا اللي عندو الكليان راه خدام واللي ماعندوش راه خدام كيشارجي في عباد الله". مستفيد فضل هو الاخر عدم ذكر اسمه صرح "للبوابة " على أن مصاريف التريبورتور حولت حياته الى جحيم بسبب العطب المتكرر لدراجته بالإضافة الى التأمين ناهيك عن الزيادة الاخيرة في اسعار المحروقات وختم قائلا " بقات فالتصاور نهار سلمونا التريبورتور واش كاينة شي خدمة ولى هما بغاو يبانو بلي راهم خدامين على ظهورنا". هذا ويبقى السؤال العريض لماذا لا تزال المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والمجلس البلدي يقومان بدعم مشروع التريبورتورات الذي أثبت فشله في تحسين وضعية الفئات الهشة، وزاد من معاناة المستفيدين منه ودفعهم الى امتهان النقل السري بدل نقل البضائع.