ب قلم: محمد ﯕيالي "هذه حافلة ضلت طريقها.. وهذه شاحنة..."، هكذا خطر ببالي وأنا أصادف العديد من حافلات النقل العمومي وشاحنات نقل البضائع الضخمة تجوب بسرعتها المعهودة الطريق الوطنية رقم 8 في المقطع بين زاوية الشيخ وتقاطع ما يسمى ب 33 في اتجاه خنيفرة.. الغريب أن أغلب هذه العربات سيئة الحظ تحمل لوحات عليها "رافقتكم السلامة".. أية سلامة يا ترى وهذه الوحوش الضخمة تميل يمينا ويسارا وتملأ هياكلها عرض الطريق محاولة تجنب الخطر الماثل على طول الطريق. فهذا المقطع به العديد من الحفر العميقة والعريضة، به تشققات، به منعرجات جد مائلة، وبه محدودبات تشكل كلها أخطارا حقيقية تحدق بالسائقين. الطريق الوطنية رقم 8 هذه، تعتبر شريانا مهما لنقل البضائع والمسافرين من وإلى شتى الاتجاهات بالمملكة؛ فالقادمون من الدارالبيضاء، أو الجنوب (مراكش، أكادير...) صوب الوسط والشمال والشرق (خنيفرة، فاس، ميدلت، الراشيدية،...) لابد يسلكون هذه الطريق التي لا تهدأ بها الحركة ولا يسكن بها هدير المحركات الضخمة.. ومع ذلك، ونتيجة لذلك أيضا، باتت تعرف عدة نقاط سوداء وجب الالتفات إليها لتجنيب الوطن مزيدا من النزيف الذي تسببه حرب الطرقات في بلدنا؛ النزيف في الأرواح، وفي العربات نفسها.. عندما تعترض إحدى هذه المخاطر سائقا أجبره حظه العاثر أو عمله الجابر أو سفره العابر على المرور من هنا ، فهو في حال لا يحسد عليه؛ فإن هو حاول تفاديها فقد يصدم القادمين من الجهة الاتجاه المعاكس، وقد تنقلب به عربته؛ أما إن قرر عبور الحفرة، فقد تنفجر العجلة، أو ينكسر محور، أو في أحسن الأحوال يسرع من تدهور حالتها الميكانيكية.. وفي كل الأحوال يعتبر الأمر نزيفا في الأرواح والأموال والأعصاب.. إذا مررت من هنا، واستطعت تجنيب نفسك وعربتك والآخرين خطر الموت، فاحمد الله، ثم رشح نفسك لجائزة أحسن سائق؛ ولا تنس قياس ضغط الدم والسكر في أول مركز تصادفه.. نرجو من كل مسؤول له قلب حي، أو به ذرة إنسانية، كبيرا كان أم صغيرا.. مستشارا جماعيا أم برلمانيا، وزيرا أم أقل مرتبة.. نرجو منهم التفاتة إلى هذه الطريق وهؤلاء المغلوب على أمرهم الذين يسلكون هذه الطريق يوميا وبالمئات، وما ذلك على مسؤولينا بعزيز. وإن أعوزهم المال، فلينظموا مهرجانا غنائيا يسموه مثلا "مهرجان العلوة، من الزاوية إلى الترونت تروَة"، أو "بالكمانجة والوترة، نعمرو الشق والحفرة". فلقد أكدت التجارب أن مثل هذه المهرجانات تسيل لعاب "المحسنين" وتفتح جيوبهم وفي انتظار ذلك نقول: "رافقتكم السلامة"